يعتبر اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، المعروف بمتلازمة ADHD، من التحديات التي تثير قلق العديد من الآباء. وعلى الرغم من أن الأطفال يفضلون اللعب بنشاط، إلا أن الإفراط في ذلك قد يكون له عواقب سلبية. في هذا المقال، سنستعرض كيفية التعامل مع فرط الحركة دون الاعتماد على الأدوية.
استراتيجيات التعامل مع فرط الحركة دون أدوية
نظراً للآثار الجانبية المحتملة لبعض الأدوية، يفضل العديد من الأهل البحث عن طرق بديلة لعلاج أطفالهم. في هذا السياق، سنتناول كيفية التعامل مع فرط الحركة من خلال العلاج السلوكي، والذي يهدف إلى تعديل السلوك عن طريق الخطوات التالية:
1- إدارة السلوك
يتضمن إدارة السلوك وضع خطط تهدف إلى مساعدة الطفل على تطوير سلوكيات إيجابية من خلال تشجيعه على اتخاذ سلوكيات مرغوبة. يمكن تسهيل ذلك من خلال إجراء تغييرات في بيئة الطفل المحيطة.
ومن أبرز عناصر إدارة السلوك هو التنظيم، حيث يتم إعداد جداول زمنية لتنظيم أوقات اللعب لتحقيق توازن يمكن من خلاله استغلال طاقة الطفل بشكل إيجابي. كما يتم تقسيم واجبات الطفل لتمكينه من إنجازها دون ضغوط نفسيّة.
2- تعليم المهارات الاجتماعية
يعتبر تعليم المهارات الاجتماعية جزءاً أساسياً من خطوات العلاج السلوكي. يتضمن ذلك التدريب على هذه المهارات من خلال اللعب وقيام الطفل بتمثيل مواقف متعددة. وهو ما يتيح له فهم كيفية التفاعل مع الآخرين والتصرف في مختلف الأوضاع الاجتماعية.
3- العلاج المعرفي السلوكي
يسهم العلاج المعرفي السلوكي في مساعدة المراهقين على تجاوز التحديات الاجتماعية والنفسية الناجمة عن فرط الحركة. يعتمد هذا النوع من العلاج على إعادة صياغة طرق تفكير المراهق وسلوكه تجاه مختلف الظروف، مما يعزز قدرته على المواجهة والتكيف بشكل أكثر فعالية.
المخاطر المرتبطة بفرط الحركة على الطفل
غالباً ما لا يدرك الطفل التأثيرات السلبية التي قد تنتج عن فرط الحركة على نفسه أو على الآخرين. لذا، فإن التعامل معه يتطلب قدراً من الصبر واللطف. ومن أبرز الأضرار الناجمة عن فرط الحركة:
- تصرفات متهورة أو عدوانية قد تؤذي الطفل أو من حوله.
- تعرضه للإصابات والكسور نتيجة حركته المفرطة أثناء اللعب.
- احتمالية تعرضه لاضطرابات نفسية أخرى كالاكتئاب.
- قد يواجه الأطفال المصابون فرط الحركة زيادة في الوزن، بسبب ارتباطه بالإفراط في تناول الطعام.
إجراءات للحد من آثار فرط الحركة
بالإضافة إلى ما تم توضيحه حول كيفية التعامل مع فرط الحركة دون الأدوية من خلال العلاج السلوكي، فإن العلاج الدوائي واستشارة الأطباء بشأن هذه الحالة ليسا بأقل أهمية، خصوصا عندما يكون الاضطراب شديداً. ومن أجل التخفيف من آثار فرط الحركة، يُنصح باتباع الأمور التالية:
- اتباع نظام غذائي صحي غني بالبروتين والفيتامينات.
- تشجيع الطفل على أداء تمارين رياضية مناسبة لعمره للتخلص من الطاقة الزائدة.
- تنظيم الوقت المخصص للعب على الهواتف المحمولة أو مشاهدة التلفاز، حيث إن الإفراط في ذلك قد يؤثر سلباً على نشاط الطفل.
- ضمان حصول الطفل على قسط كافٍ من النوم يومياً.
في ختام هذا المقال، استعرضنا كيفية التعامل مع فرط الحركة دون الاعتماد على الأدوية، بالإضافة إلى التعرف على تفاصيل العلاج السلوكي. كما قمنا بمناقشة المخاطر المحتملة الناجمة عن فرط الحركة، وقدمنا نصائح للوقاية من هذه المخاطر. نشدد على أهمية اللجوء إلى العلاج الطبي عند الحاجة.