معلومات عن السبع المثاني

معلومات عن السبع المثاني

معلومات عن السبع المثاني تضمن الرأي المُتفق عليه، حيث تم التوقف على الكثير من الألفاظ التي جاء بها القُرآن الكريم ومنها السبع المثاني؛ وقد اختلف العُلماء في تفسير هذه اللفظة وفقًا للروايات المُتعددة، إلا أنه ثُبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- معناها في الكثير من الأحاديث، والتي يُمكن بيانها خلال موقع سوبر بابا.

معلومات عن السبع المثاني

جاء في القُرآن الكريم قول الله تعالى: “اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ” (سورة الزمر: 23)

فما هي المثاني؟ وما أهم المعلومات عن السبع المثاني المقصودة في قوله تعالى: “وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ” (سورة الحجر: 87)؟ تعد من الأمور التي اختلف فيها العُلماء.

  • عبد الله بن عباس: أنها السور التي ذُكر فيها قصص الأولين، والأمثال والأحكام الشرعية من “فرائض وحدود”.
  • الحسن البصري: أنها سورة الفاتحة.
  • قيل: إن المثاني هي السور التي بلغ عدد آياتها مائتين أو قاربت عليها، فتكون السبع المثاني هي السبعة سور الطوال: “البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس، والأنفال، والتوبة”.

اقرأ أيضًا: سورة الفاتحة للزواج من شخص معين

ما هي السبع المثاني؟

على الرغم من تعدد الأقوال حول السبع المثاني، إلا أنه قد اتفق العُلماء على أن السبع المثاني هي فاتحة الكتاب، دون الآية الأولى منها.

سورة الفاتحة: “الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ”

نظرًا لورود الكثير من الأحاديث في السُنة النبوية التي تقتضي ذلك، لذا فهي من أصح الآراء لتأويل الآية.

فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: مَرَّ بيَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَنَا أُصَلِّي، فَدَعَانِي فَلَمْ آتِهِ حتَّى صَلَّيْتُ ثُمَّ أتَيْتُ، فَقالَ: ما مَنَعَكَ أنْ تَأْتِيَنِي؟ فَقُلتُ: كُنْتُ أُصَلِّي، فَقالَ: ألَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ ولِلرَّسُولِ إذَا دَعَاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ} ثُمَّ قالَ: ألَا أُعَلِّمُكَ أعْظَمَ سُورَةٍ في القُرْآنِ قَبْلَ أنْ أخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ فَذَهَبَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِيَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ فَذَكَّرْتُهُ، فَقالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ. هي السَّبْعُ المَثَانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ.” رواه البخاري.

سبب تسمية سورة الفاتحة بالسبع المثاني

تتضمن معلومات عن السبع المثاني سبب تسميتها بذلك؛ فقد ورد في تسمية سورة الفاتحة أنها كذلك نظرًا إلى عدد آياتها السبعة وسُميت مثاني؛ حيث يتم تثنيتها وذكرها في كُل ركعة في الفرائض.. والمثاني هو لفظ عام يُطلق على القُرآن الكريم عامةً.

ليس هذا فقط؛ بل إن لها فوائدٌ مُثناه ومُضاعفة، نظرًا إلى تكرارها كثيرًا، كما قيل في تسميتها أنها مُستثناة بهذه الأمة، فلم يسبق نزولها على أيٍ من الأمم التي سبقتنا.

اقرأ أيضًا: فوائد سورة النمل للرزق

معلومات عن سورة الفاتحة

بعدما تبين أن المراد بالسبع المثاني هي سورة الفاتحة، لزم تفصيل بعض المعلومات التي تشملها السورة من أسمائها الواردة وعدد آياتها، ومتى نزلت.. وغير ذلك.

1- أسماء سورة الفاتحة

تعددت مُسميات سورة الفاتحة؛ فورد فيها العديد من الأسماء بعضها توقيفية وأخرى اجتُهِد فيها.

  • فاتحة الكتاب: فهو من الأسماء التوقيفية التي ذكرها الرسول -صلى الله عليه وسلم- لحديث أبو هريرة عنه أنه قال: لَا صَلَاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ.”
  • أمّ القرآن: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من صلى صلاةً لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خِدَاج – ثلاثاً -غير تمام”، فأم القُرآن هو أصله؛ حيث اشتملت السورة على أصول أربعة “ثبوت القضاء والقدر، النبوات، المعاد، الإلهيات”
  • القرآن العظيم: قال -صلى الله عليه وسلم-: (هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته)؛ ويرجع سبب تسميتها إلى شمولها مجامع العلوم في القرآن الكريم.
  • سورة الحمد: من الأسماء الاجتهادية الواردة في مُسميات السورة، وسُميت بذلك نظرًا إلى أول كلمة فيها.
  • المناجاة: حيث إنها من السور التي تشتمل على آيات يُناجي فيها العبد ربه، وذلك في قوله تعالى:إياك نَعبد وإِياك نسَتعِين”. الفاتحة/5

2- عدد آيات السورة

اختلف العُلماء فيما إذا كانت سورة الفاتحة 7 آيات أم ثمانية، وقد اتفق الجمهور على أنها سبعة فقط، وخالفهم في ذلك الحسن البصري؛ فيرى أنها ثمانية آيات فهي السورة الوحيدة التي تُعد البسملة آية منها.

3- هل السورة مدنية أم مكية؟

اختلف العُلماء في كوّن سورة الفاتحة مكية أم مدنية على عدة أقوال.

  • مكية: جمهور العُلماء يرى أن سورة الفاتحة مكية، فقد روي عن الثعلبي أنه قال: (نزلت فاتحة الكتاب بمكة من كنز تحت العرش) سند علي بن أبي طالب.
  • مدنية: ورأى بعضهم أنها سورة مدنية؛ لرواية مجاهد عن الثعلبي أنه قال: (فاتحة الكتاب أنزلت بالمدينة).
  • مكية مدنية: يرى آخرون أن السورة نزلت مرتين إحداهما بمكة والأخرى بالمدينة، كما يقول البعض أن نصفها نزل في مكة والنصف الآخر في المدينة؛ مما يرجع إليه سبب التسمية بالمثاني أيضًا.

4- أهم تفسيرات الفاتحة

تُعد سورة الفاتحة جامعة لما في القُرآن الكريم من أحكام، فتُعد الثلاث آيات الأولى تشمل صفات الله وأسمائه.. والثلاثة الأخيرة تُحيط بأمور الخلق في الدنيا والآخرة.

اقرأ أيضًا: فضل سورة الدخان للرزق

فضائل السبع مثاني

يُمكن التوصل من خلال معلومات عن السبع المثاني إلى فضائلها؛ حيث يتبين أن لها فائدة كبيرة، تعود على قارئها بالكثير من المنافع.

1- الشفاء من الأمراض

حيث إنها تُعد وسيلة هامة للشفاء من الأمراض والمشاكل الصحية ومن أهم السور في الرقية الشرعية.

فقد روي عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-: كُنَّا في مَسِيرٍ لنا فَنَزَلْنا، فَجاءَتْ جارِيَةٌ، فقالَتْ: إنَّ سَيِّدَ الحَيِّ سَلِيمٌ، وإنَّ نَفَرَنا غَيْبٌ، فَهلْ مِنكُم راقٍ؟ فَقامَ معها رَجُلٌ ما كُنَّا نَأْبُنُهُ برُقْيَةٍ، فَرَقاهُ فَبَرَأَ، فأمَرَ له بثَلاثِينَ شاةً، وسَقانا لَبَنًا، فَلَمَّا رَجَعَ قُلْنا له: أكُنْتَ تُحْسِنُ رُقْيَةً – أوْ كُنْتَ تَرْقِي؟ – قالَ: لا، ما رَقَيْتُ إلَّا بأُمِّ الكِتابِ، قُلْنا: لا تُحْدِثُوا شيئًا حتَّى نَأْتِيَ – أوْ نَسْأَلَ – النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا قَدِمْنا المَدِينَةَ ذَكَرْناهُ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: وما كانَ يُدْرِيهِ أنَّها رُقْيَةٌ؟ اقْسِمُوا واضْرِبُوا لي بسَهْمٍ.”

2- ركن من أركان الصلاة

حيث إنها من أهم وأول الأركان في الصلاة، فلا تجب الصلاة إلا بها، عن أبي هريرة عن النبي قال: «من صلى صلاةً لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج – ثلاثاً- غير تمام».

3- أعظم السور في القُرآن

فهي أعظم السور التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم، والتي اختصت بها هذه الأمة.

فعن عبد الله بن عباس قال:” بيْنَما جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِن فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: هذا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليومَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَنَزَلَ منه مَلَكٌ، فَقالَ: هذا مَلَكٌ نَزَلَ إلى الأرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَسَلَّمَ، وَقالَ: أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بحَرْفٍ منهما إلَّا أُعْطِيتَهُ.”

إنّ القُرآن الكريم أعظم الكُتب السماوية التي يجب علينا التأني في تفسير آياته، فلا يجوز تأويلها دون الرجوع إلى تفسير الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو تفسير الصحابة والعُلماء الثقات.