ما الفرق بين الترتيل والتجويد والقراءة؟ وما أنواع التجويد في قراءة القرآن الكريم؟ ففضل تلاوة القرآن الكريم كبيرة، وكل مسلم رزقه الله تلاوة كتابه فقد أكرمه بنعمة القرب منه بقراءة كلامه تبارك وتعالى، والماهر في قراءته ترتفع مكانته حتى يصير في مكانة عليا مع الملائكة الكرام السفرة الكرام البررة، ونعرف الفرق بينهما على موقعكم سوبر بابا.
ما الفرق بين الترتيل والتجويد والقراءة
القرآن الكريم هو كلام الله وهو المعجزة الخالدة التي لا تستبدل ولا تتغير، فهو لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولقد دعانا الله لقراءة كلامه وتدبره فقال “أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا”، كما دعانا رسوله لذلك فما من عمل أكثر ثوابًا من قراءة القرآن وإعادة قراءته مرارًا مع تدبره والعمل بما فيه.
مراتب تلاوة القرآن متفاوتة في الإسلام، فهي تنتقل بين ترتيل وتجويد وقراءة عادية، ولكن كل منهم مأجور بإذن الله، فكل قارئ للقرآن ينال على كل حرف عشر حسنات، ومن ثم تكون “ألم” تلات حروف فقط وفي الأجر ثلاثين حسنة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم.
القرآن يرفع من قيمة العبد فقد جاء “أن نَافِعَا بنَ عبدِ الحَارِثِ لَقِيَ عُمَرَ بعُسْفَانَ، وَكانَ عُمَرُ يَسْتَعْمِلُهُ علَى مَكَّةَ، فَقالَ: مَنِ اسْتَعْمَلْتَ علَى أَهْلِ الوَادِي، فَقالَ: ابْنَ أَبْزَى، قالَ: وَمَنِ ابنُ أَبْزَى؟ قالَ: مَوْلًى مِن مَوَالِينَا، قالَ: فَاسْتَخْلَفْتَ عليهم مَوْلًى؟! قالَ: إنَّه قَارِئٌ لِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وإنَّه عَالِمٌ بالفَرَائِضِ، قالَ عُمَرُ: أَمَا إنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قدْ قالَ: (إنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بهذا الكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ به آخَرِينَ)”. صحيح مسلم.
إن قراءة القرآن قراءة صحيحة تسمى قراءة أو ترتيلًا أو تجويدًا إذا كانت القراءة باتباع قواعدها الصحيحة، من حيث المخارج والصفات والمدود، لكن هناك أساليب يتم القراءة بها من حيث السرعة، وهي مختلفة فيمكن تقسيمها الى هذه الأقسام الخمسة التالية:
1- مرتبة التحقيق
أكثر الأساليب بطئًا، وعرفة ابن الجزري رحمه الله يقول: “إعطاء كل حرف حقَّه من إشباع المد وتحقيق الهمزة وإتمام الحركات واعتماد الإظهار والتشديدات وتوفية الغنات وتفكيك الحروف وإخراج بعضها من بعض، بالسَّكت والترسل واليُسْر والتؤدة ومراعاة الوقوف”.
ويمكن القول إنه البطيء غير المفرط في القراءة مع الترسل ومراعاة كل أحكام التجويد.
2- مرتبة الحدر
هو الإسراع في القراءة مع عدم تضييع الأحكام، فيعرفه ابن الجزري بقوله: “إدراج القراءة وسرعتها، وتخفيفها بالقصر والتسكين والاختلاس والبدل والإدغام الكبير وتخفيف الهمز ونحو ذلك مما صَحَّت به الرواية ووردت به القراءة، مع إيثار الوصل وإقامة الإعراب، ومراعاة تقويم اللفظ وتمكن الحروف“.
يقرأ الإنسان بالحدر كثيرًا لزيادة حسناته عند التلاوة؛ لأن الحدر قراءة سريعة فيمكن قراءة أكبر قدر ممكن من القرآن بخلاف التحقيق الذي يحجم زيادة آيات التلاوة التي يقرأها المسلم.
3- مرتبة التدوير
كلمة التدوير تعني وضعك للشيء في صورة دائرية ومعناه في تلاوة القرآن أنك تقرأ القرآن بطريقة وسط فليست في الطول والبطيء كمرتبة التحقيق وليست في السرعة كمرتبة الحدر.
4- مرتبة الترتيل
يمكن أن تكون هذه المرتبة شاملة لهم جميعًا ويمكن للبعض اعتبار أن مرتبتي التدوير والحدر ليستا ترتيلًا، فتكون مرتبة التحقيق فقط من أقسام التلاوة.
5- مرتبة الزمزمة
هي التي يعرفها الشيخ أحمد عيسى المعصراوي رئيس لجنة مراجعة المصحف وشيخ عموم مقارئ الديار المصرية، أن الزمزمة هي القراءة التي يقرأها المسلم ويُسمع بها نفسه، ويكون الصوت فيها لا يسمع أو لا يكاد يسمع ولا يفهم منه شيء إلا أنك تدرك أن صاحبه يقرأ قرآنا.
هي من مراتب الحدر أي القراءة السريعة والتي يشترط فيها مراعاة أحكام التجويد وهي من وسائل إكثار الحسنات لسرعة التلاوة.
اقرأ أيضًا: ما اسم الخط أو الرسم الذي يكتب به القرآن الكريم
فضل قراءة القرآن الكريم
في بيان الفرق بين قراءات القرآن الكريم فإن فضل قراءته كبير، فالقرآن مأدبة الله ومائدته التي يدعو إليها لعباده وكل من سيأتيها سينال الثواب، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: “ألم” حرف، ولكن “ألف” حرف، و”لام” حرف، و”ميم” حرف) رواه الترمذي.
أخبرنا رسول الله بفضل كبير لقراءته عموما ولسورة البقرة وآل عمران خصوصا فقال (تعلموا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شافعاً لأصحابه، وعليكم بالزهراوين البقرة وآل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو فرقان من طير، تحاجَّان عن أصحابهما، وعليكم بسورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة) رواه مسلم.
تعلم قراءة القرآن بتجويده فضل عظيم فقال صلى الله عليه وسلم: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران) متفق عليه، فكل من يتعلمه ولو بصعوبة فله أجر التعتعة والماهر به مع السفرة الكرام البررة في أعلى مكان في الجنة.
اقرأ أيضًا: معلومات عن فوائد حفظ القرآن
مراتب قراءة القرآن
مراتب قراءة القرآن متداخلة فيمكن استعمال كلمة الترتيل مكان كلمة التجويد وكلاهما يسمى قراءة للقرآن، فبينهما تداخل وتفصيل لغوي دقيق يمكن أن نتبينه في النقاط التالية لنتبين الفرق بين الترتيل والتجويد والقراءة:
- الترتيل: هو تتابع قراءة القرآن وهو الترسل فيها أي التمهل في القراءة، فيؤديها القارئ بتلاوة منغمة وبصوت حسن وأداء متواتر فقال الله سبحانه “وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا {المزمل:4}.
- التجويد: في اللغة هو التحسين والإتقان، فحينما يقول المرء جودت كذا فمعناه أنه أحسن فيه والتجويد في الاصطلاح هو أن تعطي كل حرف حقه ومستحقه من حيث مخرجه وصفاته الواجبة.
المطلوب من كل مسلم هو تعلم قراءة القرآن بصورة صحيحة ومطلوب منهم أيضا أن تقوم مجموعة بتعلم هذا العلم وتعليمه للناس كما يقول الله عز وجل: “ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ” (122) التوبة.
يقول الشيخ علي جمعة مفتي مصر السابق في إجابته على سؤال ما الفرق بين الترتيل والتجويد والقراءة في القرآن الكريم واستخدامات كل منهم، أن القراءة تطلق عندما تكون بصوت عال مسموع أو تطلق أيضا عندما لا يكون الصوت مسموعًا، فيقول القائل “قرأت بعيني” فالقراءة حينئذ أعم من التلاوة، لأنها في حالة السكوت وفي حالة التكلم.
أما التلاوة فتكون في حال التكلم فقط بحيث يقرأ القارئ بصوت مسموع فيقال تلوت القرآن أو يقول مذيع إذاعة القرآن الكريم تلا علينا الشيخ فلان سورة كذا بلفظ التلاوة، والترتيل يكون بمراعاة صفات الحروف ومخارجها الصحيحة لأدائها بقواعد التجويد، والتي تشمل إعطاء الحرف حقه ومستحقه.
لقواعد الترتيل والتجويد أحكام خاصة شملها علم التجويد وهو علم مستقل له فروع ودروس منها:
- أحكام النون الساكنة والتنوين
- أحكام الميم الساكنة
- أحكام المدود
- أحكام الوقف والابتداء
- مخارج و صفات الحروف
- أحكام الاستعادة و البسملة
ما هي أفضل الأساليب في القراءة؟
اختلف القراء في الوصول إلى ما هي أفضل الأساليب في القراءة لتباين التفضيلات بين تكثير الحسنات بزيادة الآيات أم القراءة المتأنية مع وجود فرصة التدبر، فذكروا الرأيين التاليين:
- قال العلماء: إن المرتبة الأولى والأفضل هي مرتبة الترتيل الذي يشمل القراءة بتدبر واطمئنان مع ضرورة الالتزام بأحكام التلاوة ومخارج الحروف، لأن هذا هو الترتيل الذي أمر به الله نبيه صلى الله عليه وسلم في قوله: ﴿ وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾.
- قال أصحاب المذهب الشافعي أن كثرة القراءة مع ضرورة المحافظة على أحكام التلاوة أفضل، فما دامت القراءة صحيحة ومحافظة على قواعد الترتيل فما المانع من قراءتها لتكثر حسناتنا في قراءة القرآن.
اقرأ أيضًا: علاج الكوابيس المتكررة بالقرآن
قراءات القرآن الكريم
القراءات للقرآن الكريم هي وجوه النطق لكلمات القرآن الكريم على النحو الذي تعرفه قبائل العرب، وهي سبعة متواترة صحيحة بحسب تقسيم بعضهم وزادها بعضهم لعشر قراءات صحيحة متواترة أثبت ابن الجزري أنها متواترة وكثير من العلماء يوافقونه، والقراءات العشر هي مقسمة تبعا لأسماء القراء وهم:
- نافع بن عبد الرحمن المدني قارئ المدينة وتوفي بها عام 167 هجرية
- أبو عمرو البصريّ المازنيّ، قارئ البصرة وتوفي عام 175 هجرية
- حمزة بن حبيب الزّيات الكوفي أبو عُمارة، ، توفّي سنّة 156 هجرية
- عبد الله بن عامر يُكنّى بأبي عمران، توفي سنة 118 هجرية
- ابن كثير المكّي وهو عبد الله بن كثير الداريّ توفي في مكة عام 120 هجرية
- عاصم بن أبي النجود الأسديّ وتوفي سنة 127 هجرية
- علي بن حمزة الكسائي
- أبو جعفر المدنيّ بدأ الإقراء سنة ثلاثٍ وستين للهجرة
- يعقوب بن إسحاق الحضرميّ البصري ، وتوفي سنة 205 هجرية
- خلف بن هشام البزّار توفي سنة 229 هجرية بالعراق
القرآن الكريم هو تلخيص لمحبة الله في قلبك فكلما شغلت به وتلوته ارتفع ذكرك عند ربك ونلت مكان عنده في الجنة وكلما مضت بك الأيام وأنت بعيد عن القرآن فقد ابتعدت حينها عن محبته.