كيفية الاغتسال من الاحتلام في رمضان

كيفية الاغتسال من الاحتلام في رمضان

كيفية الاغتسال من الاحتلام في رمضان من الأمور التي يتوجب على المسلم معرفتها والقيام بها لإتمام صيام الشهر الكريم، ففي حالة كان على جنابة أو احتلم أثناء النوم والذي يتوجب الغسل فعليه معرفة كيفية القيام بذلك بشكل مثالي، وهذا ما يتبين من خلال موقع سوبر بابا.

كيفية الاغتسال من الاحتلام في رمضان

الاحتلام أو الحلم الرطب كما يطلق عليه البعض يعني إنزال الشهوة أو خروج وقذف المني بسبب رؤية الشخص حلم الجماع أثناء نومه، ويجب عليه الغسل لأنها تعد جنابة وهي من مفطرات الصيام.

كما جاء في قول أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – قالت (جَاءَتْ أمُّ سُلَيْمٍ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَقالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ اللهِ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، فَهلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا احْتَلَمَتْ؟ فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: نَعَمْ، إذَا رَأَتِ المَاءَ فَقالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يا رَسولَ اللهِ، وتَحْتَلِمُ المَرْأَةُ؟ فَقالَ: تَرِبَتْ يَدَاكِ، فَبِمَ يُشْبِهُهَا ولَدُهَا).

هذا يشير بوجوب الاغتسال، ولكنه لا يفسد الصيام إذا كان نزول المني بغير إرادة، وقد أجمع علماء الإسلام على ذلك لأن الاحتلام لا يحدث إلا أثناء النوم ويتوجب الغسل منه فقط، حيث إنه يعد جنابة ولكن بغير قصد وفي كل الأحوال يجب الاغتسال من الاحتلام في رمضان.

أما في حديث شريف عن الرسول – صلى الله عليه وسلم- قال (رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عن الغلامِ حتى يحتلمَ، فإنْ لم يحتلمْ حتى يكونَ ابنَ ثمانِ عشرةَ، وعن النائمِ حتى يستيقظَ فإن يعني طلَّق في منامِه لم يقعِ الطلاقُ، وعن المجنونِ حتى يصحَ. قيل: يا رسولَ اللهِ ومن المجنونُ؟ قال: من أبلى شبابَه في معصيةِ اللهِ).

في هذا الحديث دليل على أن النوم من المُحدثات التي لا يمكن تغييرها أو تجنبها، لذا يتوجب الرجل أن يعي كيفية الاغتسال من الاحتلام في رمضان أو غيره ليقوم بالاغتسال فور الاستيقاظ، أما إذا استيقظ ولم يرى المني فلا يوجب عليه الغسل أما إذا استيقظ ولم يجد المني ثم نزل أثناء سيره أو بعد فترة من استيقاظه فعليه الاغتسال من الاحتلام.

اقرأ أيضًا: هل يجب الاغتسال عند نزول إفرازات الشهوة في رمضان

أولًا: الاغتسال الكامل

هناك بعض الخطوات التي يلزم للرجل أو المرأة اتباعها في كيفية الاغتسال من الاحتلام في رمضان، وهي نفس الخطوات التي كان يقوم بها الرسول -صلى الله عليه وسلم وفيها تتحقق كيفية الاغتسال.

فعن عائشة – رضي الله عنها- قالت (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ. ثُمَّ يُفْرِغُ بيَمِينِهِ علَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ. ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ. ثُمَّ يَأْخُذُ المَاءَ فيُدْخِلُ أصَابِعَهُ في أُصُولِ الشَّعْرِ، حتَّى إذَا رَأَى أنْ قَدِ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ علَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ. ثُمَّ أفَاضَ علَى سَائِرِ جَسَدِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ.

وفي رواية: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ، فَبَدَأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا…، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَديثِ أبِي مُعَاوِيَةَ ولَمْ يَذْكُرْ غَسْلَ الرِّجْلَين)، حيث أشار نبي الله صلى الله عليه وسلم أن للاغتسال من الاحتلام في رمضان أو غيره خطوات يجب اعترائها.

  • النية: على المسلم أن ينوي الطهارة والنية محلها القلب.
  • التسمية: يقول” بسم الله الرحمن الرحيم”.
  • غسل الكفين ثلاثًا: لأنهم أداة غرف الماء.
  • غسل الفرج باليد اليسرى: لأن الفرج هو موضع الجنابة وغسله يخلص المسلم من الجنابة والأوساخ المتعلقة به.
  • غسل اليد اليسرى: يتم فركها وغسلها جيدًا بالماء والصابون لتنظيف الأوساخ التي تكون متعلقة بها نتيجة غسل الفرج.
  • الوضوء: يكون مثل وضوء الصلاة ولا يجب إنقاصه ولا يلزم الوضوء بعد الانتهاء من الغسل طالما لم يمس الفرج، ولكن يتوجب إعادة الوضوء إذا مس الفرج أو الذكر.
  • غسل القدمين: اختلف الكثيرون في أمر غسل القدمين يكون مع الوضوء أم مع الاغتسال، والحقيقة أنه صحيح في الحالتين ولا يلزم إعادته مع كلًا منها لأن سنة الرسول – صلى الله عليه وسلم – كان يغسل قدميه، إما مع الاغتسال أو مع الوضوء فالأمرين صحيحين.
  • تعميم الماء في أصول الشعر: يقوم بإدخال أصابعه بين خصلات شعره والتخليل في الشعر ليصل الماء إليه خاصةً إذا كان الشعر كثيف.
  • تعميم الماء على الجسم: يمكن القيام بها بسكب الماء على كامل الجسم مرة واحدة أو تدليك الجسم وسكب الماء على الجهة اليمنى أولًا ثم الجهة اليسرى وهي سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

ثانيًا: الاغتسال الجزئي

يعتمد هذا الغسل على نية المسلم وعزمه في قلبه على التطهر من الجنابة والاغتسال من الاحتلام في رمضان.

  • النية: استحضار المسلم النية والعزم على التطهر من الجنابة وإكمال الصيام وإتمام الفروض.
  • غسل الفرج: عليه البدء أولًا بتنظيف ما به من جنابة متعلقة على الفرج.
  • تعميم الماء: يصب الماء على كامل جسده ويده وفمه وأنفه وشعره وكل ما يظهر منه والتأكد من وصول الماء لكامل جسده.
  • الوضوء: مثل وضوء الصلاة ولكنه ينقض إذا لمس الفرج بعد الصلاة ويتوجب عليه إعادة الوضوء.

اقرأ أيضًا: هل يجب الغسل بعد العادة سرية للشباب

حكم الدين الإسلامي في الاحتلام

الاحتلام له معاني في اللغة والمصطلح الشرعي، ولكنهم يتوافقوا في إن الاحتلام هو خروج المني من الرجل أو المرأة بسبب رؤية الجماع في المنام أو رؤية ما يسبب نزول الشهوة، كما يعد علامة على البلوغ كما جاء في قول الله – تعالى- { وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِم} (النور:59).

فيكون الاغتسال للمرأة مثل الرجل ودليل ذلك عندما جاءت امرأة تسأل الرسول – صلى الله عليه وسلم – عن غسل المرأة كما ذكر في الحديث الشريف (هل على المرأةِ غُسلٌ إذا هيَ احتَلَمت؟ قالَ: نعَم إذا رأَتِ الماءَ) واختلفت آراء علماء الفقه في تحقق احتلام المرأة في عدة أقوال.

  • المالكية: أن الاحتلام يتحقق للبكر عند وصول المني أو الشهوة إلى خارج الفرج.
  • الحنفية: يحدث الاحتلام للمرأة بمجرد نزول الشهوة داخل الرحم حتى إذا لم تصل إلى الفرج فبمجرد نزلها يتحقق الاحتلام.
  • الشافعية: الاحتلام للمرأة يكون بوصول الشهوة إلى ما يظهر من الفرج عند الجلوس على القدمين أو قضاء الحاجة.

حكم تأخير الاغتسال من الاحتلام في رمضان

يجب الاغتسال من الجنابة للرجل أو المرأة في الليل؛ لأن تأخير الغسل في رمضان يعد ذنب كبير فلا يتوجب تأخير الغسل إلى المغرب؛ لأن ذلك يعني التهاون في الصلاة ومع وصحية الصيام مع الجنابة من الاحتلام إلا أن الصلاة من أركان اكتمال الصيام وعدم الاغتسال يعني تفويت الصلوات.

حيث قال الله –تعالى- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} ( المائدة:6).

كما أجمع فقهاء الإسلام إلى أن تأخير الاغتسال من الجنابة والحيض في رمضان لا يبطل الصوم مما جاء من قول عائشة وأم سلمة – رضي الله عنهما – (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يُدرِكُه الفجرُ وهو جُنبٌ مِن أهلِه ثمَّ يغتسِلُ ويصومُ) وفي هذا دلالة على أن الاحتلام لا يفسد الصيام.

اقرأ أيضًا: هل العادة السرية تبطل الصيام وما حكمها

أسباب الجنابة في الإسلام

هناك سببين للجنابة ورد ذكرها في الأحاديث النبوية للرسول – صلى الله عليه وسلم.

أولًا: ممارسة العادة السرية

ذلك يكون عن قصد أو بالاحتلام دون قصد عندما يرى الرجل أو المرأة الجماع وما يثير الشهوة أثناء النوم، فإذا استيقظ ووجد المني فيتوجب عليه الغسل وإذا لم يجد شيئًا فليس عليه إثم.

فالغسل يتوجب فقط برؤية المني ويكون للمرأة مثل الرجل لما جاء في قول الرسول – صلى الله عليه وسلم – عندما سأل على غسل المرأة عند الاحتلام، فالنبي – صلى الله عليه وسلم-  قال (ترى في منامِها ما يرى الرَّجلُ؟ قال: (إذا أنزَلَتِ المرأةُ فلتغتسِلْ) وهذا دليل واضح على أن المرأة يتوجب عليها الغسل مثل الرجل في حالة الاحتلام.

ثانيًا: الجماع بين الرجل والمرأة.

هو تلاقي الختانان وفي هذه الحالة يصبح الرجل والمرأة على جنابة حتى لو لم ينزل مني، كما جاء في قول الرسول – صلى الله عليه (إذا جَلَسَ بيْنَ شُعَبِها الأرْبَعِ، ثُمَّ جَهَدَها فقَدْ وجَبَ الغَسْلُ).

كما جاء في رواية مسلم (وإنْ لم يُنزِلْ) وشرح هذا الحديث يشير إلى أن الزوج إذا أتى زوجته موضع الجماع وتحقق الإيلاج فيجب عليهم الاغتسال؛ لأن ذلك يشير إلى أن الرجل والمرأة على جنب سواء نزل المني منهم أم لم ينزل.

الاغتسال والامتثال للطهارة أمر واجب على المسلم؛ لذا عليه أن يعي جيدًا ما ينقض طهارته ليتبع كيفية الاغتسال بعدها؛ ليقوم بأداء سائر العبادات مراضاةً للرحمن.