ما هي المواقع الجغرافية لروسيا؟

روسيا

تُعتبر روسيا (بالإنجليزية: Russia) دولة فريدة تتميز بمساحتها الشاسعة. تقع بين قارة آسيا وأوروبا، حيث تمتد منطقة شمالها في قارة آسيا بينما تمتد منطقتها الشرقية في قارة أوروبا. موسكو هي العاصمة الرسمية للبلاد.

تُعد روسيا أكبر دول الاتحاد السوفيتي السابق، وتفوق مساحتها ضعف مساحة كندا تقريباً. كما أنها تشترك في الحدود مع 11 منطقة زمنية عالمية مختلفة، مما يُسهم في تنوع التوقيت بين مناطقها المتعددة. تتميز روسيا بتنوع تضاريسها، وبيئاتها الطبيعية والجغرافية، مما ساهم في جعلها واحدة من الدول التي تشهد تطوراً ونموًا مستمرًا.

التاريخ

تأسست الجمهورية الأولى في روسيا عام 1917، وفي عام 1922 تم الإعلان عن تأسيس جمهورية روسيا الاتحادية. لعبت روسيا دوراً مؤثراً خلال الحرب العالمية الثانية وتبعتها فترة الحرب الباردة مع الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بعد تشكيل الاتحاد السوفيتي. شهدت البلاد العديد من الأحداث الدولية التي تم التدخل فيها بشكل مباشر. بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، أصبحت روسيا جزءًا من اتحاد الجمهوريات السابقة السوفيتية، وعكست تطورات ملحوظة في سياستها واقتصادها منذ منتصف التسعينيات حتى الآن، ولا تزال تحقق تقدمًا في عدة مجالات.

الطبيعة الجغرافية

تُعد روسيا أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، حيث تبلغ مساحتها الإجمالية 17,075,400 كم². تستغرق الرحلة بالقطار بين غرب روسيا وشرقها أسبوعًا كاملًا. تنقسم البلاد إلى أربعة أقاليم جغرافية، وهي:

  • إقليم التندرا: يقع في شمال روسيا، ويتميز بسطحه المكون من سهول خالية من الأشجار، حيث يكون فصل الصيف قصيراً والشتاء طويلاً، مما يجعل التربة متجمدة بشكل دائم، وبالتالي التربة غير مناسبة للنمو النباتي.
  • إقليم الغابات: يقع في الجنوب، حيث تنتشر أنواع عديدة من الأشجار مثل الصنوبر والأرز والتنوب والبلوط والقيقب، ويتميز بتربته المتنوعة بين الصالحة للزراعة وغير الصالحة.
  • إقليم السهوب: يحتوي على سهول وبراري خالية من الأشجار، وتعتبر تربته من أفضل الترب الروسية، حيث تُستخدم لغالبية الأنشطة الزراعية.
  • إقليم الجبال وشبه الصحراء: يتميز بتنوع المناخ والتربة، ويحتوي على الأراضي الصحراوية المنخفضة، بالإضافة إلى جبال القوقاز والغابات الكثيفة.

تحتوي روسيا على العديد من البحيرات والأنهار التي تعزز نشاط النقل البحري والتجاري، ويُعتبر نهر الفولجا من أشهر الأنهار في البلاد، إذ ينبع من التلال الغربية لموسكو ويصب في بحر قزوين. كما ترتبط معظم الأنهار الروسية بالمحيط القطبي الشمالي.

المناخ

يتميز المناخ الروسي بأنه مناخ قاري وبارد نسبيًا، حيث يشهد شتاءً طويلًا وباردًا، يغطي الثلج معظم المناطق. مثالاً، يظل الثلج متراكمًا في موسكو والمناطق المحيطة بها لمدة خمسة أشهر، بينما تستمر الثلوج في المناطق الشمالية لمدة تصل إلى ثمانية أشهر. لذا، فإن الأراضي الصالحة للزراعة في روسيا تُعتبر قليلة، نتيجة لتجمد التربة. تتفاوت درجات الحرارة بشدة بين الفصول؛ حيث تصل حرارة الشتاء في بعض المناطق إلى أقل من 46 درجة مئوية تحت الصفر، بينما قد تصل الحرارة في الصيف إلى ما بين 16 و38 درجة مئوية.

الاقتصاد

شهد الاقتصاد الروسي تطوراً بارزاً بعد انتهاء فترة الاتحاد السوفيتي. بعد أن كان يعتمد على الاقتصاد المخطط، تحولت البلاد إلى اقتصاد السوق الذي أصبح المؤثر الرئيسي في العمليات الاقتصادية. اعتمدت الحكومة الروسية مجموعة من الخطط التنموية لدعم الاقتصاد، حيث تم خصخصة العديد من القطاعات الصناعية والتجارية مع الحفاظ على استغلال الموارد الطبيعية، لا سيما النفط والغاز الطبيعي، اللذان يُعتبران من أهم محركات اقتصادها. تُعد روسيا من أبرز مصدري المعادن الثمينة مثل الفولاذ والألمنيوم، حيث بلغ متوسط نموها الاقتصادي نحو 7%، مما ساهم في تعزيز ناتجها المحلي الإجمالي الذي يُقدّر بحوالي 3.8 تريليون دولار أمريكي.

التركيبة السكانية

يبلغ إجمالي عدد سكان روسيا حوالي 142,320,790 نسمة وفقاً لإحصائيات 2021. تشكل الأصول الروسية النسبة الأكبر من السكان، حيث تصل إلى نحو 77.7%. أما النسب المتبقية فتتوزع بين التتار والأوكرانيين والشيشان وغيرهم. تُعتبر اللغة الروسية هي اللغة الرسمية، إضافة إلى بعض اللغات الثانوية الأخرى المستخدمة بين الأقليات في المجتمع الروسي. تتركز الكثافة السكانية في القسم الغربي من البلاد، في حين يظهر توزيع السكان تفاوتًا في بقية المناطق.

الثقافة الحضارية

تتميز الثقافة الحضارية في روسيا بتنوعها في مجالات الفنون المختلفة، خاصة في المسرح والموسيقى، إذ يُعتبر المسرح الروسي حديث النشأة مقارنةً بالمسارح الأوروبية. يعود انطلاق الأفكار المسرحية الأولى إلى القرن السابع عشر مع حضور الفرق المسرحية إلى روسيا. أما الموسيقى الروسية فلها صبغة تقليدية، حيث تعتبر الألحان جزءاً أساسياً من حياة المجتمع، مع استخدام الألحان المتنوعة التي تتداخل أحياناً مع الأغاني الشعبية القديمة.