ما هي أفضل سورة لاستجابة الدعاء؟ ولماذا سُميت بذلك؟ فأنزل الله عز وجل القرآن الكريم لا يغادر صغيرة ولا كبيرة، حيث شمله بقصص الأنبياء والمُرسلين من قِبله، وذلك لبيان للأمة عظمة قدرته في إنذار الأقوام وإرسال النجاة لمن يؤمن والعقاب يكفر ويأبى التوحيد، فيذكر موقع سوبر بابا السورة القرآنية التي تشمل استجابة الدعاء.
ما هي أفضل سورة لاستجابة الدعاء؟
قراءة آيات وسور القرآن كله وتقديمه كعمل صالح لله سبحانه وتعالى أمر محمود وعمل صالح وبه يتم التوسل إلى الله، فهذه كلماته سبحانه وهي أرجى في قبول الدعاء من أي كلام آخر، فكتاب الله المُقدم على غيره وكلام الله أقرب إليه من سائر ما يُنطق في أي لُغة.. لكن ما هي أفضل سورة لاستجابة الدعاء؟
تُعد سورة الأنبياء هي أفضل سورة لاستجابة الدعاء؛ وذلك لورود لفظ الاستجابة فيها أكثر مرة الاستجابة في مواطن مختلفة، حيث بيّن المتعال عز وجل كيف يكون الدعاء سحر يُملك الداعي من الإجابة في عدة أمثلة.
1- نوح عليه السلام يشكو القلة والغربة
أول من استجيب لهم من الأنبياء في هذه السورة التي تصلح لتجيب سؤال ما أفضل سورة لاستجابة الدعاء؟ هو سيدنا نوح الذي يعتبر أبا البشر الثاني، فقد ظل يدعو قومه لمدة ألف سنة إلا خمسين عامًا، فكانت ثمرة المؤمنين في هذا المدة الطويلة عددًا قليلًا فيقول الله سبحانه عنه “وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ”.
فعاش في كرب شديد وهمم يستهزئون به ويسبونه ولم يؤمن معه أحد، حتى زوجته وابنه لم يؤمنا فكان في كرب فنادى نوح ربه نداء المستغيث ” وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ “.
فكانت الاستجابة الأولى لنوح عليه السلام في سورة الأنبياء، فنجاه الله وأغرق البشر جميعًا من أجل النبي الكريم والقليل المؤمن الذي معه فقال الله سبحانه “وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ”
اقرأ أيضًا: فضل الاستغفار في استجابة الدعاء بالتفصيل
2- أيوب عليه السلام يشكو الفقر والمرض وتصرفات الناس
أما هذا نبي الله أيوب عليه السلام وقد ابتلاه الله بالمرض فظل ثمانية عشر عامًا وهو في حال فقر شديد ومرض أشد، حتى تركه أهله ومحبوه وجلساؤه القدامى بعد أن فقد كل أولاده وفقد أمواله وفقد صحته فصبر وانتظر الفرج من الله، ولكن الفرج تأخر والمرض اشتد والفقر زاد وحال الناس تبدل فاتجه إلى الله.
فرفع أيوب يده إلى الله واستحيا أن يقول اللهم اشفني اللهم رد عليّ صحتي وأهلي ومالي، بل قال جملة بسيطة جاءت في قوله تعالى: “وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ “.
جملة واحدة بسيطة لكنها عبرت عن كل طلب وكل دعاء وكل رجاء من ربه تبارك وتعالى، فجاءت الاستجابة من ربه “فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ ”
3- استجابة الله لنبي الله يونس عليه السلام
أما يونس عليه السلام مكث في قومه يدعوهم فلم يستجيبوا له، فتركهم ومشى دون أمر من ربه.. فركب البحر واضطربت السفينة وألقي في البحر فابتلعه الحوت فظل في بطنه وحيدًا، يعيش في ظلمات ثلاث في ظلمة الليل وظلمة باطن البحر وظلمة بطن الحوت، فمن من الممكن أن ينقذه أو يصل إليه.
فنادى ربه بكلمات لم تشمل دعاء بل شملت تسبيحًا وإقرارًا على نفسه بالخطأ واعترافًا منه فقط، جاءت في قوله تعالى: ” وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ“.
رغم كون النداء لا يحمل دعاء لكن مجرد الإعتراف بالذنب والإقرار به في الكرب لتأتي الاستجابة؛ ويصدق معها ما هي أفضل سورة لاستجابة الدعاء؟ فجاءته الاستجابة من ربه “فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ”
اقرأ أيضًا: هل الدعاء ليلة الجمعة مستجاب
4- استجابة الله لنبيه زكريا عليه السلام
بينما نبي الله زكريا بعد أن وصل إلى عمر السبعين أو الثمانين وزوجته عقيم وهو يريد الولد؛ لا لمجرد الولد ولكن ليحمل منه هم الدعوة ويكون نبيًا بعده فنادى ربه قائلًا: ” وزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ
فجاءته الاستجابة وكتب الله له الولد في التو واللحظة فقال الله ” فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ” فكانت الاستجابة بتفريج الكرب العظيم.
هكذا كانت الاستجابات فورية باستخدام حرف الفاء مع الفعل “استجبنا” الذي يدل على التعقيب السريع ليختلف عن حرف “ثم“؛ ليعبر عن سرعة الاستجابة من الله للمكروب ولذلك ربما يكون قد أصاب من أجاب على ما هي أفضل سورة لاستجابة الدعاء؟ فأجاب إنها سورة الأنبياء وأن قراءتها تفيد في استجابة الأدعية.
ما هي سور الاستجابة؟
سورة يس، يجيب الله العزيز الكريم بها عباده عندما يسألوه بها، فكثيرًا ما يعتبرونها بابًا لقضاء الحوائج؛ وبالتالي يمكن وصفها بهذا الوصف بل يجعلونها وردًا تُقرأ لعدد من المرات بحسب المطالب.
حيث هناك ذكر موجود في آية شريفة، نجى الله به نبيًا مكروبا وقال أن بمثل هذا الذكر ينجي المكروبين وهو ذكر يونس عليه السلام الذي قال الله عنه “فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ“، أي بهذا الذكر ننجي كل مكروب من المؤمنين، فحري بكل مكروب أن يلزمه ولا يتركه
اقرأ أيضًا: أمور أوصى بها الرسول لاستجابة الدعاء في نفس اللحظة
آداب العبد في الدعاء
على العبد الذي يطرح سؤال ما أفضل سورة لاستجابة الدعاء أن يتحرى بعض الأمور التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من السلف الصالح والتابعين.
- أن يدعو المسلم في أدب وافتقار ولا يتعالى على ربه.
- التأكد أن الله لا تعجزه إجابته على دعاء العبد ولكن يؤخره لحكمة يعلمها.
- يعلم الله الخير من الشر فربما لم يستجب لشئ لأنه يراه ضررًا للعبد.
- تحري أوقات الإجابة ليكون دعاؤه مستوفيًا لكل أجزائه.
- لابد لأن يوقن العبد أن الله قد استجاب لإبليس عليه لعنة الله فلا ييأس من إجابة طلبه ودعائه فلن يكون أحد أشر من إبليس واستجاب الله له.
- التأكد من قدرة الله وعظمته على الإجابة مهما كانت مستحيلة؛ فيحقق الله أمنيات عباده بطريقة أكثر استحالة.
- رفع اليدين إلى السماء.
- التوجه إلى القبلة اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم.
- عدم الدعاء على أحد.
- تجنب الدعاء بالإثم أو بأمر يخالف الشريعة الإسلامية.
- التأكد من عدم ارتكاب المعاصي التي قد تحول بين العبد وبين استجابة دعواته.
- التوجه للوضوء؛ ليتناسب التحدث مع المولى عز وجل.
- عدم الاستعجال في الإجابة، فكلما يؤخر الله الإجابة يكون الدعاء في ميزان أعمال العبد.
القرآن كله يُتوسل به إلى الله في تحقيق المطالب، ولم يرد نص فيه تحديد أو تخصيص سورة من السنة النبوية في تلاوتها بدافع التوسل والاستشفاع بها لقضاء الحوائج.