المعلومات عن قصة جبل عرفات لا تنتهي، فهو جبل ذو فضل كبير، لا يُمكن نُكرانه، وأهميته للمسلمين تكمن في كونه الجبل الذي يقفون عليه مُلبيين نداء الله سبحانه وتعالى لحج بيته الحرام، وعبر موقع سوبر بابا نُعرفك على قصته وسبب تسميته بهذا الاسم.
معلومات عن قصة جبل عرفات
وردت الكثير من القصص عن جبل عرفات، وسبب تسميته بهذا الاسم.
1- مُلتقى آدم وحواء
من آراء بعض العلماء عن تسمية جبل عرفات بهذا الاسم هو التقاء آدم وحواء عليهما السلام عليه، بعد أن جعلهم الله يهبطون في الأرض، هبط كلٌ منهما في مكان مختلف عن الآخر فهبط آدم عليه السلام في سرنديب وهبطت حواء في جدة.
فبحث آدم عليه السلام عن حواء إلي أن اجتمعا في المشعر وتقربت إليه حواء وازدلفت فسميت هذه المنطقة بالمزدلفة، بعدها تعارفا على جبل عرفات لذلك سميّ الجبل بهذا الاسم.
2- مكان الاعتراف بالذنوب
أورد ياقوت الحموي في كتاب معجم البلدان أن جبل عرفات سمي بهذا الاسم نسبةً لاعتراف الحجاج عليه بذنوبهم وخطاياهم.
3- قصة جبريل وسيدنا إبراهيم
في الرواية الرابعة والأخيرة أن جبريل عليه السلام نزل على جبل عرفات ليعلم إبراهيم عليه السلام، فقد كان إبراهيم يتعرف على مناسك الحج بجميع خطواتها وعندما وصلا إلى موضع عرفة سأله جبريل عليه السلام عرفت؟ أي هل عرفت مناسك الحج، فأجابه إبراهيم عليه السلام نعم عرفت مكررًا إياها، لذلك سمي بجبل عرفات.
4- مكان للتعارف
الجبل مكان يتعارف فيه الناس عند اجتماعهم بأداء فريضة الحج، وورد أيضا فيه أن معنى التعارف أو التعرف يتحقق عليه، وهو تعاف العباد على بعضهم من مختلف أنحاء العالم.
لكن بعض العلماء نفوا أن تكون هذه سبب التسمية ففي وقت الحجاج يكون في منى أطول من المدة التي يقيم فيه الحجاج علي جبل عرفات، فيمكن أن يسهل عليهم التعارف بها أكثر من جبل عرفات.
اقرأ أيضًا: معلومات عن سفينة نوح
يوم عرفة
يوم عرفة يوم عظيم لأن الله أقسم به في القرآن الكريم في قوله تعالى: “وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ” (البروج / 3) وفي توضيح الآية قال رسول الله صلي الله عليه وسلم “لشَّاهِدُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَالْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ“.
في يوم عرفات يُقال عليه أنه يوم أكمل لأن الله أكمل لنا ديننا فيه، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:
“أنَّ رَجُلًا، مِنَ اليَهُودِ قالَ له: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، آيَةٌ في كِتَابِكُمْ تَقْرَؤُونَهَا، لو عَلَيْنَا مَعْشَرَ اليَهُودِ نَزَلَتْ، لَاتَّخَذْنَا ذلكَ اليومَ عِيدًا. قالَ: أيُّ آيَةٍ؟ قالَ: {اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] قالَ عُمَرُ: قدْ عَرَفْنَا ذلكَ اليَومَ، والمَكانَ الذي نَزَلَتْ فيه علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو قَائِمٌ بعَرَفَةَ يَومَ جُمُعَةٍ”.
سبب صعود جبل عرفة
سبب صعود جبل عرفات أنه يقع في الطريق بين مكة والطائف، حيث يبعد عن مكة 22 كيلو متر تقريبًا، وعن منى يبعد حوالي 10 كيلو متر، وعن مزدلفة 6 كيلو متر، والوقوف بعرفة أفضل وأعظم مناسك الحج.
يبدأ الوقوف على جبل عرفة من بعد صلاة ظهر اليوم التاسع من ذي الحجة وحتى فجر يوم النحر، وعرفة كلها موقف إلا بطن عُرَنَة، ومن أسمائه وجبل النابت، جبل الرحمة، وجبل القرين، وشعيرة الوقوف بعرفة هي شعيرة الحج الوحيدة التي يؤديها الحجاج خارج حدود الحرم.
عندما يقف الحجاج ليؤدوا ركن الحج الأكبر على صعيد عرفة يظهر أمامهم مسجد نمرة، ونمرة جبل نزل به النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة في خيمة ثم خطب في وادي عرنة بعد زوال الشمس، وصلى الظهر والعصر قصرًا، وانصرف منها إلى مزدلفة بعد غروب الشمس.
اقرأ أيضًا: معلومات عن النجم الطارق
حكم صعود جبل عرفة
ورد أن صعود جبل عرفات يعد من الأخطاء التي ترتكب يوم عرفة بأن يصعد الحجاج جبل الرحمة ويشقون على أنفسهم، فيما أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالوقوف على عرفة وليس صعوده حين قال “نَحَرْتُ هَاهُنَا، وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ، فَانْحَرُوا في رِحَالِكُمْ، وَوَقَفْتُ هَاهُنَا، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وَوَقَفْتُ هَاهُنَا، وَجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ” صحيح مسلم.
لم يرد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه حث على صعود جبل عرفات الذي اشتهر عند الناس باسم جبل الرحمة، ولم يكن من هديه صعود هذا الجبل في حجه ولا اتخذه منسكًا، وقد قال: “خذوا عني مناسككم”، والخلفاء الراشدون وسائر الصحابة ومن تبعهم ساروا على هذا النهج على أنه حكم من الرسول فلم يكن من عادتهم الصعود على هذا الجبل في حجهم ولم يتخذوه منسكًا لهم.
متى يبدأ الوقوف بعرفة؟
يبدأ الوقوف بعرفة من فجر اليوم التاسع من ذي الحجة حتى طلوع فجر يوم العاشر من ذي الحجة والذي يُسمى بيوم النحر، وهذا هو يوم العيد ويوم انتهاء الحجاج وقوفهم على عرفات.
اقرأ أيضًا: أين يقع السد يأجوج ومأجوج
فضائل يوم عرفات
فضائل هذا اليوم كثيرة لا حصر لها، وهي التي تجعل من المسلمين يهتمون به.
- يوم عرفة هو أحد أيام أشهر الحج، وأشهر الحج هي شوال، وذو القعدة، وذو الحجة، ويم عرفة هو أحد الأيام المعلومات التي أَشَهد الله عليها في كتابه، قال تعالي “ليَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ” (الحج / )28
- أقسم الله بيوم عرفة الذي يعد أحد الليال العشر، في قوله تعالي“وَلَيَالٍ عَشْرٍ” (الفجر/ 2)
- يوم عرفة هو يوم المغفرة وعتق رقاب المسلمين من النار، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: “ما من يومٍ أكثرُ من أن يعتِقَ اللهُ فيه عبيدًا من النَّارِ من يومِ عرفةَ، وأنه لَيدنو، ثم يباهي بهم الملائكةَ فيقول: ما أراد هؤلاءِ؟ اشهَدوا ملائكتي أني قد غفرتُ لهم“.
- تنزل فيه الرحمات، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: “ ما رُؤِيَ الشيطانُ يومًا؛ هو فيه أَصْغَرُ، ولا أَدْحَرُ، ولا أَحْقَرُ، ولا أَغْيَظُ منه يومَ عرفةَ، وما ذاك إلا لِمَا يَرَى من تَنَزُّلِ الرحمةِ وتَجَاوُزِ اللهِ – تعالى – عن الذنوبِ العِظَامِ؛ إلا ما كان من يومِ بَدْرٍ “، فقيل: وما رَأَى من يومِ بَدْرٍ؟ فقال: إنه قد رَأَى جبريلَ وهو يَزَعُ الملائكة“.
- ويوم عرفة هو أحد أيام الأشهر الحرم، ففي قوله تعالى: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ“.
- لعرفات فضل عظيم فإن صيامه يكفر ذنوب سنتين كاملة، عندما رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضل صيام يوم عرفة قال: “صيامُ يومِ عَرفةَ إنّي أحْتسبُ على اللهِ أن يُكفّرَ السنَةَ التي بعدهُ، والسنةَ التي قبلهُ“ رواه مسلم.
يهبنا الله فرصًا كثيرة لتكفير الذنوب، لأنه يكرمنا ويرضى علينا وفضائل كثيرة لا حصر لها، ومن هذه الأيام هو يوم عرفة، وعرفنا معلومات عن قصة جبل عرفات وفضائل يوم عرفات.