ما هو رأي الشيخ الشعراوي في السيد البدوي؟ وما هي أهم مؤلفاته؟ فالشيخ الشعراوي يعتبر من أفضل العلماء المصريين واشتهر بتفسيره للقرآن، ولُقب بإمام الدعاة، وذاع صيته كثيرًا في الحقبة التي عاش فيها، وحتى عصرنا الحالي، وسنعلم الكثير عنه من حلال موقعنا سوبر بابا.
ما هو رأي الشيخ الشعراوي في السيد البدوي؟
للشيخ الشعراوي العديد من القصص والمواقف، التي تم ذكرها في الصحف والبرامج التليفزيونية، وذلك لما له من تأثير شديد على الناس لمحبتهم له ومكانته الكبيرة في قلوب الجميع، ومن هذه القصص قصة رأي الشيخ الشعراوي في السيد البدوي.
ذكر أحد الكتاب رأي الشيخ الشعراوي في السيد البدوي وحبه الشديد له، حيث قام بذكر موقف لهما معا، قال الشعراوي في سنة 1948 كنت في قريتي دقادوس التابعة لمحافظة الدقهلية، وقام والدي بإعطائي ريال من الفضة لآخذه معي في طريقي إلى القاهرة، وبعدها نزلت في محطة بنها لكي آخذ قطارًا للقاهرة.
أثناء وقوفي بالمحطة وضعت يدي في جيبي فلم أجد الريال الفضي الذي أعطاني إياه أبي، ووقعت في مأزق لأني لم أكن أملك غيره، وقفت حزينًا لا أعلم ما على فعله، كنت قد أخذت قفة بها زوادة الطعام ووضعتها جانبي، ووقفت أبحث في الأرجاء لعلي أجد ما ينقذني.
أثناء وقوفي لمحت رجلًا يرتدي عمامة حمراء قادم من بعيد فقلت لعله يساعدني، فالعمامة الحمراء عادةً ما يرتديها الشيوخ وأتباع الطريقة الأحمدية، مثل طريقة سيدي أحمد البدوي.
يكمل الشعراوي: أنا ممن يحبون سيدي أحمد البدوي وتاريخه المجيد، فكنت أتخيل أنه إذا رآني الرجل في حالتي تلك سيبطئ من خطوته ويساعدني، ولكن حدث العكس، فهو مر من أمامي ولم يلتفت لي حتى.
ازداد عليّ ضيقي وحزني، فوجدتني أقول لنفسي “إيه يا سيدي أحمد! أنا كنت بحسب إنك باعت لي نجدة! “، وقبل أن أكمل ما أقوله لمحت ريالًا فضيًا في وسط الطريق، فأسرعت إليه وأخذته وفرحت كثيرًا وتوجهت للقطار المتجه للقاهرة.
يتابع الشيخ قائلًا: ومرت الأيام ونسيت هذا الموقف، وبعد مرور سنتين من هذا اليوم.. سافرت للعمل في السعودية كأستاذ للعلوم الشرعية سنة 1950، وبنهاية العام الدراسي، رجعت أنا ووالدتي التي كانت معي إلى وطننا مصر، وكالعادة ركبنا إلى بنها لنأخذ مواصلة أخرى توصلنا لقريتنا دقادوس، بمحطة بنها، وقفت مع والدتي لنستريح قليلًا وإذ أنني رأيت الرجل الأحمدي الذي كان يرتدي العمامة الحمراء.
فورًا تذكرت موقف الريال الفضي، فاستأذنت من أمي وذهبت إليه، كان يقف بعيد قليلًا، قد بدأ في الابتعاد فأخذت يده كي أقبلها وهو مشغول عني، ووضعت يدي في جيبي أخرجت عشرة جنيهات، وهذا مبلغ ضخم في أيامها، وقدمتها له ففوجئت به يبعد يدي عنه ويقول لي دون النظر في وجهي: “أنا عايز الريال الفضة بتاعي” وانصرف وتركني في حالة دهشة!
“يخرب عقلك هو أنت بتاع الريال الفضة”، وأضاف: “حاجات عجيبة!”. مُنهيًا الحديث الذي يُوضح رأي الشيخ الشعراوي في السيد بدوي.
اقرأ أيضًا: معلومات مختصرة عن الشيخ محمد حسان
نبذة عن الشيخ الشعراوي
يعد الشعراوي من أشهر مفسري القرآن في العصر الحديث، شرحه بطريقة سلسة وبسيطة ليصل لأكبر عدد من المسلمين في جميع أنحاء العالم.
- وُلد الشيخ الشعراوي في 15 أبريل عام 1911 في قرية دقادوس التابعة لميت غمر في محافظة الدقهلية.
- حفظ القرآن وهو في الحادية عشر من عمره، والتحق بمعهد الزقازيق الأزهري، وفي هذه الفترة اكتشف شغفه وتفوقه في حفظ الشعر والأقوال المأثورة والحكم.
- بعد ختمه للقرآن في نفس العام، التحق بالمدرسة الابتدائية وحصل عليها، وكان يسبق بسنة.
- في عام 1923 التحق الشعراوي بالمعهد الثانوي الأزهري.
- بسبب حبه للغة العربية التحق بكلية اللغة العربية في الأزهر الشريف عام 1937، وتخرج عام 1941.
- خرجت بعث من الأزهر الشريف إلى الجزائر في عام 1966، وكان رئيس هذه البعثة فضيلة الشيخ الشعراوي، وظل هناك حوالي سبع سنوات، وله واقعة شهيرة هناك، حيث عندما حلّ الجفاف طلب الشعراوي من الرئيس الجزائري صلاة الاستسقاء، وكان الشعراوي هو الإمام، ولم ينتظروا كثيرًا حتى هطلت الأمطار عليهم بأمر الله وفضله وفضل اقتراح الشعراوي.
- تزوج في سن باكر بسبب رغبة والده، وتزوج من بنت صالحة ورزقه الله ببنتين أسماهم فاطمة وصالحة، وثلاث أولاد أسماهم أحمد وسامي وعبد الرحيم.
المناصب التي شغلها فضيلة الشيخ
شغل فضيلة الشيخ العديد من المناصب المهمة، وذلك لفطنته وحكمته في تصريف الأمور، ونبوغه وتفوقه، ومن هذه المناصب التي عُين بها.
- بعد تخرجه من الأزهر الشريف، عمل في التدريس في المعهد الديني الموجود في طنطا، ثم انتقل للعمل في المعهد الديني الموجود بالزقازيق، وبعدها المعهد الديني بالإسكندرية.
- عمل مُدرسًا في مدرسة الأنجال في الرياض الموجودة في المملكة العربية السعودية، ثم أصبح معلمًا في كلية الشريعة في جامعة أم القرى، عمل في جامعة الملك عبد العزيز كأستاذ زائر، وأُتيح له رئاسة قسم الدراسات العليا بها.
- بعدها تم تعيينه في معهد طنطا كوكيل، وبالأزهر الشريف مفتشًا للعلوم العربية، وفي وزارة الأوقاف كمدير للدعوة.
- ثم تم تعيينه ليأخذ مكان الشيخ مأمون ويصبح مديرًا لمكتب الأزهر الشريف، وتم تعيينه رئيسًا لبعثة ذاهبة من الأزهر الشريف إلى الجزائر، وعُيِّن عام 1975 مديرًا عامًا في مكتب وزير شؤون الأزهر، ثم عمل وكيلًا في وزارة شؤون الأزهر الثقافية.
- تقاعد فضيلة الشيخ -رحمه الله- في عام 1976.
اقرأ أيضًا: أين ولد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان
مؤلفات الشيخ الشعراوي
مؤلفات الشيخ الشعراوي كثيرة، وتتميز بأنها متنوعة وتتناول العديد من المواضيع المهمة.
المرأة | الإسلام والمرأة عقيدة ومنهج، الشيطان والإنسان، السحر والحسد، المرأة كما أرادها الله وشبهات وأباطيل خصوم الإسلام والرد عليها. |
العقيدة | القضاء والقدر، عقيدة المسلم، إثبات وجود الله –عز وجل- ووحدانيته، الدعاء المستجاب. |
الفقه | لبيك اللهم لبيك، 100 سؤال وجواب في الفقه الإسلامي، الصلاة وأركان الإسلام. |
القرآن الكريم | من فيض القرآن، أسرار بسم الله الرحمن الرحيم، المنتخب في تفسير القرآن الكريم، نظرات في القرآن. |
الجوائز التي فاز بها الشعراوي
للشيخ الشعراوي العديد من الإنجازات والإسهامات التي كان من الواجب تقديره ومكافأته عليها، لذلك حصل على العديد من الجوائز.
- تم منح فضيلة الشيخ وسام في يوم الدعاة.
- رُشح لجائزة الملك فيصل.
- في عام ألف تسعمائة وتسعين، حصل فضيلة الشيخ الشعراوي على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي المنصورة والمنوفية.
- مُنح الشعراوي في عام 1676 وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، لبلوغه سن التقاعد.
- نال الشيخ الشعراوي -رحمه الله- أول جائزة من جائزة دبي الدولية في القرآن الكريم في عام ألف تسعمائة وثمانية وتسعون.
- حظي بوسام الجمهورية من الطبقة الأولى في عامي 1983 و1988.
اقرأ أيضًا: معلومات مختصرة عن الشيخ الحويني
وفاة الشيخ الشعراوي
تُوفي الشيخ الشعراوي -رحمه الله- في اليوم الثالث والعشرين من شهر صفر سنة 1419، وميلاديًا سنة 1998، عن عمر يناهز 90 عامًا، وقد مات فضيلة الشيخ في منزله الموجود في الهرم في يوم الأربعاء، في تمام الساعة السادسة والنصف بعد معاناة طويلة مع المرض.
تم تشييع جثمانه في قريته دقادوس وتم دفنه بها بناءً على وصية منه، ونعاه الكثير من سياسي الأمة العربية والإسلامية، علماء، مفكرين وأدباء، حضر جنازته أكثر من مليوني شخص من محبيه وتلامذته.
الآن بات واضحا رأي الشيخ الشعراوي في السيد البدوي، ولا شك أن العالم الإسلامي فقد الكثير بوفاة الشيخ الفضيل الشعراوي، الذي لم يتأخر للحظة في مساعدة الأمة الإسلامية والعالم أجمع، ولم يبخل عليهم بعلمه.