كيف توفى عمر بن الخطاب رضي الله عنه

كيف توفى عمر بن الخطاب رضي الله عنه

كيف توفى عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟ وما تاريخ وفاته؟ لقد حثنا النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على اتباع سُنة الخلفاء الراشدين من بعده، والاهتداء بكلامهم التقيّ وإيمانهم الورع، وإن عُمر بن الخطاب هو الخليفة الثاني وأفضل الصحابة الكِرام بعد أبي بكر الصديق، ومن خلال موقع سوبر بابا اليوم نوضح كيف مات الفاروق عُمر بشيء من التفصيل.

كيف توفى عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟

الخليفة الثاني هو عُمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رازح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي، وقد مات وهو يبدأ صلاة الفجر بعد أن كبّر لإمامة الناس على يد أبو لؤلؤة، الذي طعنه بسكين مسمومة في كتفه وخاصرته حينما كان يقرأ قول الله تعالى: “وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا” الآية 38 من سورة الأحزاب.

ثم أخذ القاتل يخترق صفوف المصلين ويطعن كل من يصل إليه، حتى أصاب 13 رجلًا، وقد مات منهم سبعة، وعندما استطاع رجل من المسلمين القبض عليه ظن أنه وقع في أيديهم، فنحر نفسه.

لم يقطع عُمر الصلاة لكنّه لم يستطع إكمالها، لذا جاء عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- ليُكمل الصلاة بالناس، وأُخذ عمر على بيته والناس يحملونه، وهو ينزف الدم حتى أُغمى عليه، حتى لمّا استيقظ عند طلوع الصبح فكان أول ما قاله:

“أصلّى الناس؟ فقالوا: نعم فقال: لا إسلام لمن ترك الصلاة، ثم توضأ وصلّى وجرحه مستمرٌ بالنزيف ولمّا علم أنّ الذي قتله عبدٌ مجوسي قال: الحمد لله الذي لم يجعل قاتلي يحاجّني عند الله بسجدة سجدها قط”.

فطلب منهم الماء وتوضأ رغمًا عن جرحه الذي ظل ينزف لكنّ لم يشغله الأمر، وبعد أن مات صلى عليه المسلمين في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد دُفن بجانبه هو وأبي بكر.

اقرأ أيضًا: من هم الخلفاء الراشدين وكم مدة خلافتهم

تاريخ وفاة عمر بن الخطاب

لتكون الإجابة على السؤال كيف توفى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وافية جدير بالذكر أنه توفى اليوم السادس والعشرين من شهر ذي الحجة لعام 23 هجريًا، وهو الموافق اليوم الثالث من شهر نوفمبر عام 644 ميلاديًا.

صفات الفاروق عمر بن الخطاب

في ظل تعرّف أبناء عصرنا هذا على تاريخ الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكِرام حتمًا يسألون كيف توفى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، خاصةً أنه كان من أشد الكارهين للدين الإسلامي قبل إسلامه، ويبحثون عن سماته التي اشتهر بها، فقد كان له الكثير من الصفات الحميدة التي كان لها الدور العظيم في عِزة الإسلام، ومن أبرزها:

1- الجرأة في الحق

لم يكُن عمر يهاب من أحد، ويظهر ذلك بوضوح في موقف إسلامه عندما خرج مع المسلمين في صفين وذهبوا إلى الكعبة الشريفة وقد أعلن إسلامه أمام كُفار قريش، بل وجعل المسلمون يعلنون عن دينهم وإسلامهم بعد أن كانوا يختبئون ليتعلّموا أمور دينهم.

2- العدل بين الناس

لا يوجد أحد ممن يتساءلون كيف توفى عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يعرف أن العدل كان من أشهر صفاته، فقد ضُرب به المثل في هذا الأمر، حيث استطاع من خلال تلك الصفة أن يجمع بين الأمم المختلفة ويضم شعوبها إلى الدين الإسلامي.

فلم يكن يُفرق بين أحد والآخر، بل شمل عدله الجميع، وهو ما جعله معروف باسم الفاروق المستوحى من تفريقه بين الحق والباطل دون الخوف من أحد.

اقرأ أيضًا: من هو الصحابي الذي اهتز عرش الرحمن لموته وما الدليل على ذلك

3- الشجاعة والبطولة

لم تنحصر فضائل عمر في الجانب الديني فقط، وإنما ساعدته شجاعته وبطولته على إنجاز العديد من الفتوحات، من أبرزها فتح مدن الشام، والعراق، والقدس، والجزيرة، والمدائن، ومصر.

4- هيبة عمر وخوف الشيطان منه

كل من يسأل كيف توفى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعرف أنه كان مهيبًا لا يخشى غير الله تعالى، وقد حدث موقف أوضح أن الشيطان يخاف منه، والمقصود هو أنه من كثرة التزام عمر بالتعاليم الدينية وقوة إيمانه لم يجد الشيطان طريقة ينفذ إليه بها، وقد جاء ذلك في السُنة النبوية الشريفة منقول على لسان سعد بن أبي وقاص:

اسْتَأْذَنَ عُمَرُ علَى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعِنْدَهُ نِساءٌ مِن قُرَيْشٍ يُكَلِّمْنَهُ ويَسْتَكْثِرْنَهُ، عالِيَةً أصْواتُهُنَّ، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُمَرُ قُمْنَ يَبْتَدِرْنَ الحِجابَ، فأذِنَ له رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ورَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَضْحَكُ، فقالَ عُمَرُ: أضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: عَجِبْتُ مِن هَؤُلاءِ اللَّاتي كُنَّ عِندِي، فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ ابْتَدَرْنَ الحِجابَ! ….” صحيح البخاري.

5- إلهام الأمة

إن الله يختار من عباده من يشاء ليملأ قلبه من أنوار الهُدى والنبوة، ويفيض عليه بالإلهام والبركة، وقد كان عمر من هؤلاء، الذين يعرفون الصواب بوحيٍ من عند الله -عز وجل- وكذلك إن خطر على بالهم شيء يكون بفضل الله تعالى، وقد انطبق ذلك على عمر -رضي الله عنه- في أكثر من موضع.

ثم جاء حديث النبي لنستدل به على ذلك، ورواه أبو هريرة: “لقَدْ كانَ فِيما قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ، فإنْ يَكُ في أُمَّتي أحَدٌ، فإنَّه عُمَرُ. زادَ زَكَرِيّاءُ بنُ أبِي زائِدَةَ، عن سَعْدٍ، عن أبِي سَلَمَةَ، عن أبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لقَدْ كانَ فِيمَن كانَ قَبْلَكُمْ مِن بَنِي إسْرائِيلَ رِجالٌ يُكَلَّمُونَ مِن غيرِ أنْ يَكونُوا أنْبِياءَ، فإنْ يَكُنْ مِن أُمَّتي منهمْ أحَدٌ فَعُمَرُ. قالَ ابنُ عبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهما: مِن نَبِيٍّ ولا مُحَدَّثٍ” صحيح البخاري.

لذلك كان عمر النموذج الأمثل لمن يرعى رعيته من خلال توضيح الكثير من الأمور التي تصلح أحوالهم لهم، فيُرشدهم إلى الطريق الصحيح، ويُسهل عليهم حياتهم.

اقرأ أيضًا: من الذي قام بترتيب سور القرآن الكريم بوضعها الحالي

6- إيمانه القوي وعلمه

إن الإيمان الكامل أن يكون النبيّ أحبّ إلى العبد من ولده وماله ونفسه، وقد تحقق ذلك لدى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو ما يُستدل عليه من خلال الحديث المرويّ عن عبد الله بن هشام:

“كُنَّا مع النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو آخِذٌ بيَدِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، فَقالَ له عُمَرُ: يا رَسولَ اللَّهِ، لَأَنْتَ أحَبُّ إلَيَّ مِن كُلِّ شَيْءٍ إلَّا مِن نَفْسِي، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لَا، والَّذي نَفْسِي بيَدِهِ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْكَ مِن نَفْسِكَ، فَقالَ له عُمَرُ: فإنَّه الآنَ، واللَّهِ، لَأَنْتَ أحَبُّ إلَيَّ مِن نَفْسِي، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الآنَ يا عُمَرُ” صحيح البخاري.

جدير بالمعرفة أن العلم المقصود من فضائل عُمر هو سياسة الناس عن طريق كتاب القرآن الكريم وسُنة النبيّ الشريفة، وأٌطلق ذلك عليه بسبب طول مدة خلافته مقارنةً بأبي بكر، فلم تكثُر الفتوحات فيها نظرًا لخلافته، أما مدة عمر فكانت طويلة ولم يخالفه أحد.

يُمكن الاستدلال على تلك المنقبة من خلال حديث الرسول المرويّ على لسان أبو سعيد الخدري: “بيْنَا أنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ وعليهم قُمُصٌ، منها ما يَبْلُغُ الثُّدِيَّ، ومنها ما دُونَ ذلكَ، وعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ وعليه قَمِيصٌ يَجُرُّهُ. قالوا: فَما أوَّلْتَ ذلكَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: الدِّينَ” صحيح البخاري.

للفاروق عُمر بن الخطاب مكانة عظيمة في الإسلام، فقد كان خير الصالحين بعد الأنبياء والمُرسلين وأبي بكر الصديق.. هاديًا أمته إلى طريق الحق ومدافعًا عن الإسلام بكل قوته.