كيف صعد الرسول إلى السماء بالتفصيل؟ ومن النبي الذي عرج به إلى هناك؟ إن التاريخ الإسلامي مليء بالمعجزات، وخاصةً تلك التي حدثت للرسول صلى الله عليه وسلم، وهي ما تشير إلى مدى عظمة وقدرة الله تعالى، ويمكن التعرف على كافة التفاصيل حول صعود النبي للسماء من خلال ما يقدمه لنا موقع سوبر بابا.
كيف صعد الرسول إلى السماء بالتفصيل
تُسمى رحلة صعود النبي إلى السماء برحلة الإسراء والمعراج وهي واحدة من المعجزات المُلهمة والعظيمة لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ذكرها الله في القرآن الكريم، فإن الله عز وجل أسرى بالنبي من مكة إلى المسجد الأقصى ليلًا.
ذلك تصديقًا لقول الله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) “الإسراء: 1″، والمعراج المقصود به هو ما الصعود إلى السماء، وجاءت رحلة الإسراء والمعراج بعد عام الحُزن مباشرةً.
لمَن لا يعرفه هو العام الثالث قبل الهجرة، وسُمي بهذا الاسم نسبةً للأحداث الحزينة والمؤلمة التي حدثت للرسول صلى الله عليه وسلم، فماتت زوجته السيدة رضى الله عنها، وتوفي عم النبي أبو طالب.
تكمُن الإجابة على سؤال كيف صعد الرسول إلى السماء بالتفصيل روى الإمام البخاري في صحيحة بداية رحلة الإسراء والمعراج، وكيف صعد الرسول إلى السماء بالتفصيل.
حيث إنه كان نائمًا على ظهره في مكة، فظهر ملكين يأخذون شكل البشر من بينهم ميكائيل عليه السلام، وقاموا بشق صدر الرسول وغسله بماء زمزم، ثم أتى جبريل عليه أفضل السلام بناقة البراق.
اقرأ أيضًا: كيفية الصلاة على النبي وفوائدها
أسباب رحلة الإسراء والمعراج
- عندما اشتدت المحن والأحزان على الرسول حينما توفي عمه والسيدة خديجة.
- تعرض النبي للأذى على يد الكفار.
- جبرٌ ومواساة من الله عز وجل.
اقرأ أيضًا: حقائق عن معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم في الغزوات
أنبياء السماء في رحلة الإسراء والمعراج
في كل سماء عرج إليها النبي صلى الله عليه وسلم وجد نبيًا، وكانوا ثمانِ أنبياء في سبع سماوات، وترتيبهم:
- أدم عليه السلام.
- عيسى ويحيى عليهم السلام.
- يوسف عليه السلام.
- إدريس عليه السلام.
- هارون عليه السلام.
- موسى عليه السلام.
- إبراهيم عليه السلام.
فريضة رحلة الإسراء والمعراج
هناك فريضة وحيدة في رحلة الإسراء والمعراج تدل على مدى أهميتها وتميزها عن العبادات الأخرى وهي الصلاة، وذلك وفقًا لِما ورد في السنة النبوية المطهرة:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَا أُمِرْتَ، قلت: أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي ـ وَاللَّهِ ـ قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا….
… َرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ، فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ، فَأُمِرْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ، فَأُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ؟ قُلْتُ: أُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ…
… قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِيعُ خَمْسَ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ؛ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ! قَالَ: سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ، وَلَكِنِّي أَرْضَى، وَأُسَلِّمُ… فَلَمَّا جَاوَزْتُ نَادَى مُنَادٍ: أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي، وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي) – رواه البخاري.
اقرأ أيضًا: متى يكون وقت الزوال في الحج
موقف الناس من رحلة الإسراء والمعراج
راود النبي الخوف حول عدم تصديق الناس لِما حدث في رحلة الإسراء والمعراج، وبالفعل انقسم الناس إلى شقين:
أولًا: الكفار والمسلمين حديثي العهد
لم يصدقوا كفار قريش ما قصهُ عليهم النبي حول صعوده إلى السماء، بل واتهمه بالكذب وسخروا منه حتى بعدما وصف لهم تفاصيل دقيقة ومُبهرة، وذلك تصديقًا لِما قال ابن القيم: “فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم في قومه، أخبرهم بما أراه الله عز وجل من آياته الكبرى، فاشتد تكذيبهم له، وأذاهم وضراوتهم عليه”.
أما المسلمين حديثي العهد بعضهم ارتد عن الإسلام وانضموا للكفار ولكن لم يذكر عددهم لقلتهم، قال الله تعالى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ) “الزمر: 67”.
ثانيًا: الصحابة وباقي المسلمين
ازدادوا إيمانًا وثباتًا واشتاقوا إلى الجنة وصدقوا رسول الله وعلى رأسهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه وقد صدقة قبل السماع من رسول الله، فعن عائشة رضي الله عنها قالت:
(لمّا أُسْري بالنبيّ صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى، أصبح يتحدّث الناس بذلك، فارتدّ ناس ممّن آمن، وسعوا إِلى أبي بكر فقالوا: هل لك في صاحبك، يزعم أنّه أُسْريَ به الليلة إِلى بيت المقدس! قال: أوَ قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لئن قال ذلك لقد صدق، قالوا: وتصدِّقه! قال: نعم، إِني لأصدِّقه بما هو أبعد من ذلك، أصدِّقه بخبر السماء في غدوة أو روحة. فلذلك سُمِّي الصدِّيق) رواه الحاكم وصححه الألباني.
كانت رحلة الإسراء والمعراج معجزة بكل المقاييس، وكل ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم فيها ساهم في تغيير حياته تمامًا والتخفيف عنه شدة الحزن بعد وفاة أحب الناس على قلبه.