ما هي السورة التي ذكرت فيها مصارف الزكاة؟ ولماذا فُرضت على المسلمين؟ تعتبر الزكاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي إحدى الطرق الرئيسية لسد احتياجات الفقراء والمساكين، ولكن هناك أشخاص لا يجوز دفع الزكاة لهم، كل هذا أحصاها القرآن الكريم الذي لم يُغادر كبيرا ولا صغيرا، وهو ما يُبينه لنا موقع سوبر بابا.
ما هي السورة التي ذكرت فيها مصارف الزكاة
تنحصر مصارف الزكاة في ثمانية أشكال جاءوا في القرآن الكريم في سورة التوبة الآية 60، قال تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)، ويمكن التعرف على كلٍ منهم على حدة:
- الفقراء والمساكين: أشخاص لا يجيدون قوت يومهم، ولكن المساكين أقل شدة من الفقراء.
- العاملون عليها: مَنّ يجمعون مال الزكاة، سواء كانوا أثرياء أو فقراء.
- المؤلفة قلوبهم: كل من دخل الإسلام حديثًا؛ ليُحب قلبهم الإسلام، ويعلّمون مدى سماحته.
- في الرقاب: كل من يحتاج فك رقبته، أي الرقيق من المسلمين.
- الغارمون: الأشخاص الذين عليهم دين وفي حاجة إلى أن يتم دفعه، ولكنهم غير قادرين على ذلك.
- في سبيل الله: إنفاق الزكاة في تجهيز الجيوش أو الحروب، وكذلك أي مسألة من شأنها الجهاد في سبيل الله.
- ابن السبيل: الشخص الرحال الذي لا يمتلك المال، ويأخذ أموال الزكاة حتى يتمكن من العودة إلى موطنه.
اقرأ أيضًا: كم عدد سور جزء تبارك وما هي
أفراد لا تدفع لهم الزكاة
بعد أن تمكّنا من التعرف على إجابة ما هي السورة التي ذكرت فيها مصارف الزكاة، يجب العلم أن الشريعة الإسلامية أوضحت أن هناك أشخاصًا لا يجوز دفع الزكاة لهم، مثل:
- النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- الأثرياء.
- الكفار حتى وإن كانوا أهل ذمة، وفقًا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “ادْعُهُمْ إلى شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَنِّي رَسولُ اللَّهِ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لذلكَ، فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ قَدِ افْتَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لذلكَ، فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم صَدَقَةً في أمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِن أغْنِيَائِهِمْ وتُرَدُّ علَى فُقَرَائِهِمْ“ (صحيح مسلم).
- دفع الزوج زكاة ماله إلى زوجته أو العكس.
- الأقارب مثل الوالدين، والأبناء، وأبناء الأبناء، والأجداد.
الأموال التي وجب فيها مصارف للزكاة
هناك أربعة اتجاهات أساسية يجب أن تُدفع الزكاة عليها، وإن تغافل البعد عن دفعها يأثم إثمٍ عظيم.
- الثمار والزرع.
- الفضة والذهب.
- ما يتم خروجه من الأرض مثل المعادن والرزق وغيرها.
- الأرباح التي يحصل عليها الشخص سواء عن طريق تجارته أو غيرها من الطرق المختلفة للربح.
اقرأ أيضًا: حكم تأخير إخراج الزكاة عن وقتها بغير عذر شرعي
طريقة حساب الزكاة
يتساءل كثيرون حول ما هي السورة التي ذكرت فيها مصارف الزكاة، ومن الجدير بالذكر أن هناك طريقتين مختلفتين يمكن من خلالهما حساب القيمة التي يمكن دفعها للزكاة.
- الطريقة الأولى: قسمة المبلغ على 40، على سبيل المثال لو أن المبلغ هو 80 ألف فيقسم على 40 وتصبح العملية الحسابية لهذا الأمر هي 80,000 ÷ 40 = 2000 جنيه، وهذا هو مبلغ الزكاة المستحق دفعه.
- الطريقة الثانية: يتم قسمة المبلغ على مائة، وبعد ذلك يُضرب في 2.5 أي تُصبح العملية الحسابية أن 80,000 ÷ 100 = 8,000 × 2.5 = 2000 جنيه.
لماذا تتولى الدولة مهمة جمع الزكاة؟
هناك حكمة في إسناد جمع أموال الزكاة وتوزيعها من قِبل الدولة، فقد ورد نظام الزكاة ولم يجعل أن الفرد هو المسؤول عنه، وفي صدد معرفة إجابة ما هي السورة التي ذكرت فيها مصارف الزكاة، نذكر أهم الأسباب التي دفعت إلى ذلك:
- احتياج الدولة لنظام للمال تحدد به نظامها وتقوم عليه.
- أخذ أموال الزكاة من قِبل الدولة تحفظ للفقراء والمساكين مشاعرهم وكرامتهم.
- إنفاق أموال الزكاة على كافة مصالح المسلمين.
- تعتبر الدولة أكثر تنظيمًا في توزيع أموال الزكاة، وبالتالي فإنها تحد من حالة الفوضى التي تحدث عند توزيع أموال الزكاة من قِبل المؤسسات غير التابعة للدولة.
- قد يضعف إيمان بعض الأشخاص، وبالتالي لا يكون هناك أي ضمان للفقير والمسكين، في أخذ أموال الزكاة.
اقرأ أيضًا: استمارة إعانة بيت الزكاة والصدقات المصري للعمالة اليومية المتأثرة بالظروف الحالية
الفرق بين الزكاة والضريبة
تُعد الزكاة من إحدى العبادات الدينية، قبل أن تكون من ضمن أساسيات الحياة الاجتماعية أو الاقتصادية، وفرضها الله سبحانه وتعالى على جميع عباده المؤمنين، ولكن الضريبة هي وضع مالي، ينتج عنه كافة النُظم المالية الحديثة، وليس هناك أي مقارنة بين الزكاة التي شرعها الله ورسوله وبين الضريبة التي يتم وضعها.
لكن حتى لا يختلط الأمر على البعض يمكن القول إن الزكاة سندًا شرعيًا مُثبت بالقرآن الكريم، والسُنة النبوية المطهرة، والهدف منها مساعدة الفقراء والمحتاجين، وتهدئة حالة الغضب من قِبل الفقراء على الأثرياء، أما عن الضريبة فهو مال حقًا خالصًا للدولة، يتم إنفاقه على مشروعات التنمية الاقتصادية.
تُعد الزكاة فرضًا على كل مُسلم ومسلمة، ومَن يمتنع عن دفعها يأثم إثمًا عظيمًا، كما يجب العلم أن أموال الزكاة تلعب دوًا هامًا في قضاء حاجة الفقراء والمساكين، وضمان حياة كريمة لهم.