كيفية الاغتسال من الجنابة للنساء والرجال هي معلومات تهم كل مسلم ومسلمة وتؤثر على حياتهما معًا، فمن منا لا يحتاج إلى معرفة الطريقة الصحيحة للاغتسال كي تصح عبادته؟ فلا يوجد منّا من يستغني عن هذا الموضوع المهم، وسنبين هذا بالتفصيل على موقعنا سوبر بابا.
كيفية الاغتسال من الجنابة للنساء والرجال
كل غسل المرأة والرجل يشتمل على تعميم كل البدن بالماء، ثم يتفرغ في التقديم والتأخير، وعليه فكل غسل لا يشتمل على تعميم الجسد كله بالماء هو غسل غير صحيح ولا يجزئ صاحبه، ولا يبيح له الصلاة وغيرها من العبادات والمعاملات التي تحتاج إلى الغسل.
في صفة كيفية الاغتسال من الجنابة للنساء والرجال صفات مشتركة لهما معًا بينما توجد صفات اختصت بها المرأة.
- يبدأ المسلم والمسلمة غسل أيديهما بالماء لبداية الغسل وخاصة إذا كانا يأخذان الماء من قدر أو نحوه.
- ثم يغسل المسلم فرجه للتخلص من أي آثار للجماع أو الاحتلام أو نحوه.
- يتوضأ المسلم وضوئه الكامل للصلاة، ويمكنه أن يؤخر غسل قدميه إلى لحظة الغسل وله أن يغسلهما في الوضوء وكلاهما جائز.
- يبدأ بإفاضة الماء على جسده مبتدئًا برأسه من الأعلى مع تخليل الشعر وهو إمرار أصابعه في ثنايا شعره أو شعرها لإيصال الماء إلى منابته حيث إن المنابت هي الأهم في وصول الماء.
- يغسل أذنيه من الداخل والخارج وأيضًا فمه وأنفه.
- يبدأ بصب الماء مع تدليكه بالجسد كله مع البدء بالجانب الأيمن ثم الجانب الأيسر مع الانتباه إلى تعاهد الأماكن التي لا يصل إليها الماء غالبًا مثل تحت الإبطين أو النتوءات في ثنايا الجسد وغيرها.
- تخليل ما بين أصابع كف اليدين وأصابع الرجلين والسرة وغيرها.
- يُستحب التسمية قبل الغسل وهي ككل عمل في الإسلام يستحب أن يبدأ بالنية، ولكن لا يجهر بها إذا كان المرء في مكانٍ لقضاء الحاجة.
المرأة تتشابه مع الرجل في ذات طريقة الغسل، إلا أنها تختلف عنه في أمر يسير، فلا تنقض شعرها فلا يشترط لها ويكون غسلها صحيحًا، فيكفيها أن تصب الماء على رأسها ثلاثًا حيث قالت أم المؤمنين أم سلمة: “إنِّي امرأةٌ أشدُّ ضَفْرَ رأسي أفأحُلُّه لغسلِ الجنابةِ؟ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (إنَّما يكفيكِ أنْ تحثِي على رأسِكِ ثلاثَ حثَياتٍ مِن ماءٍ ثمَّ تُفيضي عليك الماءَ فإذا أنتِ قد طهُرْتِ)” صحيح ابن حبّان، فإذا كان المرأة ذات ضفائر أو كان شعرها طويلًا فيكفيها أن تحثو عليه المرات الثلاث حتى يصل الماء إلى منابته وبهذا يتم غسلها.
اقرأ أيضًا: كيفية الاغتسال من الاحتلام في رمضان
شروط الغسل من الجنابة
على كل مسلم يريد أن يعرف كيفية الاغتسال من الجنابة للنساء والرجال أن يعرف أولًا أن له شرطان مهمان لكي يكون غسلًا شرعيًا صحيحًا مستوفيًا للشروط، فإذا سقط واحد منهما سقط الغسل كله كغسل شرعي مُبيح للعبادات.
- النية: نية رفع الحدث عن الإنسان في الفعل نفسه، فكل فعل يحتاج إلى النية فهي التي تفرق بين العادة والعبادة، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى”، فلا عمل مقبولًا في الإسلام إلا وتسبقه النية الصالحة فيه، وهذا ما يبدأ به الإنسان كأول شروط الغسل الشرعي الصحيح.
- غمر البدن كله بالماء: هو ما يرفع الحدث الأكبر، فيكفي الإنسان أن يغطس في الماء ليصيب الماء جسده كله فيكون تحقيقًا للشرط، وأمّا باقي الصفات التي حض عليها الإسلام فهي مسنونة، فإن أتى بها الإنسان أثيب وكان له بها الأجر، وإن لم يأت بها لم يأثم وغسله صحيح ولكن لم ينل أجر أداء السنن.
اقرأ أيضًا: هل يجب الاغتسال عند نزول إفرازات الشهوة في رمضان
ما هي أسباب الغسل الشرعي؟
يحتاج المسلم والمسلمة إلى الغُسل الشرعي في حالات عديدة، فهُناك بعض العبادات التي لا تصح إلا بهذا الغُسل.
1- غسل الجنابة
فالمسلم والمسلمة إذا حدثت لهم جنابة سواء بنزول مني بإرادة أو بغير إرادة، أو بالتقاء الختانين سواء بطريق مباح أو بغير مباح فيلزم كلا الطرفين الغسل لاستباحة الصلاة ولمس المصحف وغيرها من سائر العبادات.
2- غسل الحيض والنفاس
فالمسلمة عند حدوث دم الحيض، وهو أمر متكرر يُسمى بالعادة الشهرية للنساء أو بالنفاس، وهو دم ينزل عقب الولادة، فبانقطاعهما يستوجب الغسل وذلك لاستباحة الصلاة والصيام ومس المصحف والطواف وغيره من العبادات المشترطة الطهارة من الحدث الأكبر، ولا يجوز لها أن تبدأ أيا منها حتى تتطهر من كل ذلك.
3- غسل الإسلام
الشخص الذي يدخل في الإسلام بدايةً يلزمه قبل أن ينطق بالشهادتين أن يغتسل ففي هذه الغسل طهر واستعد لبدء مرحلة جديدة من حياته.. فيغتسل لها.
4- غُسل الميت
الميت يحتاج أن يُغسّل استعدادًا للقاء ربه تبارك وتعالى، فتغسيله هذا من الواجبات ولكن ليست عليه بل على المسلمين الذين يحضرون هذا الموقف، فغسله وتكفينه وتجهيزه فرض كفاية على المسلمين، إن قام به بعضهم سقط عنهم جميعًا إثمه.
الفوائد المرجوة من الغسل من الجنابة
استمرار المحافظة على الغسل من الجنابة بعد معرفة كيفية الاغتسال من الجنابة للنساء والرجال له فوائد كبيرة لكل مسلم وخاصةً أن له الصحية منها وفوائد شرعية كثيرة ذكر بعضها الإمام ابن القيم في كتابه القيم “إعلام الموقعين”.
سُئل الإمام ابن القيم عن أننا نغتسل من المني ولا نغتسل من البول فما حكمة ذلك؟ فقال إن المني يخرج من جميع البدن بخلاف البول الذي يخرج من فضلات الطعام والشراب فتأثر البدن بخروج المني أعظم من تأثره بخروج البول.
فالاغتسال أفضل شيء للبدن والقلب والروح ويعيد إليهم نشاطهم، وهكذا قال الأطباء أيضًا بأن الاغتسال يُعيد للبدن قوته.
هل يوجد دعاء مخصص للغُسل؟
لا يوجد دعاء مخصص، فيستحب البدء بالتسمية شأنها شأن كل عمل شرعي ويكون بعده كذلك دعاء مثل “أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله” وهذه الأدعية تكون سرًا إذا كان الإنسان في محل يستخدم في قضاء الحاجة، ويعلن بها إذا كان المكان غير ذلك.
اقرأ أيضًا: هل العادة السرية تبطل الصيام وما حكمها
تنبيهات الغُسل
يوجد بعض الأمور التي يجب على المسلم أن يوقن أنها أساسية في الغُسل، والتي يجب أن يلتزم بها.
- على كل مسلم أن يُسارع ما أمكنه للغسل من الجنابة ولكن إذا نام ولم يغتسل يستحب له أن يتوضأ ثم ينام.
- يمكن أن ينام أو يذهب الى أي مكان أو يأكل أو يشرب وهو جنب فكل ذلك جائز وليس فيه لعنة كما هو منتشر عند الكثيرين، إلا أن الغُسل هو المُستحب.
- يمكن للمسلم في ليلة صيام مفروض أو مسنون أن يبيت جنبًا ثم يستيقظ فيغتسل للصلاة بلا تأثير على صيامه كما أن الاحتلام غير الإرادي لا يؤثر على الصيام.
- يشترط الموالاة في الغسل فلا يتم البدء بغسل عضو ثم الانتظار مدة طويلة تكفي لجفاف العضو ذاته، فالموالاة أن تتابع بين الأعضاء بلا توقف إلا التوقف اليسير بدون جفاف.
- التدليك للأعضاء سنة فالواجب كما قلنا هو تعميم البدن بالماء وإنما الدلك من السنن.
في كيفية الاغتسال من الجنابة للنساء والرجال يجب أن نؤكد على ضرورة الالتزام بالشرطين الواجبين لأنهم أهم من باقي السنن التي أمرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم.