كيفية التوبة من الزنا تتسنى من خلال مجموعة شروط، فهو سبحانه يتجاوز عن سيئات العباد ما داموا يستغفرون، لا يُعاملنا كما البشر، بل إنه الملك الذي لا يحتاج توبتنا بل نحن من بحاجة لها، وعبر موقع سوبر بابا نريك كيفيتها.
كيفية التوبة من الزنا
إن التائب من الذنب يغفر الله له، ويتجاوز عن سيئاته كلها، ويقبله الله، فلا يرد سبحانه من تاب وأعرض عن ذنب كان يفعله، لكن هُناك بعض الشروط والخطوات، إذا كنت ترغب بالتوبة من الزنا، فهذه من كبائر الذنوب.
- على الإنسان أن يكون صادقًا في التوبة إلى الله، بل أن يكره المعصية فعلًا ويبغضها، ويرغب بتركها ويتأكد في قرارة نفسه أن ما فعله لم يكن ليصح أبدًا.
- يتأكد أنه قد كان فيها مفسدة لحياته، وتضره لا تسعده.
- يستغفر الله تعالى من الذنب الذي اقترف، ويندم على ما فرط في حق الله، ويجب أن يعزم بداخله أنه لن يعود لهذا الفحش مرة أخرى.
- يعمل صالحًا يٌكفر به عن ذنبه.
- يُحافظ على الفروض والعبادات، كأن يبقى دائمًا قريبًا من المولى عز وجل بالنوافل والصدقات، فالحسنات يذهبن السيئات.
- يقضي كل وقته مع الصالحين، فهم قادرون على أن يصلحوه، فصحبة السوء هي ما أدت به لفعل الفواحش، إلا أن صحبة الصالحين ستعلمه فعل الخيرات.
- أن يعين نفسه على عدم الوقوع في هذا الفعل من جديد بغض البصر، فهو ما يخلص القلب من الشهوات، ويُساعد الإنسان على التخلص من الشهوة.
اقرأ أيضًا: أدعية التوبة النصوحة من الكبائر
هل للزنا كفارة؟
كثيرًا ما يريد الراغب بالتوبة من الزنا أن يكفر عما فعل بأفضل طريقة ممكنة، من شدة رغبته بأن يتوب الله عليه، فيظل يفكر ما إذا كان هُناك ما يُكفر فعلته تمامًا.
لكن الأصل في الكفارة أنها تكون لأمور في الأصل مباحة، وباتت من المحرمات أو المنهي عنها، وهذا كتحريم أن يُجامع الرجل زوجته في نهار رمضان، وقتها تفرض عليه الكفارة، لكن الزنا بالأساس ليس حلالًا كي يكون له كفارة.
هل تُقبل توبة الزاني؟
كثيرًا ما نسمع أن توبة الزاني لا تقبل إلا إذا أقيم عليه الحد وجلد، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يقبله الله بها من جديد، إلا أن ما يخفى عن الكثيرين أن حد الزنا لا يُقام إلا إذا كان هُناك شهودًا للفاحشة.
هذا يعني أن إقامة الحد ليست هي الأساس في التعامل مع الله بهذا الذنب، بل إن الأًصل أن يُستر الإنسان، ثم يتوب بينه وبين ربه.
كما قال الله تعالى في سورة النور: “وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)”
كيفية صلاة التوبة من الزنا
صلاة التوبة هي التي يعود بها العبد إلى ربه راجيًا منه السماح والمغفرة، وأن يرحمه الله تعالى رحمة واسعة، وهي من السنن التي وردت بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث روى علي بن أبي طالب:
“كنتُ إذا سَمعتُ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ حَديثًا نفَعَني اللهُ بما شاء مِنهُ وإذا حدَّثني عنهُ غَيري استَحلفتُه فإذا حلَف لي صدَّقتُه وإنَّ أبا بكرٍ رضيَ اللهُ عنهُ حدَّثني وصدَق أبو بكرٍ أنَّهُ سمِعَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ قال ما مِن رجلٍ يُذْنِبُ ذنبًا فيتَوضَّأُ فيُحسِنُ الوُضوءَ قال مِسْعَرٌ فيصلِّي وقال سُفيانُ ثمَّ يُصلِّي رَكعَتينِ فيستغفرُ اللهَ عزَّ وجلَّ إلَّا غفَرَ لهُ“.
أدعية التوبة من الزنا
الدعاء لله تعالى بأن يغفر ذنبك ويتجاوز عن سيئاتك، هو بذاته كيفية التوبة من الزنا، سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعًا إذا ما تضرع العبد إليه راجيًا المغفرة.
- اللهمّ أنت الملك لا إله إلّا أنت ربّي، وأنا عبدك لمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلّا أنت.
- أستغفر الله وأتوب إلى الله ممّا يكره الله قولاً وفعلاً وباطناً وظاهراً،
- اللهمّ صلّ وسلّم على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه الطيّبين الطّاهرين.
- اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب خطوت إليه برجلي، أو مددت إليه يدي أو تأمّلته ببصري،أو أصغيت إليه بأذني، أو نطق به لساني، أو أتلفت فيه ما رزقتني ثمّ استرزقتك على عصياني فرزقتني.
- اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يعقب الحسرة، ويورث الندامة ويحبس الرزق ويرد الدعاء، اللهم إني أستغفرك من كل ذنب تبت منه ثم عدت إليه، وأستغفرك من النعم التي أنعمت بها علي فاستعنت بها على معاصيك
- أستغفرك من الذنوب التي لايطلع عليها أحد سواك ولا ينجيني منها أحد غيرك، ولا يسعها إلا حلمك وكرمك ولا ينجيني منها إلا عفوك.
- اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي، ورحمتك أرجي عندي من عملي، سبحانك لا إله غيرك، اغفر لي ذنبي وأصلح لي عملي إنك تغفر الذنوب لمن تشاء، وأنت الغفور الرحيم يا غفار اغفر لي يا تواب تب علي يا رحمن ارحمني يا عفو اعف عني يا رؤوف.
- ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إنّ عذابها كان غراما إنها ساءت مستقرًا ومقامًا، ربنا اصرف عنا السوء والفحشاء واجعلنا من عبادك المخلصين، اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا اللهم عافنا واعف عنا في الدنيا والآخرة.
- اللهمّ أنت الملك لا إله إلّا أنت ربّي، وأنا عبدك لمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعًا، إنّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت، وأهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلّا أنت، وأصرف عنّي سيّئها لا يصرف عنّي سيّئها إلّا أنت، لبّيك وسعديك، والخير كلّه بيديك، والشرّ ليس إليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك.
- اللهم أيما عبدٍ تاب إليك وهو في علم الغيب عندك فاصفح لتوبته وعائدٌ في ذنبه وخطيئته فإني أعوذ بك أن أكون كذلك فأجعل توبتي هذه توبةً لا أحتاج بعدها إلى توبة، توبةً موجبةً لمحو ما سلف والسلامة فيما بقي.
- اللهم فكما أمرت بالتوبة وضمنت بالقبول وحثت على الدعاء ووعدت الإجابة فصل على محمد وآله و أقبل توبتي ولا ترجعني مرجع الخيبة من رحمتك إنك أنت التواب على المذنبين والرحيم للخاطئين المنيبين.
- اللهم وعليَّ تبعاتٌ قد حفظتها وتبعاتٌ قد نسيتهن وكلهن بعينك التي لا تنام وعلمك الذي لا ينسى فعوِّض منها أهلها وأحطط عني وزرها وخفف عني ثقلها وأعصمني من أن أقارب مثلها.
- اللهم إني أتوب إليك من كل ما خالف إرادتك أو زال عن محبتك من خطرات قلبي ولحظات عيني وحكايات لساني توبةً تسلم بها كل جارحةٍ على حيالها من تبعاتك وتأمن مما يخاف المعتدون من أليم سطواتك.
اقرأ أيضًا: دعاء التوبة من العادة السرية
أدعية بعد التوبة
خطوات التوبة من الزنا تتضمن أيضًا بعض الأدعية التي يرجو العبد فيها أن تكون توبته قد قُبلت، فهذا من الأكيد أكثر ما يؤرقه.. كما أنها تكون أدعية بالثبات على التوبة النصوح.
- اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
- اللَّهمَّ أنتَ ربِّي، لا إلَهَ إلَّا أنتَ، خَلقتَني وأَنا عبدُكَ، وأَنا على عَهْدِكَ ووعدِكَ ما استطعتُ، أعوذُ بِكَ من شرِّ ما صنعتُ، وأبوءُ لَكَ بنعمتِكَ عليَّ، وأعترفُ بِذنوبي، فاغفِر لي ذنوبي إنَّهُ لا يَغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ.
- رَبِّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وجَهْلِي، وإسْرَافِي في أمْرِي كُلِّهِ، وما أنْتَ أعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطَايَايَ، وعَمْدِي وجَهْلِي وهَزْلِي، وكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ.
- اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْك.
- أستغفرُ اللهَ العظيمَ الذي لا إلهَ إلَّا هو الحيَّ القيومَ وأتوبُ إليه.
- اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ».
- اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وأَسْرَرْتُ وأَعْلَنْتُ، أنْتَ إلَهِي لا إلَهَ لي غَيْرُكَ.
هل يمكن ألا تقبل التوبة؟
قد يفكر المذنب أنه لربما طريقة التوبة من الزنا التي اتبعتها لم يقبلها الله تعالى، ويبدأ الشيطان في الوسوسة بأن الله لم يقبل التوبة، ولكن لا يكون هذا حقيقًا فالله تعالى يقبل عباده جميعًا، طالما تابوا إليه، إلا أن هُناك حالات قلائل هي التي لا يُغفر فيها الذنب.
- أن يكون من فعل الفاحشة بالأصل كافرًا، أو يُشرك بالله.
- بحال أن الشخص تاب عن الزنا وروحه تُسحب من جسده، أيتوب العبد بعد أن فرط في حق الله طول حياته، وشاع في الأرض فسادًا، وأخذ من الدنيا كل متعها، ويرغب أن يموت تائبًا ليأخذ متع الآخرة أيضًا من دون أن يظهر ندمًا؟
- الوقت الذي تخرج فيه الشمس من مغربها، وقتها تُرفع الأقلام، وتجف الصحف.
اقرأ أيضًا: أحاديث قدسية عن التوبة
كيف تعرف أن الله قبل توبتك؟
أغلب من يدعو الله يرغب دومًا في أن يعرف هل استجاب سبحانه دعائه أم لا؟ وكذلك من يدعو تائبًا متبعًا لخطوات التوبة من الزنا، وهو في الواقع تفكير منطقي من طبيعة نفس الإنسان البشرية التي ترغب دائمًا في معرفة المجهول ونتيجة ما تفعل الآن.
- على الرغم من أن العبد يظل حزينًا نادمًا على فعله، إلا أنه وقتها يكون قد غفر الله له، فالاستمرار في الإحساس بالذنب من علامات التوبة النصوحة التي لا يردها الله تعالى.
- يحذر كثيرًا من الوقوع في الأمر ذاته من جديد، فرضا الله هو غايته الجديدة التي لا يرغب أبدًا في التفريط بها.
- يصبح سليم النفس، طيب الخُلق، وإذا ما حادثته تجده مختلفًا تمامًا عن ذي قبل، فالقرب من الله يغير العبد، يجعله أفضل، وهذا ما يُسمى بحلاوة الإيمان.
- تجده يُكثر من الطاعات التي يرغب بها أن يكفر الله عن ذنبه.
- لا يشترط أن يرزقه الله رزقًا وفيرًا في الدنيا، فيظن البعض أن القريب من الله يصبح رزقه واسعًا، إلا أن رضاه هو ما يتسع، وكذلك يكون جزاؤه في الآخرة وليس في الدنيا.
كيفية التوبة من الزنا تعتمد على ندم العبد على ما فعل واقترف في حق الله تعالى، حينها يتقبله الله في رحمته ويتوب عليه.