ما اسم الجبل الذي رست عليه سفينة نوح بتركيا؟ وهل لا تزال السفينة موجودة حتى وقتنا هذا؟ تعتبر سفينة نوح من أعظم الرموز التي ذكرت في القرآن لتكون قصتها عبرة وعظة للمؤمنين، ولطالما ثارت التساؤلات حول آثارها وبقاياها لذلك سنوفيكم بكافة الإجابات عبر موقعكم سوبر بابا.
ما اسم الجبل الذي رست عليه سفينة نوح بتركيا
الجبل الذي رست عليه سفينة نوح في تركيا هو جبل الجودي، فقد توقفت عنده السفينة عندما هدأ الطوفان وانخفض منسوب الماء، وقد ورد في القرآن الكريم قول الله عز وجل: (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).
سمي أيضًا هذا الجبل بالعديد من المسميات مثل جبل سيدنا نوح عليه السلام نسبة إلى سفينته، جبل المنحدر، جبل كاردو، جبل الجودي المتواجد حاليًا في منطقة داخل الأراضي التركية، وبالقرب من الأراضي العراقية والورية.
اقرأ أيضًا: معلومات عن سفينة نوح
قصة نوح عليه السلام
لا يخفى على أحد أن سيدنا نوح هو أحد الرسل الذين أمرهم الله عز وجل أن يدعون الناس للعودة إلى الله وعدم الشرك به، حتى يكون قادر على أن ينصر دين الله، بين قومه لكنه وجد الكثير من الصعوبات والعراقيل، حتى من المقربين إليه وهم زوجته وابنه، وقد صبر سيدنا نوح عليه السلام على تكذيب قومه لدعوة الله لفترة امتدت تسعمائة وخمسون عامًا.
قد كان نوح عليه السلام من ينسب إلى قوم بني راسب، وكانوا من أكثر الناس إيمانًا بالوثنية وعبادة الأصنام، لذلك بعثه الله فيهم حتى يدعوهم إلى الدخول في دين الله، لكنهم قابلوا الدعوة بالرفض الشديد وكانوا يقومون بالسخرية منه ويتعاملون معه بقسوة شديدة.
عندما لم يجد نوح من قومه إلا التكذيب والتهكم، وانسياقهم خلف خطوات الشيطان، كما كانوا دائمًا يقومون بإيذاء سيدنا نوح ويقومون بتعذيب من ينضم إلى دين الله، وقد ذكرت قصة سيدنا نوح في العديد من الآيات القرآنية مثل: سورة آل عمران وسورة المائدة، وسورة الأنعام، وسورة النساء، وسورة العنكبوت، كما أن هناك سورة في القرآن الكريم باسمه.
تتناول (سورة نوح) قصته ومسيرته ونهاية الكافرين من قومه ودعوته لهم حتى يعبدوا الله ويتحرروا من عبادة الأصنام، ولكنهم عارضوا سيدنا نوح وقد أصابوه بالأذى كثيرًا.
فجاء أمر لنبيه نوح بأن يبني سفينة لينجي الله بها المؤمنين، كما أنزل الله على قومه أمطارًا غزيرة وفاضت البحار والأنهار من تحتهم، فأصبح أعظم طوفان شهدته الأرض ليغرق قومه الذين لم يتبعوه جميعًا، ولينجو نوح ومن اتبعه من المؤمنين.
اقرأ أيضًا: معلومات مرعبة عن يأجوج ومأجوج
سفينة سيدنا نوح عليه السلام
سميت بسفينة نوح التي رست بتركيا بسفينة النجاة، وهي التي أمر الله رسول نوح عليه السلام أن يقوم ببنائها حتى تكون سبب نجاته ونجاة من معه ممن أمنوا بالله وحده، وحتى ينجوا من الطوفان، فقال تعالى: (وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا) وباب رحمة الله مفتوح لكل المؤمنين به وبرسله.
جعل الله مفتاح نجاتهم في أيديهم، فقد صدقوا رسول الله وآمنوا بالله وقد أدوا الأمانة، وتعد سفينة سيدنا نوح عليه السلام مثال حي على أن الله ينجي من يشاء من العذاب، كما يوجد الكثير من الأمثلة عبر التاريخ الإسلامي.
لكن تبقى سفينة سيدنا نوح هي المثال الذي يحتذي به كل الأمثلة، ويبقى نداء الله إلى أنبيائه معروفًا أبد الدهر لدعوة المؤمنين للركوب إلى سفينة النجاة من الشرك بالله.
اقرأ أيضًا: معلومات عن قوم لوط
بقاء السفينة لتصبح آية للناس
المفسرون والعلماء من السيوطي وابن منذر وقتادة بن داعمة وغيرهم يرون أن هناك أهمية حتى يحدث الطوفان، لأن الله -سبحانه وتعالى- قد أرسله حتى يهلك من كفروا به وعذبوا المؤمنين وتسببوا بأذى نوح عليه السلام، إلا من اتبع نوح وركب مع السفينة.
أبقى الله على آثار السفينة فوق الجبل على مر العصور لتكون عبرة للأجيال التي جاءت بعد نوح عليه السلام، وقد أكد الكثير من الناس أن السفينة لا تزال موجودة ومستقرة على جبل الجودي الذي رست عليه سفينة نوح عليه السلام وبعد الاستناد على ما تم ذكره في القرآن الكريم.
- فقد قال قتادة: إن الله أبقى على السفينة حتى رآها أوائل أمة المسلمين.
- قال عبد بن حميد: قول الله تعالى (وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) أي أن الله قد أبقى على السفينة فوق جبل الجودي حتى عاصرها أوائل الأمة.
- تحدث قتادة: أن الله قد أرسى السفينة في أرض الجزيرة كآية وعبرة حتى نظر إليها أوائل الأمة هذه، وعدد السفن التي أصبحت هي والرماد واحدًا من بعدها.
- قال ابن المنذر عن ابن جريح قال: (جعلناها إليكم تذكرة)، قال إلى أمة الرسول صلى الله عليه وسلم، كم عدد السفن التي قد هلكت وذهب أثرها كالرماد.
الجبل الذي رست عليه سفينة نوح بتركيا لا يزال موجودًا، ولا تزال السفينة موجودة بتأكيدات قرآنية، فقد جعلها الله عبرة لمن لا يخشى الله ويكفر بآياته ورسله.