ما من يوم جمعة إلا وفيه ساعة إجابة لكن اختلف علماء الدين والشريعة حيال أي ساعة المقصودة من قِبل نبي الله صلى الله عليه وسلم، فهو من الأيام المُباركة لاسيما عند الأمة الإسلامية مثل يوم الأحد عند النصارى ويوم السبت عند اليهود، لذا يوضح موقع سوبر بابا ساعة الاستجابة يوم الجمعة.
ما من يوم جمعة إلا وفيه ساعة إجابة
اختلف آراء العلماء بشأن تحديد ساعة الاستجابة يوم الجمعة، ذلك باختلاف ما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فمنهم من قال إنها من طلوع الأمام المنبر إلى إقامة الصلاة، ومنهم من ذكر أنها بعد صلاة العصر، لكن من الأقوال الراجحة أنها آخر ساعة في الغروب، وهذا ما ذهب إليه آراء العلماء من مذهب الصحابة والأئمة والتابعين.
فعلى كل مسلم ومسلمة أن يغتنم هذا اليوم العظيم الذي اختصه الله ورسوله في الكتاب والسُنة النبوية الشريفة، حيث لا يوجد يوم جمعة إلا وفيه ساعة إجابة، أي أن الدعاء فيها لا يُرد ومستجاب عند الله تعالى إما في يحصل على إجابته في الحياة الدُنيا أو يُثقل ميزان حسناتك في الآخرة.
جدير بالذكر أنه روي عن نبي الله تعالى روايات كثيرة بشأن الوقت المُحدد لساعة الاستجابة في يوم الجمعة في أحاديث مختلفة وردت عن الصحابة الذين عاصروا أيام الرسول -صلى الله عليه وسلم- فعن أبي بُردَةَ بنِ أبي موسى، أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال له: أسمعتَ أباك يُحدِّثُ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في شأنِ ساعةِ الجُمُعة شيئًا؟ قال: نعَمْ، سمعتُه يقولُ: سمعتُ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول: (هي ما بَينَ أن يجلِسَ الإمامُ إلى أنْ تُقضَى الصَّلاةُ).
أما في رواية أخرى وردت عن النبي الكريم، أنها بعد صلاة العصر، وهذا ما روي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أخبرهم قائلًا: (يومُ الجُمُعةِ اثنا عَشرَ ساعةً، فيها ساعةٌ لا يُوجَدُ مسلمٌ يسألُ اللهَ فيها شيئًا إلَّا أعْطاه؛ فالْتَمِسوها آخِرَ ساعةٍ بعدَ العصرِ).
لكن في رواية عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه، قال: (قُلتُ ورَسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ جالسٌ إنَّا لنجِدُ في كتابِ اللَّهِ في يومِ الجمُعةِ ساعةً لا يوافِقُها عبدٌ مؤمنٌ يصلِّي يَسألُ اللَّهَ فيها شيئًا إلَّا قضَى لَه حاجتَهُ. قالَ عبدُ اللَّهِ فأشارَ إليَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أو بعضُ ساعةٍ فقلتُ صدَقتَ أو بعضُ ساعةٍ. قلتُ أيُّ ساعةٍ هيَ قالَ هيَ آخرُ ساعاتِ النَّهارِ. قلتُ إنَّها ليسَتْ سَاعةَ صَلاةٍ قالَ بلَى. إنَّ العبدَ المُؤْمِنَ إذا صلَّى ثمَّ جلسَ لا يحبِسُهُ إلَّا الصَّلاةُ فَهوَ في الصَّلاةِ)“.
تعتبر الرواية الأخيرة هي الرواية الأرجح التي اتفق عليها أئمة العلماء، كما وصفوا اختلاف الروايات وتعددها، أن لعل الله أراد أن يقوم فيها المؤمن بزيادة الطاعات والتضرع لله –عز وجل- دون تحديد وقت محدد للدعاء، فينشغل المؤمن طوال يوم الجمعة بالدعاء والأذكار وكثرة الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-.
اقرأ أيضًا: الدعاء يوم الجمعة قبل المغرب
فضل يوم الجمعة في الكتاب والسُنة
قد ورد عن فضلها الكثير من الأحاديث والآيات، لبيان أهمية هذا اليوم عند الله وما جعل الله فيه من رحمة وخيرًا كثير لعباده.
- يوم الجمعة من أعظم الأيام عند الله تعالى لما ورد فيها من أحداث عظيمة، ففيها وُلد سيدنا آدم عليه السلام، وفيها دخل الجنة، وفيها هبط إلى الأرض، وفيها تاب الله عليه وفيها مات.
- كما أن يوم الجمعة هو خير يوم طلع عليه الشمس، وتُقام فيها الساعة.
- أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن فيها ساعة استجابة لا يرُد فيها الله تعالى سائل إلا قضى له فيها حاجته.
- كما أوصانا الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- بكثرة الصلاة عليه يوم الجمعة، فإن صلاتنا معروضة عليه بإذن الله تعالى.
- من أعظم فضائل يوم الجمعة، أن فيها يغفر الله الذنوب ما تقدم منها وما تأخر ما، وتطهر المؤمن من المعاصي والكبائر، وأكد رسول الله على ذلك، حينما قال -صلى الله عليه وسلم-: (الصَّلواتُ الخَمسُ والجُمعةُ إلى الجُمعةِ كفَّاراتٌ لِما بينَهنَّ ما لَمْ يَغْشَ الكبائرَ).
- كما أن من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء الله له بها نورًا من تلك الجمعة إلى الجمعة التي تليها، فيما ورد في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من قرأ سورةَ (الكهفِ) في يومِ الجمعةِ أضاء له من النورِ ما بين الجمُعَتَين).
- كما فضلها الله تعالى وجعل لها سورة في القرآن الكريم وهي سورة الجمعة ليبين لنا فضل هذا اليوم العظيم، كما ورد في بعض الآيات من سورة الجمعة قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9)“
ذكر الرسول الكريم فضل هذه الساعة في حديثه الشريف، عن أبي هريرة رضي الله عنه وارضاه، قال: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَكَرَ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: فيه سَاعَةٌ، لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وهو قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شيئًا، إلَّا أعْطَاهُ إيَّاهُ وأَشَارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُهَا).
اقرأ أيضًا: دعاء الرسول يوم الجمعة مكتوب
دعاء ساعة الاستجابة بيوم الجمعة
ما من يوم جمعة إلا وفي ساعة إجابة، لذا يجب عليك اغتنام هذه الفرصة بكثرة الدعاء بكل ما يتمناه قلبك واللجوء إلى الله والتقرب لطاعته.
- اللهم إنا نسألك من فضلك اليوم في هذا اليوم العظيم عندك، أن تنعم علينا برحمتك التي وسعت كل شيء، وتغفر لنا ما تقدم وما تأخر من ذنوبنا.
- اللهم مالك الملك، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا المنّ والإنعام، اغفر لنا وارحمنا واحسن ختامنا واجمعنا بالصالحين والمرسلين.
- اللهم أنت الله لا إله أنت وحدك لا شريك لك، لك الملك ولك الحمد، تُحيّ وتُميت، بيدك الخير وأنت على كل شيء قدير، فاللهم بحق هذا اليوم الجليل، اعفُ عنٍّا واغفر لنا وارحمنا إنك على كل شيء قدير.
- اللهم أنت الشافي المعافي الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، فارزقنا شفاءً لا يغادر سقمًا، واشفِ جميع مرضانا ومرضى المسلمين أجمعين.
- اللهم إنّا نسألك في يوم الجمعة ألا تدع لنا مريضًا إلا شافيّته، ولا ميتًا إلا رحمته، ولا همًا إلا فرجته، ولا حاجة لنا فيها خير وصلاح إلا قضيتها يا رب العالمين.
- اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين أجمعين، وأضئ قبورهم بنور القرآن الكريم في هذا اليوم العظيم عندك، وابعث في قلوبنا الصبر على فراقهم وتغمدهم برحمتك إنك أرحم الراحمين.
- اللهم في يوم الجمعة نسأل من فيض عطائك وجودك وكرمك، أن توفقنا في حياتنا وتغفر لنا من الذنوب ما ظهر منها وما بطن، وترضى عنا يا أكرم الأكرمين.
- اللهم قنا من النار وعذاب النار وتوفنا مع الأبرار، وارزقنا شفاعة الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- يوم الموقف العظيم.
- اللهم أنعم على والدينا بالصحة والخير وبارك لنا في صحتهم، وارزقنا رضاهم علينا، وارض عنا يا أرحم الراحمين.
- اللهم إنك جعلت ما من يوم جمعة إلا وفيه ساعة إجابة، فاجعل اللهم دعوتي إليك مُجابة وتقبلها عندك، واقض لي من الحوائج ما تعلمه وترى فيه الخير إنك عالم الغيب والشهادة.
- اللهم اعفو عنا إنك أنت العفو الكريم وأقضِ حاجتنا، فلا يعلم بحاجتنا سواك يا رب العالمين.
- اللهم فرج كرب كل مكروب وهم كل مهموم، ونسألك سعة الرزق والعافية في البدن والعافية في الدنيا والآخرة.
هناك الكثير من الأدعية التي يتقرب العبد بها إلى مولاه تعالى لاسيما يوم الجمعة.. فما من يوم جمعة إلا وفيه إجابة من الله تعالى على كل ما سأل.