كيفية تأثير الطاقة النظيفة على البيئة

أثر اعتماد مصادر الطاقة النظيفة على البيئة

إن استخدام مصادر الطاقة المتجددة (بالإنجليزية: Renewable Energy) قد أحدث تحولاً كبيراً في القضايا البيئية. فقد بدأت الدول التي تعتمد على الفحم في استكشاف طرق للتخلص التدريجي منه، وهو ما أكد عليه مؤتمر الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي الناجم عن انبعاثات الدخان الناتجة عن احتراق الفحم، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة ويعرف بظاهرة الاحتباس الحراري. لذلك، أصبح من الضروري تبني مصادر الطاقة النظيفة لما لها من فوائد بيئية متعددة، ومنها:

  • الحفاظ على البيئة من خلال تقليل مستويات التلوث الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، وما ينتج عن ذلك من غازات ضارة وأمراض الجهاز التنفسي.
  • التقليل من مشكلة الاحتباس الحراري عن طريق الانتقال الكامل أو شبه الكامل إلى مصادر طاقة نظيفة تساهم في حماية مناخ كوكب الأرض.
  • تقليص الاعتماد على مصادر الطاقة غير النظيفة، حيث تؤدي هذه المصادر إلى تلويث بيئي وقد تتسبب في الزلازل نتيجة تقنيات استخراجها.
  • الحفاظ على المياه نظيفة وحماية الحياة البحرية من التلوث.

أهمية الطاقة النظيفة

تُعرف الطاقة المتجددة بأنها تلك الأنواع من الطاقة المستمدة من مصادر طبيعية دون تدخل بشري، وهي تُعتبر مصادر طاقة نظيفة أو بديلة. وعلى عكس مصادر الطاقة غير المتجددة مثل الغاز الطبيعي والفحم والنفط، فإن معظم مصادر الطاقة النظيفة قابلة للتجدد باستمرار ولا تتمتع بالندرة. ومن أبرز أنواع الطاقة المتجددة: الطاقة الشمسية، طاقة الرياح، وطاقة المياه التي تُستخدم في إنتاج الكهرباء وتطبيقات متنوعة.

تاريخيا، قد استُخدمت مصادر الطاقة المتجددة منذ زمن بعيد، حيث كانت طواحين الهواء تُستعمل لطحن الحبوب، واستخدمت الطاقة الشمسية لأغراض التدفئة والإضاءة، كما اعتمد البحّارة على الرياح في إبحار سفنهم الشراعية. ومع ذلك، انخفضت معدلات استخدامها مع بداية استخراج النفط والغاز الطبيعي والفحم، التي تُعتبر أكثر سهولة وأقل تكلفة.

لكن تغيرت الأوضاع مع ظهور عدة عوامل أدت إلى تشجيع الاستثمار في مصادر الطاقة النظيفة، مثل تركز ثروات النفط والغاز الطبيعي في عدد محدود من الدول مما دفع دول أخرى للبحث عن بدائل، بالإضافة إلى رغبة بعض الدول في تعزيز اقتصادها المحلي وتقليل تكاليف استيراد الوقود، وكذلك التخلص من الآثار السلبية على البيئة وصحة الإنسان الناتجة عن استخدام الوقود التقليدي.

أنواع مصادر الطاقة المتجددة

تنوعت مصادر الطاقة النظيفة التي يمكن استخدامها في حياتنا اليومية، ومن أبرز أمثلتها:

الطاقة الشمسية

تُعد الطاقة الشمسية (بالإنجليزية: Solar Energy) من أكثر مصادر الطاقة المتجددة شيوعًا واستخدامًا، نظرًا لتوافر الأشعة الشمسية خلال ساعات النهار، على الرغم من أن الاستفادة منها تختلف وفقاً للعوامل الجغرافية والبيئية. ومن أهم تطبيقاتها إنشاء سخانات المياه الشمسية وإنتاج الطاقة الكهربائية بواسطة الألواح الشمسية.

طاقة المياه

تعتبر طاقة المياه من المصادر المتزايدة الاعتماد عليها، حيث تتطلب إنشاء حواجز مائية أو سدود لتشغيل توربينات إنتاج الطاقة الكهربائية. وتتميز هذه الطاقة بإمكانية تخزين الكهرباء لاستخدامها في أوقات الحاجة، مما يجعلها أكثر فعالية مقارنة بمصادر الطاقة الشمسية وغيرها.

طاقة الرياح

تُستخدم الرياح كمصدر طاقة نظيفة، إذ تقوم بتشغيل التوربينات الهوائية لإنتاج الكهرباء بدلًا من الاعتماد على الوقود. لكن طاقة الرياح تتطلب أنظمة متخصصة لتحقيق أقصى استفادة، كما أنها لا تتوفر بشكل مستمر طوال اليوم، وتتفاوت معدلاتها من منطقة إلى أخرى.

التحديات المتعلقة بالطاقة المتجددة

تواجه مصادر الطاقة النظيفة عدة تحديات قد تحد من استخدامها، مثل صعوبة تخزينها ونقلها، مقارنةً بمصادر الوقود الأحفوري. كما أن التكاليف الأولية المرتفعة تُشكل عائقًا، ويُضاف إلى ذلك صعوبة توفيرها على مدار اليوم كما هو الحال مع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مما يتطلب البحث عن حلول مستقبلية لهذه التحديات.