ما لا تعرفه عن سبحان الله

ما لا تعرفه عن سبحان الله

ما لا تعرفه عن سبحان الله يبعث في قلب العباد حب الذكر والمداومة عليه، فقد أمر الله -عز وجل- بتسبيحه والإكثار من ذكره، وبيّن أن أفضل الخلائق هم الملائكة إذ يسبحونه ليلًا ونهارًا ولا يفترون، ونبين أهمية الذكر وقول سبحان الله على موقع سوبر بابا.

ما لا تعرفه عن سبحان الله

إن التسبيح والحمد من أفضل العبادات وأيسرها، حيث يحتاج العبد لفعلها استشعارها بقلبه فقط، ومع يسرها وسهولتها، إلا أن الله أعد لعباده المسبحين من الثواب والجزاء الكثير.

يدخل ضمن ما لا تعرفه عن سبحان الله، معنى هذا القول، حيث يردده البعض دون معرفة ما يحمله هذا الذكر من عظيم المعاني.

  • “سبحان” أي تنزه عن كل نقص لا يليق بجلاله، وثبتت الكمال، وله الجلال جل جلاله، وهذا ركن من أركان الإيمان وأصل من أصول التوحيد
  • “سبحان الله” أي مُنزه عن العيب والنقص وكل الظنون الكاذبة.
  • “وبحمده” أي أُسبحُ الله وأحمده، فهي جمعٌ بين الحمد والتسبيح، أي سبحتك بقوتك التي توجب حمدك وشكرك، فلا قوة إلا بك ولا حول لي إلا أنت.
  • “سبحان الله العظيم” تكرار لتنزيه الله عن كل نقص، وتعظيم الله عز وجل
  • يعد التسبيح ثناء لله عز وجل وتعظيم له: وهو من دلائل الإيمان بالله، فهو إقرار من العبد بالتوحيد والعبودية لله وحده دون سواه.
  • وصفٌ لله تعالى: وتنزيه له عن التمثيل والتشبيه.
  • أصل التوحيد الذي هو أساس العقيدة: فيجب على المؤمن أن يردد هذا التشبيه بقلبه قبل لسانه، وينزه الله سبحانه وتعالى عن كل نقص، ويؤمن به وذاته وصفاته.
  • دليل على سلامة العقيدة، وذلك من خلال تنزيه الله تعالى عن المماثلة.

قد وصفها النبي، بين عظمها وفضلها، حيث قال في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ.”

اقرأ أيضًا: معنى سبحان الله في اللغة

منزلة قول سبحان الله وفضلها

يحمل التسبيح العديد من الأفضال والمنازل، والتي تعود على العبد المسلم بعظيم الثواب، وتعد تلك الأفضال مما لا تعرفه عن سبحان الله، فهي رغم يُسرها وقصرها إلى أنها تحمل في طياتها الكثير.

1- ثقل الميزان يوم القيامة

فإن الإكثار من التسبيح يكون سببًا في زيادة ميزان العبد، كما أنه أحب الكلام إلى الله عز وجل.

حيث جاء في الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ“.

2- سببٌ في انشراحه الصدر

فقد أمر الله بها نبيه الكريم، التقوّي على إعراض الناس عن دين الله بالتسبيح، حيث قال تعالى في سورة الحجر: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)”.

كما أخبر الله عز وجل أن التسبيح يفرج الكرب ويزيل الهم، حيث قال في سورة الصافات: فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144)

3- عبادة جميع المخلوقات

فإن جميع الخلائق من جمادات وكائنات حية تسبح الله، وهذا ما أخبر به الله عز وجل في سورة الإسراء: تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44)

فإن جميع الخلائق تنزه الله وتعظمه، وتشهد له بالوحدانية والربوبية.

4- التسبيح أعظم العبادات وأجلّها

فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة: من قال: سبحان اللهِ وبحمدِه مائةَ مرةٍ غُفرَتْ له ذنوبُه وإنْ كانتْ مثلَ زبَدِ البحرِ“.

5- سبب في تكفير السيئات

فإنه وإن كان ظاهره اليسر إلا أنه يمح الله به الخطايا، ويكفر به الذنوب والسيئات، فقد روى سعيد الخدري عن رسول الله أنه قال: أَيَعْجِزُ أحدُكم، أن يكسِبَ كُلَّ يومٍ ألفَ حسَنَةٍ؟ يُسَبِّحُ اللهَ مائَةَ تسبيحَةٍ؛ فَيَكْتُبُ اللهُ لَهُ بَها ألفَ حسَنَةٍ، ويَحُطُّ عنه بِها ألْفَ خَطِيئَةٍ.”

6- مفاضلة العباد يوم القيامة

فإن الحرص على عبادة التسبيح تؤدي إلى مفاضلة الله للعباد يوم القيامة، فقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَنْ قال حِينَ يُصبِحُ وحِينَ يُمسِي: سُبحانَ اللهِ العظيمِ وبِحمدِهِ، مِائةَ مَرَّةٍ، لمْ يأتِ أحدٌ يومَ القِيامةِ بأفْضلَ مِمَّا جاء به، إلَّا أحَدٌ قال مِثلَ ذلِكَ، وزادَ عليْهِ“.

7- سبب في غرس نخلة في الجنة

فقد روى عبد الله بن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قال سبحانَ اللهِ وبحمدِه غُرِستْ له نخلةٌ في الجنَّةِ“.

اقرأ أيضًا: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك

التسبيح في الكتاب والسنة

وردت الكثير من الآيات والأحاديث التي تبين أهمية التسبيح وفضله، وتحثّ على ضرورة الإكثار منها، نبينها في ضوء ذكر ما لا تعرفه عن سبحان الله.

  • قال تعالى في سورة طه: فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ (130)
  • ما رواه عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لَقيتُ إبراهيمَ ليلةَ أُسْريَ بي فقالَ: يا محمَّدُ، أقرئ أمَّتَكَ منِّي السَّلامَ وأخبِرْهُم أنَّ الجنَّةَ طيِّبةُ التُّربةِ عذبةُ الماءِ، وأنَّها قيعانٌ، وأنَّ غِراسَها سُبحانَ اللَّهِ والحمدُ للَّهِ ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ واللَّهُ أَكْبرُ.”
  • ما رواه عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لَقيتُ إبراهيمَ ليلةَ أُسْريَ بي فقالَ: يا محمَّدُ، أقرئ أمَّتَكَ منِّي السَّلامَ وأخبِرْهُم أنَّ الجنَّةَ طيِّبةُ التُّربةِ عذبةُ الماءِ، وأنَّها قيعانٌ، وأنَّ غِراسَها سُبحانَ اللَّهِ والحمدُ للَّهِ ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ واللَّهُ أَكْبرُ.”
  • روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي أنه قال: كُنْتُ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَأْكُلُ جُمَّارًا، فَقالَ: مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةٌ كَالرَّجُلِ المُؤْمِنِ، فأرَدْتُ أنْ أقُولَ هي النَّخْلَةُ، فَإِذَا أنَا أحْدَثُهُمْ، قالَ: هي النَّخْلَةُ.

اقرأ أيضًا: اللهم أدمها نعمة واحفظها من الزوال

صيغ التسبيح

تعدد صيغ التسبيح وصوره إلى العديد من الصيغ، وهذا بناءً على ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله، تدخل ضمن ما لا تعرفه عن سبحان الله.

  • سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم: وردت الكثير من الأحاديث التي تدل على تلك الصيغة.
  • سبحان ربي العظيم: وتقال عن الركوع في الصلاة.
  • سبحان ربي الأعلى: تقال عند السجود في الصلاة.
  • سبُوح قدوس ربُ الملائكة والروح: أي مسبح ومقدس رب الملائكة والروح، فقد ورد عن السيدة عائشة أنها قالت: أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يقولُ: في رُكُوعِهِ وسُجُودِهِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ المَلَائِكَةِ والرُّوحِ.
  • سبحان ذي الجبروت والملكوت: فعن عوف بن مالك رضي الله عنه أنه قال: قُمتُ مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ليلةً، فقام فقرأَ سورةَ البقَرةِ لا يَمُرُّ بآيةِ رَحمةٍ إلَّا وَقَف وسأَلَ، ولا يَمُرُّ بآيةِ عَذابٍ إلَّا وَقَف وتعَوَّذَ، قال: ثمَّ ركعَ بقَدْرِ قيامِه، يقولُ في ركوعِه: سُبحانَ ذي الجبَروتِ والملَكوتِ والكِبرياءِ والعَظَمةِ، ثمَّ قال في سُجودِه مِثلَ ذلك”
  • سبحان الملك القدوس: فقد روى كعب بن مالك عن رسول الله قال: كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إذا سلَّمَ منَ الوترِ قالَ سبحانَ الملكِ القدُّوسِ. وفي روايةٍ “سبحانَ الملِكِ القدُّوسِ ثلاثَ مرَّاتٍ“.

إن ذكر الله -عز وجل- والمداومة على ذلك من أفضل وأحب العبادات إلى الله، والتي تعود على العبد بعظيم النفع في الدنيا والآخرة.