معلومات عن سدرة المنتهى وأين تقع

معلومات عن سدرة المنتهى وأين تقع

ماذا تعرف عن سدرة المنتهى وأين تقع؟ ولم سميت بهذا؟ هي من الألفاظ الواردة في القرآن الكريم في وصف رحلة الإسراء والمعراج، فما هي شجرة سدرة المنتهى؟ فقد جاء إلينا في الكثير من الأحاديث وصفها، واختلف العلماء في بعض من الأمور المتعلقة بها، لذا جاء موقع سوبر بابا ليُبين كُل ما يتعلق بها.

معلومات عن سدرة المنتهى وأين تقع

من حكمة الله ورحمته بنبيه أن منّ عليه برحلة الإسراء والمعراج، فبعد أن أسرى إلى بيت المقدس، صعد به جبريل عليه السلام إلى السماء، وقد جاءت الرحلة بعد وفاة السيدة خديجة وعمه أبو طالب في نفس العام.

مما أحزن النبيّ كثيرًا، فكانت مواساة له.. مرّ الرسول بالكثير من الأحداث خلالها، ثُم تناقلها بين أصحابه حتى وصلت إلينا، وقد رأى في رحلته سدرة المنتهى، قال تعالى: “وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى” (سورة النجم: 13، 14، 15)، فما هي أبرز المعلومات عن سدرة المنتهى وأين تقع؟

تُعرف سدرة المنتهى بأنها شجرة النبق وهي أحد الأشجار الموجودة في السماء التي رآها الرسول في رحلة الإسراء والمعراج، فذكر أنها من الحُسن بما لا يُمكن أن يخطر على عقل بشر، فهي من الأشجار العظيمة في الجنة التي وقف عندها النبي.

فهي شجرة تُماثل شجرة السدر في عدة أوجه وتُخالفها في أخرى، حيث إن أوراقها سميكة وليست رقيقه كأوراق السدر، إلا أنها كبيرة الحجم وتُشبه آذان الفيلة، كما تختلف معها في ثمارها فلا تُعد صغيرة الحجم مثلها.

فأين تقع سدرة المنتهى؟ اختلف العلماء في تحديد موقع سدرة المنتهى؛ بسبب اختلاف الروايات في نقل الأحاديث، وتباينت الأقوال فيما بين السماء السادسة والسابعة، وأقوال أخرى تقول إنها تقع بعد السماء السابعة.. وقد رأى الإمام النووي أنها تقع في السماء السادسة وتصل أغصانها إلى السماء السابعة فما فوقها.

اقرأ أيضًا: الشجرة المباركة في طور سيناء

لماذا سميت سدرة المنتهى؟

جاء لفظ سدرة المنتهى في القُرآن الكريم والأحاديث في عدة مواضع سواء بنفس الصيغة أو الاكتفاء بلفظ السدر وإتيان ما يدل عليها في الآية أو الحديث، ويُعد سبب تسميتها أحد المعلومات عن سدرة المنتهى التي اختلف العلماء في تفسيرها على أقوال كثيرة.

  • يرى قتادة أن تسميتها راجعة إلى انتهاء أرواح المؤمنين إليها.
  • يرى ابن مسعود -رضي الله عنه- أن لفظ المنتهى جاء ليدل على انتهاء كُل شيء إليها سواء كان صاعدًا من أسفلها، أم هابطًا من أعلاها.
  • ورد عن كعب أن سدرة المنتهى سميت بذلك لأن الأنبياء والملائكة ينتهون إليها ويقفون عندها، كما قال فيها إن علم الخلائق ينتهي عندها.
  • مما قاله الضحاك عنها إن مردّ الأعمال يكون إليها، فتنتهي عندها وتؤخذ منها.
  • قال الربيع بن أنس: إن أرواح الشهداء تنتهي إليها.
  • قال ابن عباس في تفسير اسمها: إن علم الأنبياء ينتهي عندها، وما بعدها لا يعزب عنه مثقال ذرة فيبقى في علم الغيب لا يعلمه أحد إلا الله.
  • اتفق سيدنا عليّ بن أبي طالب، والربيع بن أنس -رضي الله عنهما- أنها لُقبت بالمنتهى، حيث ينتهي إليها كافة الذين يتبعون منهاج الرسول وسُنته.

اقرأ أيضًا: أين تقع صحراء لوط في الخريطة

سدرة المنتهى في القرآن الكريم

جاء لفظ سدرة المنتهى في القرآن الكريم في موضع واحد في سورة النجم، قال تعالى: “عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى” (سورة النجم: 14)، وجاء في مواضع أخرى ولكن اكتفى الله في ذكرها بلفظ السِدر.

كما قال -تعالى-: “فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ” (سورة سبأ: 16)، وقال -عز وجلّ-: “فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ” (سورة الواقعة: 28).

وصف سدرة المنتهى في السنة النبوية

أغلب المعلومات عن سدرة المنتهى جاءت من أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- في وصفها، حيث وردت الكثير من الأحاديث المختصة بذلك، فقد رآها النبي في رحلة الإسراء والمعراج، ووصف لنا حسنها، ففيها ما لا عينٌ رأت فهي أعظم من أن يصفها بشر، كما ذَكر لنا أين تقع سدرة المنتهى.

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- في وصف ما ذكره الرسول في رحلة الإسراء والمعراج: “ثم عرج إلى السماء السابعة، فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم، قيل: وقد بُعِث إليه؟ قال: قد بُعِث إليه، ففُتِح لنا…

فإذا أنا بإبراهيم عليه السلام، مُسندًا ظهره إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه، ثُم ذُهِب بي إلى سِدرة المُنتهى، وإذا ورقها كآذان الفِيلة، وإذا ثمرها كالقِلال، قال: فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت، فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها(رواه البخاري).

يُبيّن لنا الحديث أن الرسول لما صعد إلى السماء مع جبريل لقي سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ثُم اتّجها إلى سدرة المُنتهى فوصفها لنا، كما جاءت أحاديث أخرى تُبين لنّا وصفها.

  • روي عن مالك الأنصاري -رضي الله عنه- أن الرسول قال: “رُفِعَت لي سِدْرَة المُنتَهى فَإذا نَبِقُهَا كَأنه قِلَالُ هَجَرَ وورقُهَا كَأنه آذَان الْفُيُولِ في أَصلها أَربعة أَنهار نهرانِ باطِنَانِ ونهرانِ ظَاهِرانِ فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ: أَما الباطِنَانِ فَفي الْجنَة وَأَما الظاهرانِ النيلُ والْفُرَات” (رواه البخاري).
  • عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في وصف سدرة المنتهى: “ثم انطلق بي جبريل حتى نأتي سدرة المُنتهى، فغشيها ألوان لا أدري ما هي، قال: ثم أُدخلتُ الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك” (رواه مسلم).
  • روي عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: “لما أُسري برسول الله صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم انتُهي به إلى سدرة المنتهى، وهي في السماء السادسة إليها ينتهي ما يُعرج به من الأرض، فيُقبَض منها وإليها ينتهي ما يُهبَط به من السماء فيُقبَض منها، قال: إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى”، قال: فَرَاش من ذهب” (رواه مسلم).

اقرأ أيضًأ: أين يقع السد يأجوج ومأجوج

الأنهار التي تنبع من سدرة المنتهى

عن مالك الأنصاري -رضي الله عنه- عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “… في أَصلها أَربعة أَنهار نهرانِ باطِنَانِ ونهرانِ ظَاهِرانِ فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ: أَما الباطِنَانِ فَفي الْجنَة وَأَما الظاهرانِ النيلُ والْفُرَات”، فما معنى ذلك؟

حرص الرسول على ذكر كافة المعلومات عن سدرة المنتهى في الأحاديث، فورد أن أصل الشجرة تنبع منه أربعة أنهار، نهران في الجنة، والآخران في الأرض هُما: النيل والفرات، واختلف العلماء في شرح هذا الحديث.. فيأخذ بعضهم بظاهر الحديث فيقول إنها من الأمور المعقولة فالله تعالى قادر على كُل شيء.

يرى العياض في شرح الحديث: أن المقصود بأن أصل النيل والفرات منها يدل على منزلتهما العظيمة وأهميتهما، فشبهها بأنهار الجنة وليس المقصود بها الظاهر، كما قال الألباني إن المعنى طالما اختلف فيه فالأولى تركه لعلم الغيب والتسليم بما أخبر به الرسول.

من نِعم الله علينا أن بيّن لنا بعض من أحوال المؤمنين في الآخرة وما أعده الله إلينا من نعيم؛ حتى نحرص على الالتزام بما أمرنا به الله ورسوله فيكون مآلنا الجنة ونعيمها.