لماذا أبو هريرة أكثر الصحابة رواية للحديث؟ وكم عدد الأحاديث التي رواها؟ قام العديد من الصحابة رواية أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، لكن كان في مقدمة رواية الأحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم أبو هريرة، ثم يليه في الترتيب عبد الله بن عمر، أنس بن مالك، عائشة أم المؤمنين، عبد الله بن عباس، وغيرهم من التابعين رضوان الله عليهم، لذا يوضح موقع سوبر بابا ما سبب رواية أبو هريرة لأكبر عدد من الأحاديث؟
لماذا أبو هريرة أكثر الصحابة رواية للحديث؟
قيل إن أبو هريرة من أكثر الصحابة رواية لأحاديث النبي صلى الله علية وسلم، حيث أنه كان يداوم على الصلاة والصيام وقيام الليل هو وزوجته، حيث قال أبو عثمان الهندي: (تَضَيَّفْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ سَبْعًا فَكَانَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَخَادِمُهُ يَعْتَقِبُونَ اللَّيْلَ أَثْلَاثًا يُصَلِّي هَذَا ثُمَّ يُوقِظُ هَذَا).
تعلق أبو هريرة بالرسول صلى الله عليه وسلم وكان أحب رواية له ويشعر بالهدوء والسكون عند النظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أبو هريرة حين كان يذكر أسم رسول الله كان يذكره باسم “خليلي” وتعنى الصديق من كثرة التعلق به ومحبته، لكن لماذا أبو هريرة أكثر الصحابة رواية للحديث؟
كان أبو هريرة لم ينسى أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم والسبب وراء ذلك هو أنه نال رضا الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان أبو هريرة من أشد الناس حرصًا على نقل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل.
لذا حفظ أبو هريرة الكثير من الأحاديث لكي يفيد الناس، وكان دائما يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الأشياء في الحياة على غير الكثير من الصحابة، وكان لم يترك الرسول أبدًا حتى عند زيارته لأصحابه ونسائه.
اتصف أبو هريرة أنه من أكثر الصحابة لديه قوة الذاكرة وقدرته على حفظ الأحاديث، في صحيح البخاري: عن أبي هريرة رضي الله عنه: (يا رسول الله إني أسمع منك حديثًا كثيرًا أنساه؟ قال: (أبسط رداءك)، فبسطته، قال: فغرف بيديه ثم قال: (ضُمَه)، فضممتُه فما نسيت شيئًا بعده).
كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحب أبو هريرة ويستدعيه في كل مجالسه، في حين أن أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم مشغولون في الدعوة الإسلامية وأمور السياسة، كان أبو هريرة مشغول بنقل وتعليم الناس من أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم-.
اقرأ أيضًا: من هو أبو هريرة رضي الله عنه باختصار
مكانة أبو هريرة في رواية الحديث
على الرغم من وجود عدد من الصحابة أكثر من عشرين صحابيًا والتابعين لرواية الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن أبا هريرة كان لديه مكانة مميزة في رواية الحديث وتوثيقهم له وحفظه، حيث أجمع العلماء والتابعين على قبول كل أحاديث أبو هريرة لأنها كلها صحيحة وبالقول التام للرسول صلى الله عليه وسلم.
عن عبد الله بن عمر عنه: “يا أبا هريرة أنت كنت ألزمنا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحديثه“. ويقول عنه علماء الدين “كان أبو هريرة من أحفظ الصحابة“، وقال الشافعي: “ أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره“.
أما الإمام البخاري قال عنه: “روى عنه نحو الثمانمائة من أهل العلم، وكان أحفظ من روى الحديث في عصره”.
عدد الأحاديث التي رواها أبو هريرة رضي الله عنه
روى أبو هريرة الكثير من الأحاديث حيث بلغ عددها حوالي خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعون حديثًا، لذلك يعد أبو هريرة أقوى رموز الفتوى الإسلامية؛ بفضل روايته للحديث عن نبي الله –صلى الله عليه وسلم- بشكل مُباشر أو عن أبي بكر الصديق.
من كثرة حبه للعلم والتعلم من الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث شريف رواه البخاري وهو: (عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قلت: يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال: لقد ظننت يا أبا هريرة ألا يسألني عن هذا الحديث أحدٌ أولَ منك؛ لما رأيتُ من حرصك على الحديث، أسعدُ الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصًا من قِبل نفسه (.
اقرأ أيضًا: حديث عن بر الوالدين
حياة أبو هريرة وكنايته
اختلف العديد من الناس في اسم أبو هريرة في الجاهلية، البعض منهم يقول إنه عبد شامس بن عامر، عبد الرحمن بن صخر، عبد الله بن عائذ، سعيد بن الحارث، وعندما أسلم أبو هريرة قام الرسول صلى الله عليه وسلم بتغيير اسمه إلى عبد الله أو عبد الرحمن فأصبح أسمه “عبد الرَّحمن بن صخرٍ الدوسيُّ اليمانيُّ”.
بينما السبب في تسميته أبو هريرة أنه كان راعى الغنم لأهله، ووجد هرة ووضعها في كُمه وكانت له هرة كان دائمًا يلعب معها فأطلق عليه أبو هريرة، من أيام الجاهلية وكان أبو هريرة حامل للهرة وفي الإسلام كان يحملها شفقه ورحمه بالحيوان من أحكام الإسلام.
فكانت كنيته سببها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا أبا هِرّ في الحديث النبويّ الشريف: (لَقِيَنِي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَنَا جُنُبٌ، فأخَذَ بيَدِي، فَمَشيتُ معهُ حتَّى قَعَدَ، فَانْسَلَلْتُ، فأتَيْتُ الرَّحْلَ، فَاغْتَسَلْتُ ثُمَّ جِئْتُ وهو قَاعِدٌ، فَقالَ: أيْنَ كُنْتَ يا أبَا هِرٍّ، فَقُلتُ له، فَقالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ يا أبَا هِرٍّ إنَّ المُؤْمِنَ لا يَنْجُسُ).
أسلم أبو هريرة رضي الله عنه في السنة السابعة للهجرة في فتح خيبر، أسلم على يد طفيل بن عمرو في اليمن، وعاش أبو هريرة 78 عامًا منهم أربعه سنين كان يرافق الرسول صلى الله عليه وسلم في ليله ونهاره وقضى بقية حياته في مساعدة الرسول وخدمته وكان يحبه حبًا شديدًا.
توفي والد أبو هريرة فكان يتيمًا من صغره، ولم تكن أم أبو هريرة مسلمة وكان دائما يدعو الله أن تدخل الإسلام وأن تكون من المؤمنات.. ففي يوم ما ذهب أبو هريرة إلى النبي وهو يبكي لكي يطلب منه أن يدعو الله ليهدي أمه وتصبح من المؤمنات.
فاستجاب له الرسول صلى الله علية وسلم وقال: (اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِى هُرَيْرَةَ (، وحينما عاد أبو هريرة قالت له أمه: (يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُه (، ففرح أبو هريرة باستجابة الله لدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم.
خدمة أبو هريرة للرسول صلى الله عليه وسلم
بعد إسلام أبو هريرة ووصل إلى المدينة كان من أهل الصفة (الذين لم يكن لديهم أهل ومأوى لهم) تجاوز أبو هريرة أربعة سنين يلاحق الرسول صلى الله عليه وسلم وانقطع عن الدنيا لم يفعل شيء سوى أنه في معية الرسول صلى الله عليه وسلم.
كان أبو هريرة فقيرًا وعاش في حياة المساكين يقوم بخدمة الرسول صلى الله عليه وسلم، يذهب مع إلى بيته ويزور نسائه، ويقوم بالغزو وشاركه في الحج وفتح معه مكة وصار أبو هريرة أعلم الأشخاص بالرسول صلى الله عليه وسلم.
من ملازمة أبو هريرة للنبي صلى الله عليه وسلم، تمكن من فهم أكبر قدر من الأحاديث وأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم، وتميز بجرأته في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم على عكس الكثير من الصحابة.
وكل الرسول صلى الله عليه وسلم أبو هريرة للقيام بالأعمال مثل حفظ الأموال وزكاة رمضان، وأرسله مع علاء بن الحضرمي ليكون مؤذنًا.
اقرأ أيضًا: أحاديث قدسية عن التوبة
وفاة أبو هريرة رضي الله عنه
تعددت الأقوال والاختلافات في عام وفاة أبو هريرة رضى الله عنه، قال هشام بن عروة أن أبو هريرة توفي في عام 57 هجريًا عن 78 عامًا، وأبو معشر قال إن أبو هريرة توفي عام 58 هجريًا.
حيث مرض أبو هريرة مرض الموت ودخل عليه مروان بن الحكم في وقت مرضه ودعا له بالشفاء، فقال أبو هريرة -رضي الله عنه-: “اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّ لِقَاءَكَ فَأَحِبَّ لِقَائِي“، ومات في السنة التي ماتت فيها السيدة عائشة رضى الله عنها.
اجتهد أبو هريرة رضي الله عنه في العبادة والتقرب من الله عز وجل ومن الرسول صلى الله عليه وسلم، فأخذ الكثير من خلقه وأصبح يأخذ من أحاديث الرسول ليعلم الأمة الإسلامية.