كيف تتغلب على الخوف من الناس؟ وما هو مضاعفات ذلك إذا لم يتم علاجه؟ من الممكن أن تشعر في بعض الأحيان أثناء التحدث مع الآخرين ببعض المشاعر الغريبة أو الغير المألوفة لطبيعة الموقف الذي أنت فيه، ولعلك علمت أن هذا الإحساس ناتج عن إصابتك بفوبيا الخوف الاجتماعي الذي هو محور حديثنا اليوم بموقع سوبر بابا.
كيف تتغلب على الخوف من الناس
إذا كنت أثناء الحديث مع الآخرين تشعر بضربات سريعة في القلب أو توهج في الوجه أو تحوله إلى الاحمرار أو تشعر بألم أو اضطراب في المعدة، أو كنت تفكر كثيرًا في أى لقاء.
وقد تواجه ذلك عند التحدث تقوم بالتفكير كثيرًا قبل قول أي كلمة بشكل زائد عن الطبيعي، وهل ما قولته صحيح أم لا، أو أنك تحاول دائمًا دون إرادة تجنب التجمعات، وتتهرب من أى تجمع، فهناك احتمالية أنك مصاب بالقلق الاجتماعي أو الخوف من التعامل مع الناس.
بالتالى من هنا يجب أن تعرف كيف تتغلب على الخوف من الناس، وتتم السيطرة على مشاعر الخوف إما جسديًا أو سلوكيًا، وهذا ما سنوضحه من خلال ما يلي:
1- طرق التغلب على الخوف جسمانيًا
أحد الطرق التي يمكن بها التغلب على شعور الخوف والاضطراب عند التعامل مع الآخرين هو التحكم في الجسم، وذلك بتقليل شعور التوتر قدر الإمكان، وذلك لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تلك الوسائل التالية:
- استخدم تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق واليوجا.
- اتبع نظامًا غذائيًا صحيًا حيث توجد العديد من الأطعمة لمحاربة الخوف والقلق.
- التمرين المنتظم لأنه يوجه عقل الفرد ويبعده عن الخوف لأن الدماغ يمكن أن يركز على فعل واحد بمفرده.
اقرأ أيضًا: أسباب الفزع من النوم وخفقان القلب
2- طرق التغلب على الخوف فكريًا وسلوكيًا
الجانب الآخر من طرق العلاج التى يجب أيضًا العمل عليها هو تغيير مسار التفكير لدى الشخص الذي يعاني من الخوف أو اضطراب عند التعامل مع الناس، وهو الجانب ذو الدور الأكبر الذي يجب العمل عليه بشكل كبير، وذلك من خلال ما يلي:
- توضيح معنى الخوف للمريض حيث إن فهم الخوف، وأحيانًا فهمه والتعبير عنه، يمنح الشخص القوة للتغلب عليه.
- حدد ما إذا كان الخوف حقيقيًا، فالعديد من المخاوف هي مخاوف وأوهام غير منطقية.
- التفكير طويل المدى، في حين أن التفكير المخيف على المدى الطويل قد لا يحل المشكلات الحالية، إلا أنه يمكن أن يساعدنا في التفكير بشكل أكثر عقلانية.
- التعليم، عندما يكون القلق ناتجًا عن الخوف من المجهول، يساعدنا التعليم على رؤية الأشياء من منظور الحقائق والمعلومات الصلبة بدلاً من التخمين.
- الممارسة ولعب الأدوار، خاصة إذا كان الخوف ناتجًا عن شيء أو موقف أو حدث في المستقبل، على سبيل المثال، إذا كان هناك خوف من التحدث أمام الجمهور، فإن التصرف كمتحدث والتمرين يمكن أن يساعد في تبديد هذا الخوف.
- تخيل النجاح قبل اتخاذ خطوة سيساعد في تحقيقه، لأن التخطيط العقلي يساعد الأفراد على اتباع مسار محدد سلفًا.
- معرفة مستوى الخوف الذي تشعر به أو الذي يشعر به المصاب من الدواعي الأساسية والنقاط الهامة التى تتعلق بالخطوات المتبعة في كيف تتغلب على الخوف من الناس.
- أحيانًا يكون الخوف من المشكلة أكبر من المشكلة نفسها، وهو ما يمكن أن نطلق عليه تهويل الأمر وإعطاء المشكلة أكبر من حجمها بسبب التفكير في أمر ما بشكل زائد وهو ما يساعد العقل على تخيل بعض الأحداث التى تجعل الشخص يخاف أكثر من التعرض للحدث.
- اتبع خطى الآخرين إذا كان الخوف قد تم تحقيقه من قبل، فإن اللجوء إلى شخص حققه قد يساعدك على التخلص من الخوف بسرعة أكبر.
- حاول أن تكون دائمًا متحمسًا لما ستمر به لأنه يساعد في الحفاظ على الاستمرارية فيما تقوم حتى بعد التعرض للفشل في المرة الأولى.
- عندما يفشل أحد المصابين، يجب أن يكون المرء مرنًا بدرجة كافية لتجربة الآخر بمعنى أنك لا تتأثر بمشاكل الآخرين وتبني الكثير من الفروض التى تجعلك تخشى مما تتعرض له.
- يجب إجراء العلاج بالتعرض المتكرر، الذي يعتمد على تقليل الخوف لاستيعاب الخوف، تحت إشراف أخصائي الصحة العقلية وهو أحد أهم التقنيات في علاج التعرض المتكرر، ويتم ذلك باتباع ما يلي:
- إزالة التحسس المنهجيّة: يتعرض الفرد تدريجياً لسلسلة من المواقف ومنها مصدر الخوف، وإذا اشتكى الفرد من الخوف من الأفاعي يبدأ المسلسل بالحديث عن الثعابين ثم يعرض صورة الثعابين.
- الاجتياح: من ضمن الطرق الفعالة في التخلص من شعور الخوف عند التعامل مع الناس حيث إنه يقوم على حقيقة القائلة إن الخوف هو عاطفة مكتسبة لا يمكن التغلب عليها إلا بالتغلب عليها ونسيانها.
أعراض حالة الخوف من الناس
هناك علامات قد تبدو واضحة على الشخص المصاب بحالة الخوف من الناس أو الاضطراب بالقلق الاجتماعي، وذلك من خلال ظهور مجموعة من الأعراض ولعل أهم تلك الأعراض التى تبدو واضحة عليه، ومنها ما يلي:
- الإحمرار الشديد.
- تجنب المواقف التي تضعه في موقف تصادمي مع الآخرين.
- التعرق والاهتزاز.
- الخوف المستمر وهو ما قد يكون سبب في فقدان الثقة بالنفس ومن حوله من الناس.
- ردود الفعل الرهيبة على الأخطار التي لا تتناسب مع الموقف أو تؤدي إلى الموقف المطلوب.
- سرعة نبضات القلب.
- عدم جمع الأفكار أو الكلمات بشكل صحيح.
- قلق مستمر لفترة طويلة بعد انتهاء الموقف.
- القلق والخوف المستمر من مواقف أو أشياء معينة يتواجد فيها أكثر من شخص.
- مواجهة صعوبة في التنفس بشكل غير طبيعي.
- يرى جميع الناس يراقبونه أثناء تناول الطعام أو التحدث إلى شخص ما، وقد يكون ذلك عكس الحقيقة لكن هذا ما يكون بداخله من شعور.
مضاعفات عدم علاج الخوف من الناس
في حالة إهمال العلاج وعدم محاولة التغلب على الخوف من الناس، من الممكن أن تتطور الأعراض المصاحبة لتلك المشكلة النفسية، وهو ما يكون له انعكاس بظهور مجموعة من المضاعفات التى تتمثل فيما يلي:
- الخوف من الناس قد يكون سبب في وقوع صاحبه في حالة من الشك المستمر ويخلق أفكارًا مثل “الناس سيرفضونني”، “يعتقدون أنني لست مواكبًا للمواعيد”، وهو ما يشير إلى عدم الثقة في النفس واضطرابات كثيرة تجعل المصاب دائمًا غي راضيًا عما يفعله أو يقوله عند التعامل مع الآخرين
- تجنب الفرص الاجتماعية التي تظهر في الحفلات بشكل متزايد، مما يمنحهم الفرصة لبناء المهارات الاجتماعية التي تؤدي إلى الراحة والقلق.
- غالبًا ما يتطور الخوف من الناس إلى اضطراب القلق الاجتماعي، والذي يتطور بدوره إلى قلق وتوتر، ويؤثر على كل جانب من جوانب حياة الشخص.
- يؤدي الخوف من الناس إلى الفشل الاجتماعي ونقص المهارات وتقليل فرص العلم والممارسة.
- إذا تُرك الخوف من الناس دون علاج، يمكن أن يؤدي إلى العديد من الأمراض، بما في ذلك القلق والتوتر وإدمان المخدرات والاكتئاب الشديد.
إن تحديد طريقة العلاج المناسبة للرد على كيف تتغلب على الخوف من الناس تحتاج إلى معرفة مدى تلك الدرجة من الخوف التى وصل إليها المريض وعلى أساسها تختار الطريقة الأمثل للعلاج.