معلومات عن توزيع العقيقة

معلومات عن توزيع العقيقة

معلومات عن توزيع العقيقة تتضمن حُكمها ووقت إخراجها وكل ما تشكله من أحكام، حيث إنها من الأمور التي شرعها الإسلام؛ وفقًا لبعض الشروط الخاصة، وقد اختلف العُلماء في كيفية توزيع العقيقة ونسبتها.. الأمر الذي يلزم بيانه لمعرفة الرأي الصائب فيها، ويُمكنك التعرف عليه من خلال موقع سوبر بابا.

معلومات عن توزيع العقيقة

تُعتبر العقيقة هي ما يُذبح عن المولود بعد ولادته بسبعة أيام؛ وهي من السنن المؤكدة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بدليل فعله وأصحابه، وتختلف العقيقة باختلاف نوع المولود، وترجع الحكمة من مشروعيتها هي حمد الله وشكره على النعم التي وهبنا إياها.

يُمكن أن تكون العقيقة في أشكال مُتعددة، لذا من خلال الاطلاع على معلومات عن توزيع العقيقة يُمكننا بيّان كُل ما يشملها من أحكام.

١- توزيع العقيقة عند الحنابلة والحنفية

  • يرون أن توزيع العقيقة أمرًا مُستحبًا.
  • يُشترط توزيعها إلى ثلاثة أقسام، مثلها مثل الأضحية، ويتم توزيع ثُلثها لأهل بيته، والثاني إلى الأقارب والجيران والأصدقاء، والثالث للفُقراء والمساكين.
  • يستدلون على قولهم قياسًا بتوزيع الأضحية، بما جاء في قوله تعالى: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ”.

٢- توزيع العقيقة عند الشافعية

  • الواجب في تقسيم العقيقة إلى نصفين أولهما لصاحب العقيقة والثاني للفُقراء والمحتاجين.
  • يستدلون على ذلك بقوله تعالى: “فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ” (سورة الحج: 128)

٣- توزيع لحم العقيقة عند المالكية

  • لم يوجبوا في تقسيم العقيقة توزيعًا مُعينًا.
  • استحباب الجمع بين توزيع العقيقة على أصناف ثلاثة دون الإلزام، وهُم: أهل البيت، الأقارب، الفُقراء.
  • كان دليلهم في هذا: قوله تعالى: “فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ” (سورة الحج: 128)، وقوله تعالى: “فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ” (سورة الحج: 36)، حيث لم يُحدد القُرآن توزيعًا مُعينًا في توزيع الأضحية فقاسوا العقيقة بُناءً عليها.

اقرأ أيضًا: كيفية حساب الثمن في الميراث وطرق توزيعها

حكم توزيع لحم العقيقة نيئًا

لا يوجد دليلًا يمنع توزيع العقيقة نيئة، فأجاز ذلك الكثير من العلماء، إلا أن الجمهور يرون في ذلك الكراهة.

ما هو أفضل وقت للعقيقة؟

شُرعت العقيقة في السُنة النبوية؛ لذا كان لا بُد من الرجوع إليها لمعرفة الوقت المُستحب لإقامتها، فهي من أهم المعلومات عن توزيع العقيقة، وقد شُرعت في سابع يوم بعد الولادة؛

يُعد هذا الرأي الراجح بين العُلماء لفعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذلك، لحديث السيدة عائشة رضي الله عنها: “عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين يوم السابع”.

كما يُجزئ فيها قبل مرور السبعة أيام؛ ولا ضير من تأخيرها بعدها ويُستحب في ذلك أن تكون في اليوم الرابع عشر أو الواحد والعشرين بعد الولادة.

لم يقتصر وقت العقيقة في اليوم فقط؛ بل اختلف العُلماء في ذبحها نهارًا أم ليلًا.. فذهب البعض إلى جواز الذبح ليلًا إلا أن رأى الأكثرية من العُلماء بعدم جواز ذلك.

الدليل على مشروعية العقيقة

اختلف العُلماء في حُكم العقيقة بين مُستحب وفرض وسُنة مؤكدة، واجتمعوا على أنها سُنة مؤكدة مُستدلين بذلك على عدم وجود أي دليل يوجبها.. وأنه سُنة بفعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- لها، فقد وردت إلينا الكثير من الأحاديث التي تتضمن معلومات عن توزيع العقيقة والوقت المشروع لإخراجها.

  • روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: (أن الرسول صلى الله عليه وسلم عقَّ عن الحسن والحسين كبشين كبشين) رواه النسائي وهو صحيح كما قال الألباني.
  • ورد في حديث سمرة -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى) رواه أبو داود والنسائي.
  • روي عن سلمان بن عامر الضبي قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (مع الغلام عقيقة فأريقوا عنه دماً وأميطوا عنه الأذى) رواه البخاري.
  • حديث أم كرز الكعبية -رضي الله عنها- قالت: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة) رواه أحمد وأبو داوود والبيهقي وصححه الحاكم.

اقرأ أيضًا: فوائد فعل الخير في الإسلام

الحكمة من مشروعية توزيع العقيقة

شرع الله لنا الكثير من الأحكام الدينية لحكمة منه؛ قد يكون بعضها بيّن لنا والبعض الآخر في علم الغيب لا يعلمه إلا الله، وقد بيّنت لنا المعلومات عن توزيع العقيقة الغرض منها.

  • إن الرزق بالولد من أعظم النعم التي يهبها الله الإنسان، قال تعالى: “الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا” (سورة الكهف: 46)، ويُصيب الإنسان الكثير من الفرح والسرور حال إنجاب الولد فحرى به أن يحتفل بذلك شاكرًا أنعم الله عليه؛ لذا شُرعت العقيقة.
  • توزيع العقيقة أحد أنواع التكافل التي شرعها الإسلام؛ فيلزم في العقيقة إطعام الفُقراء والأقارب من الذبيحة، الأمر الذي يُسهم في نشر المحبة والتعاون بين الناس، والحد من الصعوبات التي يُعانيها المحتاجين.
  • كما تقي الطفل من تسلط الجن والشياطين عليه؛ فتكون بمثابة فدية له.

ما يشترط في العقيقة؟

هُناك بعض الأمور اللازمة التي يجب معرفتها عند إخراج العقيقة؛ حيث إن هُناك بعض الشروط المُقيدة والتي تحمل قياسًا على ذبيحة الأضحية.

  • لا بُد من أن تكون الذبيحة سليمة وخالية من العيوب.
  • يجوز إخراجها من الإبل والبقر والغنم فقط وما غيرها فلا يجوز، وهُناك بعض الآراء التي لا تُجزئ أن تكون العقيقة من الغنم.
  • أقل مقدار لها شاة من الغنم، أو سبع من البقرة.

اقرأ أيضًا: آداب تناول الطعام في الإسلام

أحكام متعلقة بإخراج العقيقة

يجب أن تتضمن معلومات عن توزيع العقيقة بعض الأخطاء التي يقع فيها الكثيرين سهوًا؛ دون معرفة حُكمها، فهُناك العديد من الأمور المُتعلقة بها والتي يجب أن يتطلع عليها كُل فرد مُقبل على ذبح العقيقة.

  • يُسن عدم كسر العظام الخاصة بذبيحة العقيقة.
  • إذا لم يعق الوالد عن ابنه لعدم القُدرة على ذلك؛ فتسقط عنه في الكبر.
  • أمّا إذا كان السبب في ذلك تهاونًا، فللأبن أن يعق عن نفسه في الكبر.
  • جواز توزيع العقيقة على الكُفار في حالة عدم إلحاق الضرر بالمُسلمين، لقوله تعالى: “لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ” (الممتحنة: 8).
  • إذا مات الجنين قبل ولادته ففي تلك الحالة يُنظر إلى عُمر الجنين، فإذا كان دون الشهر الخامس أي لم تُنفخ فيه الروح فلا عقيقة لها، أما إذا تجاوز الشهر الخامس فيجوز تسميته وإخراج العقيقة عنه.
  • تُجزئ العقيقة بعد اليوم السابع من الولادة؛ إلا أنه لا يُستحب ذلك لأن فيه مُخالفة لسنة النبي.
  • اختلف العُلماء في حُكم توزيع العقيقة كاملة دون الانتفاع منها، إلا أن الراجح في هذا الأمر عدم جواز ذلك، فالواجب فيها أن يأكل منها صاحب العقيقة.

سمح الإسلام بالاحتفال بالمولود؛ وفق شروط مُعينة، ويتمثل ذلك في إقامة العقيقة وإطعام الناس منها.. لذا يجب الحرص على اتباع السُنة في ذلك وترك الخُرافات التي يتبعها البعض إثر الولادة.