ماذا يعنى الاحتراق الذاتي النفسي في الإسلام؟ وما هي أعراضه؟ الاحتراق الذاتي هو مجموعة من الأعراض التي تنتج عن الإجهاد النفسي والذهني لفترات طويلة، نتيجة الضغوطات المهنية أو الاجتماعية، وقد تم ربط هذه الظاهرة في الإسلام ببعض الآيات التي سنذكرها لاحقًا مع الإجابة على جميع التساؤلات في موقع سوبر بابا.
ماذا يعني الاحتراق الذاتي النفسي في الإسلام؟
الاحتراق الذاتي هو مجموعة من الأعراض الناتجة عن الإجهاد النفسي، ويبدأ بشعور المرء بعدم الرضا عن نفسه وعمله، وقد ربط الإسلام هذه الظاهرة ببعض الآيات منها:
- قوله تعالى: ” فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ”. سورة البقرة/24
- قال تعالى: “وأما القاسطون فكانوا لجهنّم حطبًا”. سورة الجن/15
فربط ظاهرة الاحتراق الذاتي النفسي في الإسلام بالآيات يدل على أن جسم الإنسان هو في حقيقته وقود يمكنه الاشتعال ذاتيًا.
هو مثال على أشد أنواع العذاب حيث يكون الوقود من داخل الإنسان، وهي ظاهرة لا تحدث إلا للأشخاص ذوي الحماس الزائد، والذين يحملون أنفسهم الكثير من الأعباء والمسؤوليات.
اقرأ أيضًا: ما هو الاكتئاب الموسمي
أعراض الاحتراق الذاتي النفسي
أول من اخترع مصطلح الاحتراق النفسي الذاتي هو العالم هوبرت فريدا بيرجر المحلل النفسي الأمريكي، وقبل ذلك كان هنالك خلط بين الاحتراق النفسي الذاتي وبين الاكتئاب أو الضغط النفسي، ومن أعراض الاحتراق الذاتي:
- نظرة متشائمة بشكل متزايد للحياة والعمل.
- قلق وتوتر مستمر.
- الشعور بالخمول والكسل.
- سرعة الغضب والافتقار إلى الإبداع.
- التشكيك فيمن حوله، والسخرية المستمرة من الآخرين، والتعامل بسلبية شديدة ولامبالاة.
- انفصال عن بيئة العمل وتشوش.
- انخفاض الأداء والإنتاجية في العمل.
- الانخراط في مشاجرات مع زملاء العمل أو الأسرة في المنزل، أو مع الأصدقاء بطريقة غير عادية، حيث إن هذه الخلافات عامل يشير إلى وجود صراع داخلي للشخص وأنه تحت تأثير الضغط والإرهاق النفسي والجسدي.
أسباب الاحتراق الذاتي النفسي
هو ظاهرة خطيرة ويحدث إثر بعض الأسباب، منها تحميل النفس ما لا تطيق خاصة في العمل، وتراكم الضغوطات في فترة قصيرة وزيادة الأعباء على كاهل الإنسان، وفيما يلي أهم أسباب الاحتراق الذاتي النفسي:
- الأضرار التي تلحق بصحة الموظف الذي يعاني من الإجهاد بشكل مستمر معرض لخطر متزايد من التغيرات العصبية والجسدية، بسبب ارتفاع مستويات هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين.
- العمل باستمرار تحت ضغط الوقت والالتزام بإنجاز المهام الثقيلة في وقت قياسي، وهو أمر مرهق على النفس.
- محاولة الوصول إلى الكمال وإثبات نفسك.
- إن العمل المستمر وإهمال الإحتياجات النفسية والشخصية والمعنوية، له دور في ظاهرة الاحتراق الذاتي.
- البطالة وإحساس الفرد بالنقص وعدم أهميته في الحياة.
- يحدث نتيجة ضغوطات العمل اللامتناهية وزيادة الأعباء في مختلف نواحي الحياة.
- يحدث للأشخاص ذوي الحماس الزائد والمثاليين والذين يتوقعون من أنفسهم نتائج عالية في العمل.
- كما اكتشف العلماء أن الاحتراق الذاتي يحدث بسبب التوتر الزائد، والإجهاد النفسي المتواصل.
- يشير الإرهاق تحديدًا إلى ظواهر في السياق المهني ولا ينبغي تطبيقه لوصف التجارب في مجالات أخرى من الحياة.
اقرأ أيضًا: ما هو الاكتئاب المبتسم
طرق تجنب الاحتراق الذاتي
تؤثر عليك ظاهرة الاحتراق الذاتي على جميع المستويات، سينخفض أدائك في العمل وستتوترعلاقاتك بالآخرين، ستجد أيضًا حالتك النفسية عند أدنى مستوى لها، وقد تصاب بالاكتئاب في النهاية.
لذا حاول أن تحمي نفسك منه قدر الإمكان، وإليك بعض الطرق التي تساعدك على تحقيق التوازن، وتجنب الاحتراق الذاتي:
- اعتنِ بنفسك عن طريق إبعاد نفسك عن الإجهاد الذهني والعصبي والجسدي.
- امنح نفسك قسطًا من الراحة، والابتعاد عن الروتين.
- ابحث عن أسبابك الخاصة لجلب السرور والسعادة لنفسك، فأنت تعرف بالتأكيد ما الذي يجعلك سعيدًا ويجعلك في أفضل حالة.
- ابحث عن علاقات وأشخاص جدد جديرين بالثقة وإيجابيين، وابتعد عن الأشخاص الذين يسببون لك القلق والتوتر.
- في بداية يومك، خذ وقتًا في التأمل والاسترخاء، وإعطاء الأولوية للأفكار الإيجابية لتحفيز الذات.
- مارس تمارين الاسترخاء والتأمل في الطبيعة، وابتعد عن الأماكن التي تسبب التوتر.
- اعتني بتناول المأكولات الصحية والنوم بانتظام والابتعاد عن المنبهات وأخذ أجازة لفترة بعيدًا عن متاعب الحياة وضغوط العمل.
- ابحث عن صديق مقرب يستمع إليك ويشاركك مشاعرك وآلامك.
- اقترب من عائلتك، وتبادل الأفكار والآراء وتحدث معهم، ولا تنغمس في العزلة لأن الانفتاح على من حولك يقلل من شعورك الإحباط ويزيد من شعورك بالمحبة.
- افصل العمل عن حياتك الشخصية، ولا تأخذ مشاكله معك إلى المنزل، وحاول أن تنسى كل ما يتعلق بالعمل بعد الانتهاء منه، وامنح هذا الوقت لنفسك.
قصص عن الاحتراق الذاتي
كانت البداية عام 1637، عندما نشر العالم الفرنسي جوناس دوبون كتابه الذي تناول ظاهرة الاحتراق الذاتي عن طريق التقارير والدراسات والبحوث، وذلك بعد قراءة محاضر قضية الضحية الأولى لهذه الظاهرة والتي اتهم زوجها بقتلها وحرق جسدها.
لم يكن لديه ما يبرر قتلها، وفي المحاكمة اقتنعت المحكمة أن ما حلّ بالزوجة هو اشتعال ذاتي، وقد تبدو هذه مجرد حالة عادية استخدم فيها الزوج حيلة للتخلص من زوجته، دون افتضاح أمره ولكن توالت حوادث الاحتراق الذاتي بعدها ومنها:
قصة الاحتراق الذاتي للكونتيسة كورنيليا دي باندي
في عام 1731وقع حادث مماثل جعل من المستحيل تجاهل الأمر، تم العثور على كونتيسة إيطالية تبلغ من العمر 62عامًا تدعى كورنيليا دي باندي في غرفتها محترقة، ولم يكن هناك سبب منطقي للحرق.
كان مشهد وفاة الكونتيسة محيرًا، حاول الكثيرون شرح ما حدث، وزار الكاهن بيانشيني مكان الحادث ولم يستطع تفسير الحادث، نُشر كتابًا صغيرًا يتعلق بالتحقيق الذي أجراه في الغرفة ورأى بقايا الكونتيسة على أرضية غرفتها في منتصف المسافة بين سريرها والنافذة بعد أن تشكلت من كومة من الرماد.
بينما لم تتأثر ساقيها بالنار، بحسب تصريح تشيني، لم يكن هناك سوى تفسير واحد من وجهة نظرهم، وهو أن الكونتيسة اشتعلت فيها النيران تمامًا بسبب الاحتراق المفاجئ أثناء سيرها إلى النافذة.
اقرأ أيضًا: معلومات عن القرين عند النوم
رأي العلم في ظاهرة الاحتراق الذاتي للإنسان
ظلت هذه الظاهرة محل حيرة من العلماء حتى تكررت حالات حدوثها فقام بعض العلماء بإجراء البحوث حولها والوصول إلى بعض النظريات التي تُصنف الاحتراق الذاتي.
نظرًا إلى أن جسم الإنسان يتكون إلى حد كبير من الماء وأن وظائفه الوحيدة القابلة للاشتعال هي الأنسجة الدهنية وغاز الميثان، فإن احتمال أن يكون الاحتراق التلقائي ظاهرة حقيقية يبدو بعيدًا، يرفض العديد من العلماء في هذه النظرية التصديق بأن النظرية موجودة، بحجة أن مصدر اللهب يمكن أن يكون عود ثقاب أو سيجارة، وهو الجاني الحقيقي في الحالات المشتبه فيها.
يعزون ذلك إلى أن الضحايا المتوفين عمومًا كانوا بالقرب من مصدر حريق، وتشير الأدلة إلى أن العديد منهم أشعلوا الحريق عن طريق الخطأ أثناء التدخين أو أثناء محاولتهم إشعاله.
من جانب آخر، يعتقد العلماء أن ظاهرة الاحتراق الذاتي تحدث فعًلا، لأنه لكي يحترق جسم الإنسان يجب أن تصل درجة حرارته إلى 3000 درجة، فمن غير الممكن ألا تحترق باقي الأشياء الأخرى، ما لم تكن ظاهرة الاحتراق الذاتي حقيقية وموجودة فعلًا.
نختم بما قاله سلمان الفارسي لأخيه أبي الدرداء عندما رآه وقد انقطع عن أهله وأهمل زوجته ونفسه، في سبيل العبادة فقال له: “إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ”، وقد أقره النبي على ذلك بقوله: (صدق سلمان).