كيفية دعاء الحاجة

ما هي كيفية دعاء الحاجة؟ وكيف تكون صلاتها؟ لا شك أن كل إنسان في الحياة يكون لديه متطلبات يرجو من الله تعالى أن يقضيها له ويتمكن من تحقيقها، ومن أفضل الطرق التي يمكن بها قضاء الحاجة هي الدعاء والتضرع لله عز وجل والصلاة بهذه النية، وهو ما نوافيكم إيّاه من خلال موقع سوبر بابا.

كيفية دعاء الحاجة

هناك العديد من الروايات حول صيغة دعاء الحاجة الصحيحة وكيفية قوله، ومن الجدير بالذكر أن الله تعالى لم يفرض على عباده صيغة مُعينة للدعاء، ولكن يُستحب قول الأدعية المأثورة من السنة النبوية المطهرة، وعند رغبة الإنسان في قضاء الحاجة عليه بقول:

ورد دعاء قضاء الحاجة مأثورًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ وأتوجَّهُ إليْكَ بمحمَّدٍ نبيِّ الرَّحمةِ يا محمَّدُ إنِّي قد توجَّهتُ بِكَ إلى ربِّي في حاجتي هذِهِ لتقضى اللَّهمَّ شفِّعْهُ فيَّ).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت، “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له” أخرجه الإمام أحمد والترمذي.
إن أفضل دعاء لقضاء الحاجة هو ما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل قائم يصلي، فلما ركع وسجد تشهد ودعا فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت، المنان بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم إني أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أتدرون بم دعا، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى” رواه النسائي والإمام أحمد.
(اللَّهمَّ آتِنا في الدُّنيا حَسنةً وفي الآخرةِ حَسنةً وقِنا عذابَ النَّارِ).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كانت له حاجة إلى الله تعالى، أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ، وليحسن الوضوء، ثم ليصل ركعتين ثم ليثن على الله عز وجل، وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل: “لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين” رواه الترمذي وابن ماجه عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما.

أدعية لقضاء الحاجة وتيسير الأمور

إن الدعاء يُعد بمثابة عبادة لله عز وجل، وهو أكرم شيء عليه، وقد يكون سببًا في نيل فضائل وثمرات في الدنيا والآخرة لا حصر لها، وعند الرغبة في قضاء حاجة معينة يمكن قول:

اللهم يسر لي أمري، واقضِ لي حاجتي، إني أتوجه إليك ابتغاء وجهك الكريم، فتقبل مني دعائي ولا تكلني لنفسي طرفة عين.
أسألك اللهم بكل اسم هو لك، وبكل الأسماء التي أخفيتها عندك، أن تدبر لي أمري فإني لا أحسن التدبير، وأنت بحولك وقوتك على كل شيء قديرا.
يا رب إن لي حاجة استعصت عليها نفسي، ولكنك أنت من يقول للشيء كُن فيكون، فاقضِ لي حاجتي، واجعلني كما تحب أن ترى عبادك المخلصين.
ربي إن طلبي عليّ عسير، ولكنه عليك يسير، فأسألك اللهم بواسع رحمتك وكرمك أن توفقني إلى ما تحب وترضى، واجعلني من المقبولين عندك، وفرج همي ويسر أمري.
اللهم إني أدعوك كما أمرتني، فاستجب لي كما وعدتني، وألحقني بالصالحين والأبرار، ربنا أنت أعلم ما في نفوسنا، فاهديها وردها إليك ردًا جميلًا.
بحق قول لا إله إلا الله، أسألك اللهم أن تقضِ لي حاجتي، وأن تجعلني من المقبولين، إنك أنت العزيز الحكيم.
ربي أنت أعلم ما في قلبي، فأرحني وازل الغُمة عن صدري، ويسر أمري، واجعلني أسجد لك باكيًا من حلم ظننته مستحيل فتحقق.
يا رب إن رحمتك وسعت كل شيء، فلا تجعل لي ذنبًا إلا غفرته، ولا عسيرًا إلا ويسرته، إني أتوجه ابتغاء رضا وجهك الكريم.
ربي إن لي حاجة، وليس لا قوة، فحقق لي ما أتمنى بحولك وقوتك، وأعني على شكرك وحُسن عبادتك.
يا رب يسر لي أمري، وفرج لي همي، وفك كربتي، وتقبلني عندك، إن سميع قدير.
اللهم إني عبدك ابن عبدك، أنت من قدرت هذا البلاء، ووحدك قادرًا على تخليصي منه، فاستجب لي دعائي، وقُرّ عيني برؤية أحلامي تتحقق.
بيدك اللهم ملكوت السماوات والأرض، فارحم ضعفي وقلة حيلتي وهواني على الناس، وبشرني قضاء حاجتي وتيسير أموري.
اللهم اسعد قلبي، وأرحه بما أنت به أعلم، إن لي حاجة طالما دعوتك بها، فاجعل لي نصيب من تحقيقها يا أرحم الراحمين.
بحق قوة لا إله إلا الله، أرني يا الله عجائب قدرتك في تحقيق ما أتمنى، واجعلني من المقبولين عندك، إنك أنت السميع البصير.
ربي لا ملجأ ولا منجا ليّ سواك، فيسر أمري، وفرج همي، وأقضِ حاجتي، واغفر لي خطاياي، ما ظهر منها وما بطن، إنك أنت العليم القدير.

اقرأ أيضًا: الدعاء المستجاب من أول مرة

عدد ركعات صلاة الحاجة

عند رغبة الإنسان في إتمام شيء مُعين لا يقتصر الأمر على قول دعاء الحاجة فقط، بل من السُنة أن يقوم بتأدية صلاة الحاجة، فإن صلاة الحاجة تعتبر من الصلوات التي يتضرع فيها العبد المسلم إلى الله عز وجل رغبةً في أن ينال ما يتمنى، علاوة على ذلك فإن حكم هذه الصلاة مُستحب باتفاق جميع الفقهاء.

أما عند عدد ركعاتها فإن هناك ثلاثة أقوال مختلفة، فذهب القول الأول إلى فقهاء المالكية والحنابلة والشافعية ويشير إلى أن هذه الصلاة ركعتين، والقول الثاني هو قول الحنيفية ويدل على أن هذه الصلاة تكون 4 ركعات، وفي رواية أخرى للغزالي ثالي اثنا عشر ركعة.

أحكام متعلقة بصلاة الحاجة

وردت أحكام مختلفة حول صلاة الحاجة وكيفية تأديتها، ومن أهم الأمور الواجب وضعها في الاعتبار عند تأديتها:

من غير الجائز أن يتم تأدية تلك الصلاة عند شروق الشمس، أو عند اقتراب الغروب، بالإضافة إلى الوقت الواقع بعد صلاة الفجر، أو صلاة العصر، فلا يمكن للعبد المسلم الانتفال أو التضرع لله تعالى في تلك الأوقات.
إن صلاة الحاجة لا يتم تأديتها في جماعة.
دعاء قضاء الحاجة لا يصح بعد أداء الفريضة، ويُستحب أن يتم قوله في صلاة الحاجة بمفرده.
السلام في آخر الصلاة، ومن ثم رفع اليدين في تضرع لاستجابة الدعاء.
من الأمور غير المشروطة في هذه الصلاة هو القيام.
إن كانت الحاجات متعددة، فمن الأولى أن يكون لكل حاجة صلاة خاصة بها.
لا تجوز صلاة الحاجة في طلب المكروهات أو المحرمات.
الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمرٌ هام في هذه الصلاة.
يمكن للعبد تأديتها وهو جالسًا ولكنه يحصل على نصف الأجر إلا في حال أن كان لديه عذرًا يمنعه، ويمكن الاستدلال على ذلك مما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عمران بن حصين -رضي الله عنه- أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن صَلَّى قَائِمًا فَهو أفْضَلُ، ومَن صَلَّى قَاعِدًا فَلَهُ نِصْفُ أجْرِ القَائِمِ، ومَن صَلَّى نَائِمًا فَلَهُ نِصْفُ أجْرِ القَاعِدِ).

استجابة دعاء وصلاة الحاجة

هناك بعض الأمور الهامة الواجب وضعها في الاعتبار لكونها تُعين على إجابة صلاة ودعاء الحاجة، وهي:

الدعاء باسم الله الأعظم وصفاته.
التقرب من الله عز وجل بأداء النوافل.
حُسن الظن بالله تعالى.
إخلاص النية لله عز وجل سواء في الدعاء أو في الصلاة.
اتباع كل ما أمر به الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.
الابتعاد عن ارتكاب المعاصي والذنوب التي حرمها الله عز وجل على عباده المؤمنين.
الوضوء والطهارة من أهم الأشياء التي يجب الحرص عليها عند قول دعاء الحاجة أو عند تأدية الصلاة
انتقاء أفضل الأوقات للدعاء، والتي تكون بين الآذان والإقامة، أو يوم الجمعة، بالإضافة إلى وقت ما قبل السلام وإنهاء الصلاة، ودعاء يوم عرفة، ووقت الحج والعمرة.
الإلحاح عند قول الدعاء.
التقرب إلى الله تعالى بكافة الطرق المشروعة، مثل الإيمان به وبرُسله، وباليوم الآخر.
الإكثار من قول الدعاء سواء في حالة الرخاء أو في أشد حالات العُسر، ويمكن الاستدلال على ذلك من قول الإمام ابن رجب رحمه الله: “إنَّ العبدَ إذا اتَّقى الله، وحَفِظَ حدودَه، وراعى حقوقه في حال رخائه، فقد تعرَّف بذلك إلى الله، وصار بينه وبينَ ربه معرفةٌ خاصة، فعرفه ربَّه في الشدَّة، وروعي له تَعَرُّفَهُ إليه في الرَّخاء، فنجَّاه من الشدائد بهذه المعرفة، وهذه معرفة خاصة تقتضي قربَ العبدِ من ربِّه، ومحبته له، وإجابته لدعائه”.

يحتاج مسلمون كثيرون معرفة كيفية دعاء الحاجة وصلاتها، فإن هذا من الأمور المستحبة والتي تُقرب العبد من الله عز وجل، ولكن يجب الوضع في الاعتبار جميع آداب وشروط الدعاء.