لماذا سميت غزوة بدر بهذا الاسم

لماذا سميت غزوة بدر بهذا الاسم

لماذا سميت غزوة بدر بهذا الاسم؟ وما أسبابها؟ وما هي استراتيجيات القتال فيها؟ تعددت غزوات النبي ولكل غزوة اسم مميز، وكانت تلك الغزوات إعلاءً لكلمة الله ونصرٌ للإسلام والمسلمين، وقد شهدت غزوة بدر بسالة القتال وشجاعة المبارزين وحِنكة التخطيط، ومن خلال موقع سوبر بابا يمكن معرفة سبب تلك التسمية.

لماذا سميت غزوة بدر بهذا الاسم

غزوة بدر القائمة بين أحب مدن الدنيا لقلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة المكرمة وبين مدينة هجرته وأمانه وأمانة دينه المدينة المنورة، غرب المدينة المنورة بمسافة 130كم بدأت المعركة.

سميت تلك الغزوة بدرًا؛ لأنها وقعت بجوار بئر بدر، فنسبت إلى المنطقة التي حدثت فيها.. وتوجد العديد من الأسماء الأخرى لتلك الغزوة، وهي ما يلي:

  • سميت غزوة بدر بيوم الفرقان، لأن الله فرق فيها بين الحق والباطل، قال تعالى: ” وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ…” سورة الأنفال/41
  • غزوة بدر الكبرى.
  • بدر القتال.

اقرأ أيضًا: لماذا سميت غزوة الخندق بهذا الاسم

أسباب غزوة بدر

كان سبب قيام الغزوة هو اعتراض المسلمين على تعديات قريش الفجة، وكان أبرزها التعدي الاقتصادي الذي تمثل في اعتراض قوافل المسلمين.

قرر النبي أن الرد الأنسب هو نفس الفعل وقرر اعتراض قافلة أبو سفيان وهي قافلة كبيرة آتية من الشام لمكة بأموال وخيرات طائلة، وكان يحرسها ما يصل لأربعين رجلًا.

خرج رسول الله في شهري جمادى الأول والثاني لاعتراض بعير قريش، وساعده محمد  طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد ومحمد بسبس بن عمرو.. وكانت كلمات رسول الله لجمع الصحابة: هذه عيرُ قُريشٍ، فيها أموالُهم، فاخرُجوا إليها، لعلَّ اللهَ يُنفِلُكُموها”.

لكن لم يكن جمع قتال ببادئ الأمر، فلم يخرج الكثير من الصحابة بهذا اليوم، مما جعل الصحابة بمجموع 313 جندي في مواجهة 1000 من قريش.

لذلك لم يعتب النبي على من تخلف من القتال فقد كانت نية الخروج الأساسية هي عير قريش لا القتال.

أين ومتى قامت غزوة بدر؟

قامت غزوة بدر بين المسلمين بقيادة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقريش بقيادة عمرو بن هشام المخزومي المعروف في السيرة بأبي جهل.

كما كانت في صباح 17 رمضان بالعام الثاني للهجرة، الموافق 13 مارس لعام 324 ميلادي.

اقرأ أيضًا: عدد المشركين والمسلمين في غزوة تبوك

استراتيجيات القتال بغزوة بدر

في نطاق ذكر سبب تسمية غزوة بدر بهذا الاسم نرى أن ثمة خطوات محكمة تم وضعها للقتال فيها.

  • آلية القتال: كان اعتماد صفوف المسلمين قائم على الدفاع لا الهجوم.
  • الصفوف: كان القتال ببدر مختلف الاستراتيجية فقد قام رسول الله بتبني خطة الصفوف، وكانت الصفوف ثلاثة: الأول صف الصلاة، والثاني صف الرماة، والثالث صف رماة النبال.
  • حملة اللواء: قسم النبي الجيش لكتيبتين المهاجرين من مكة والأنصار من المدينة المنورة، وأعطى لواء الأولى لعلي بن أبي طالب وأعطى لواء الثانية لسعد بن معاذ، وكان اللواء الرئيس لواء رسول الله للقيادة العامة مع مصعب بن عمير.
  • الاستراتيجية: تخللت الاستراتيجية فكرٌ أشبه بالحصار، فقد اقترح الصحابة أن يتم تدمير باقي الآبار المحيطة ببدر والإبقاء على بئر بدر فقط مما يؤثر في قوة تحمل المشركين أثناء المعركة بسبب نقص موارد الماء.
  • بداية القتال: وبدأت المعركة بمبارزات فردية باسلة بين عبيدة بن الحارث، علي بن أبي طالب، حمزة بن عبد المطلب من المسلمين وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، الوليد بن شيبة من المشركين.

انتهت بسقوط المشركين الثلاثة واستشهاد عبيدة بضربة من عتبة.

محاربة الملائكة مع المسلمين

كانت بدر غزوة ومبارزة عظيمة ليس فقط لبسالة المسلمين وثقتهم بالنصر، بل لأن الله أرسل عتادها من السماء، فأرسل الملائكة جنبًا بجنب للمسلمين لنصرة دينه وعزته، ونصرة نبيه الكريم.

فقد قال تعالى: “إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَال عمران -124

اقرأ أيضًا: غزوة أحد أسبابها ونتائجها

نتائج غزوة بدر

انتهت بدر ظهر 17 رمضان عام 2 هجري بانتصار المسلمين بقيادة رسول الله على قريش بقيادة أبو جهل، قُتل من قريش سبعون رجلًا وأُسر سبعين وكان أغلبهم وأكثرهم كم القادة وكبار القوم.

نال الشهادة من المسلمين أربعة عشر روحًا باسلة بين مهاجرين وأنصار، فقتل ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار.

أولًا: النتائج السياسية

  • انتقال الإسلام والمسلمين من الضعف والوهن إلى القوة.
  • اكتسب المسلمين هيبة النصر فقد انتصروا على 1000 مقاتل من أقوى مقاتلي قريش بعدد 313 مسلم فقط.
  • الفتك بقوى قريش الاقتصادية بسبب الخسارة الفادحة والقوية التي لحقت بهم بسبب سيطرة المسلمين على القافلة الأكبر لقريش، مما زعزع ثقة كبار قريش في صلابة وأمان طرق القوافل وحمايتها من السرقة مما يهدد استقرار الاقتصاد.
  • ساهمت أيضًا في التمهيد والتأسيس لفتح إسلامي قادم على أساس قوة وهيبة وتخطيط واع فيصبح النجاح به مضمون ومحقق.
  • اكتساب خبرات حربية وميدانية جديدة فقد ساهمت بدر في الكشف عن عبقرية إسلامية في التخطيط وإنشاء استراتيجيات وتطويعها لملائمة المعركة، فتمِل الكفة ناحية الإسلام ويكون الانتصار مكللًا لمعظم المعارك.
  • الالتفات للشهداء وأسرهم وتكريمهم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: عَلَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ اطَّلَعَ علَى أهْلِ بَدْرٍ فَقالَ: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ فقَدْ غَفَرْتُ لكم.”

هذا بدوره يرفع من معنويات الصحابة ويبث الطمأنينة في قلوبهم أنهم إذا ما نالوا الشهادة لن يترك ذويهم بلا عون.

ثانيًا: النتائج الحضارية والمجتمعية

كانت غزوة بدر تحوي العديد من الدروس والعبر التي لازالت تفيد المسلمين إلى الآن، والتي منها:

  • الاستعداد والقدرة على مواجهة الظروف: كان خروج الصحابة أولًا بنية الاعتراض للعير لا القتال.. ولكن عندما أتت قريش بعتادها للقتال كان كل فرد الصحابة كلٌ بشخصه يؤمن بضرورة التصرف، فاستجمع كلٌ منهم قوته وخبرته وقاوم ببسالة فيما يعرف بالانتماء للأرض.
  • الموازنة بين القيادة والطاعة: رسول الله هو المعصوم من الخطأ والمتحدث والقائل بالوحي لم يتردد في مشاورة الصحابة والأخذ برأيهم مما جعل في ذلك مسؤولية على الصحابة باتخاذ القرار الصحيح والتفكير السليم، ومسؤولية الالتزام وتنفيذ رأي الجماعة.
  • الإيمان: يساهم الإيمان في الطمأنينة وهدوء النفس، فقد كان إيمان المسلمين رغم اختلاف الطوائف هو صمام الأمان الأول للتطور والإقبال على العالم لنشر الدين بكافة الأرجاء.. فمن ذا الذي يقلق والله يحيطه بعناية عهده ووعده بالنصر؟ فما لهم سوى الأخذ بالأسباب والإيمان بوعد ونصر رب الأسباب.
  • ربط الاقتصاد بالسياسة يفرض الهيمنة: عندما ضعفت قريش اقتصاديًا بعد الخسارة الفادحة ببدر، زادت سيادة المسلمين وسيطرتهم وكان في ذلك عبرة مهمة للمسلمين بوجوب حمايتهم موارد الدولة.. فإذا أمنت الموارد أمنت السيادة وأمنت الدولة واستقرارها.
  • القوة المجتمعية: الوهن والضعف والذلة هي ما تكسح الأمم كسحًا، بل تُبيدها مهما زاد العدد، فكانت بدر من أوائل المعارك الفاصلة للأمة الإسلامية الحافلة بالدروس والمكاسب التي ساهمت بعزة ورفعة الإسلام.

كانت بدرًا نصرًا عظيمًا بمئات الصحابة، ولكن مكسب العزة والكرامة ساهم في خلق قوة مجتمعية تحمي الدين والدولة.. ولذلك حذر رسول الله من الضعف والوهن.