مثل يعبّر عن أن الشبيه يُمكن أن يُنتج أوجه تشابه متعددة

انتشرت الأمثال الشعبية في الثقافات العربية على مر العصور، ومن أبرزها مثل “يخلق من الشبه أربعين”. على الرغم من شيوع هذا المثل، إلا أن الكثيرين لا يعرفون أصله أو السياق الذي ذُكر فيه. في هذه المقالة، سنلقي نظرة متعمقة على هذا المثل لنساعد القراء على فهمه بشكل أفضل.

مثل “يخلق من الشبه أربعين”

  • يُعتبر مثل “يخلق من الشبه أربعين” من بين أكثر الأمثال شيوعًا، وقد استخدم عبر العصور.
  • تنتشر الأمثال بشكل جميل وتُتناقل بين الأجيال المختلفة.
  • يُستخدم هذا المثل في العادة عند مشاهدة أشخاص يحملون شبهًا كبيرًا وملحوظًا.
  • وهو يعبر عن الدهشة من هذا التشابه.
  • تزداد الدهشة عندما يكون الأشخاص المتشابهون ليس بينهم أي صلة قرابة.
  • يُلاحظ أن لكل إنسان شخص يشبهه، كما يحدث بين التوائم الذين يعيشون بعيدًا عن بعضهم.
  • أحيانًا يكون التشابه في الأفكار والمعتقدات والشخصية، وأحيانًا أخرى في المظهر الخارجي فقط، حيث يلاحظ العديد من الناس ملامح شخصيات مشهورة مثل الفنانين والسياسيين.

تابع أيضًا:

الحكم الشرعي في مثل “يخلق من الشبه أربعين”

  • لا يوجد نص ديني يتناول مصطلح “يخلق من الشبه أربعين” بشكل محدد.
  • من الخطأ تحديد خلق الله بعدد معين، فالخلق الإلهي ليس له حدود.
  • لذا، لا يجوز الربط بين عدد الأربعين وخلق الله.
  • ومع ذلك، هناك العديد من الأشخاص الذين يشبهون بعضهم البعض.
  • يمكن أن يتشابه هؤلاء الأفراد في ملامح الوجه أو في الشكل الخارجي فقط.
  • كما قد يتشابه الأفراد في الطباع، مما يساهم في تعزيز الألفة بينهم.
  • وقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف”.
  • هذا يدل على أن موضوع التشابه كان معروفًا منذ القدم، ولكن لا ينبغي تحديده برقم معين.

أصل مثل “يخلق من الشبه أربعين”

  • إن أصل كلمة “أربعين” يعود إلى الثقافة الفارسية في الأمثال الشعبية.
  • يُستخدم الرقم للإشارة إلى الكثرة وليس كعدد محدد.
  • حاشا لله أن يُحدد خلقه بعدد معين، فالله قادر على خلق عدد لا يُعد ولا يُحصى.
  • لكن كان يُستخدم تاريخيًا كلمة “أربعين” للدلالة على الكثرة والمبالغة.
  • مثلاً، مثل “الحار حتى البيت الأربعين” والأمثلة الأخرى التي تُظهر هذا الاستخدام.
  • لذلك، يُعتبر رقم أربعين رمزًا للوفرة والمبالغة في الثقافة العربية.

الشخصيات التي تشبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم

  • سيدنا إبراهيم عليه السلام: كان يشبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بشكل كبير.
  • الحسن بن علي بن أبي طالب: حفيد النبي، حيث كان يشبه جده كثيرًا.
  • مصعب بن عمير: أحد الصحابة الذي قُتل في غزوة أحد، وكان يُعتقد أنه النبي محمد.
  • كابس بن ربيعة: كان يشبه النبي محمد إلى حد كبير، وقد أرسله الخليفة معاوية بن أبي سفيان إليه تكريمًا له.

لا تفوت هذا:

رؤية الدكتور مبروك عطية حول مثل “يخلق من الشبه أربعين”

الدكتور مبروك عطية هو عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر في سوهاج.

وفيما يخص رأيه في المثل، قال:

  • فالتشابه بين الأشخاص ليس بجديد، وهو موجود في كافة الأزمان والأماكن.
  • لن يبقى اختلاف بين البشر في الشكل أو اللون، حيث نحن جميعًا من نسل آدم عليه السلام.
  • كما يُشير الله العظيم في الآية الكريمة: “ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين”.
  • الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر التشابه خلال رحلة الإسراء والمعراج.
  • وأوضح أنه رأى في تلك الرحلة الأنبياء وأهل الجنة والنار، وذكر دحية الكلبي بسبب شبهه، وأكد له أن هذا التشابه لا يؤثر عليه.
  • ويعتبر الدكتور مبروك أن هذا التشابه أمر جميل، حيث يمكن أن يساهم في تعزيز المحبة والمودة بين الناس.

التفسير العلمي لمثل “يخلق من الشبه أربعين”

  • قدمت الدكتورة هدى العاصي التفسير العلمي للتشابه بين الأشخاص.
  • تعمل الدكتورة هدى في تدريس علم الوراثة بكلية الطب بجامعة الإسكندرية.
  • وأوضحت أن جينات البشر متشابهة، حيث يعود أصل الجميع إلى آدم وحواء.
  • حتى الآن، تم التعرف على حوالي ثلاثين ألف جين بشري، والدراسات مستمرة لاكتشاف المزيد.
  • يمكن أن يكون التشابه الوراثي بين الأشخاص هو السبب وراء الشبه بينهما حتى وإن كانا في بلدان مختلفة.
  • كذلك أوضحت أن زواج الأقارب قد يساهم في ظهور صفات وراثية معينة.
  • هناك أيضًا التشابه الكبير بين التوائم، حيث يكونان متطابقين وراثيًا.
  • وهذا يشير إلى أن الاعتماد على تحليل الـ DNA كوسيلة للتمييز بين التوائم قد يكون غير فعال في بعض الحالات.