معلومات عن الصحابي صهيب الرومي تُشييد بمواقفه في الإسلام، حيث يحتوي التاريخ الإسلامي على العديد من النماذج والشخصيات الهامة التي أثرت كثيرًا في مسيرة المسلمين، ولا سيما الصحابي صهيب الرومي، ويُعرفنا موقع سوبر بابا على أبرز المعلومات عن حياته.
معلومات عن الصحابي صهيب الرومي
هو صهيب بن سنان الرومي بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن عامر بن جندلة بن جذيمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس مناة بن النمر بن قابس بن هنب بن أقصي بن دعمي بت جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار الربعي النمري، وكان والده من العرب الذين ذهبوا إلى العراق قبل بعثة النبي بعشرين عامًا.
ولد في جزيرة الفراتية، وكان والده حاكم الأُبله وواليًا عليها لكسرى، وذات يوم هجم الروم على البلاد وأسروا أعدادًا كثيرة، ومنها صهيب بن سنان، لذا فإنه أمضى أغلب طفولته ومعظم شبابه مع الروم حتى أخذ لهجتهم ولسانهم وأصبح مع أحد تجار العقيق الروم.
تم بيعه إلى عبد الله بن جدعان، ومن ثم انتهى به الحال في مكة المكرمة، فأُعجب به عبد الله بن جدعان؛ لذكائه ونشاطه، وقام بتحريره وتهيئة الفرصة له لكي يتاجر معه.
اقرأ أيضًا: من هو الصحابي الذي تعلم لغة اليهود
دخول صهيب الرومي إلى الإسلام
من أهم المعلومات عن الصحابي صهيب الرومي هي إسلامه، حيث كان من أوائل من قاموا بتلبية دعوة النبي، يقول عمار بن ياسر: (لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم ورسول الله فيها فقلت له: ماذا تريد؟ فأجاب: ماذا تريد أنت؟ فقلت له: أريد أن أدخل على محمد فأسمع ما يقول، فقال له: وأنا كذلك أريد).
أسلّم عمار وصهيب بعد ما دخل رسول الله وعرض عليهما الإسلام فأسلما، ثم مكثا على ذلك حتى المساء ثم خرجا وهم مستخفيان؛ لأنهما أسلما بعد بضع وثلاثون رجلًا، ولكن لم يَسلم صهيب ولا عمار ولا أبو فائد من تعذيب كفار مكة، ونزل في ذلك آية، قال تعالى “ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا” (النحل: 110)
هاجر المسلمين إلى المدينة، ولكن يُهاجر رسول الله وأبي بكر، لذا ذهب صهيب ليلحق بهما فأعترضه المشركين ومنعوه من الذهاب لأنهم كانوا يرون أنه أتى إلى مكة وهو فقير وقد أصبح غني بتجارته في مكة.
بالتالي لا يحق له أن يذهب بماله، فأستحقر صهيب المال وهان عليه كل ما يملك من أجل الحفاظ على دينه ويلحق بالرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه.
عندما تمكّن من الانطلاق في الصحراء، أدركه قريش، فصاح فيهم “يا معشر قريش، لقد علمتم أني من أرماكم رجل، وأيم الله لا تصلون إليّ حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي، حتى لا يبقى في يدي منه شيء، فاقدموا إن شئتم، وإن شئتم دللتكم على مالي وتتركوني وشأني”، فنزل فيه قول الله تعالى “وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ” (البقرة: 207).
مواقف صهيب الرومي مع رسول الله
يتحدث صهيب عن مواقفه مع رسول الله قائلًا: (لم يشهد رسول الله مشهدًا قط إلا وكنت حاضره، ولم يبايع بيعة إلا كنت حاضرها، ولم يسر سرية قط إلا كنت حاضرها، ولا غزا غزوة قط أول الزمان وآخره إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله، وما خاف المسلمون أمامهم قط إلا كنت أمامهم، ولا خافوا ورائهم إلا كنت ورائهم، وما جعلت رسول الله بيني وبين العدو ابداً حتى لقي ربه).
كانت روحه خفيفة، فون المواقف الطريفة مع رسول الله قد رآه وهو يأكل رطب وبأحد عينيه رمد، فقال له رسول الله ضاحكا “أتأكل الرطب وفي عينيك رمد” فأجاب قائلا وأي بأس؟ إني آكله بعيني الأخرى.
اقرأ أيضًا: من هو الصحابي الذي اهتز عرش الرحمن لموته وما الدليل على ذلك
مواقف صهيب الرومي مع عمر بن الخطاب
روى البغوي عن زيد بن أسلم عن أبيه (خرجت مع عمر حتى دخلت على صهيب بالعالية فلما رآه صهيب قال يا ناس يا ناس، فقال عمر ما له يدعو الناس؟ قلت إنما يدعو غلامه يحنس، فقال له يا صهيب ما فيك شيء أعيبه إلا ثلاث خصال أراك تنتسب عربياً ولسانك أعجمي وتكنى باسم نبي وتبذر مالك، قال أما تبذيري مالي فما أنفقه إلا في الحق، وأما كنيتي فكنانيها النبي، وأما انتمائي إلى العرب فإن الروم سبتني صغيراً فأخذت لسانهم).
عندما شعر عمر وهو يُصلي بالمسلمين في صلاة الفجر أن الأجل قد أقترب فألقي على أصحابه وصيته وكلماته الأخيرة وأوصى أن يصلي عليه الصحابي صهيب الرومي وأن يُصلي بالناس إلى أن يجتمع المسلمون عليه إماماً.
ملامح شخصية صهيب الرومي
الكرم والعطاء من أهم المعلومات عن الصحابي صهيب الرومي؛ حيث كان ينفق كل ما معه لبيت مال المسلمين، كما كان يُعين المحتاج ويغيث المكروب، ويُطعم كل مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا، حتى أثار سخاؤه المفرط انتباه عمر بن الخطاب فقال (أراك تطعم كثيرًا حتى أنك تسرف)، فأجابه صهيب لقد سمعت رسول الله يقول: (خياركم من أطعم الطعام ورد السلام) “صحيح الألباني”.
اقرأ أيضًا: من هو الصحابي الذي حج سرًا
أحاديث نبوية عن صهيب الرومي
في صدد التعرف على أبرز معلومات عن الصحابي صهيب الرومي، يجب الوضع في الاعتبار أنه ذُكر في أحاديث نبوية كثيرة لِما له من تأثير كبير في التاريخ الإسلامي، ومنها:
- عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له“
- عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” إذا دَخَلَ أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، قالَ: يقولُ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: تُرِيدُونَ شيئًا أزِيدُكُمْ؟ فيَقولونَ: ألَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنا؟ ألَمْ تُدْخِلْنا الجَنَّةَ، وتُنَجِّنا مِنَ النَّارِ؟ قالَ: فَيَكْشِفُ الحِجابَ، فَما أُعْطُوا شيئًا أحَبَّ إليهِم مِنَ النَّظَرِ إلى رَبِّهِمْ عزَّ وجلَّ. وفي رواية: وزادَ ثُمَّ تَلا هذِه الآيَةَ: “لِلَّذِينَ أحْسَنُوا الحُسْنَى وزِيادَةٌ” (يونس: 26).
توفي صهيب الرومي في المدينة المنورة، وكان يناهز من العمر ثمانية وثلاثين، ومر بالكثير من الصعاب في رحلته، ولكنه كان ذكيًا خفيف الظل ومحبوبًا، كما سخره الله تعالى لنصرة الإسلام.