معلومات لا تعرفها عن وسواس الموت توقظ انتباه الكثير ممن يتعرضون لهذا الوسواس دون دراية منهم، من أجل معرفة خباياه وأسراره، ومن ثم معرفة كيفية علاجه والتخلص منه، ذلك أن الوسواس اضطراب نفسي يصيب بعض الناس، ويثير قلقهم وخوفهم من بعض الأمور، ونوافيكم ببيان كل ما يتعلق بوسواس الموت من خلال موقع سوبر بابا.
معلومات لا تعرفها عن وسواس الموت
لا يأمن الشخص تعرضه لأحد الاضطرابات النفسية، الأمر الذي يقلق الكثير لاسيما إن أصاب أحد الأطفال، فيصاب الوالدين بالقلق والذعر الشديد حيال طفلهم، إلا أن لكل داء دواء، فتلك الاضطرابات أصبح بالإمكان مداواتها والتخلص منها.
يعرف علماء النفس وسواس الموت بأنه: ” القلق غير الطبيعي والفزع والخوف الشديدين من فكرة الموت، أو من طريقة الموت والاحتضار نفسها، مما قد يؤثر على حياة الشخص، ويصاب بنوع من العزلة والخوف والاكتئاب.”
في ضوء بيان معلومات لا تعرفها عن وسواس الموت نذكر أهم أسباب هذا الاضطراب فيما يلي:
- التعرض للصدمات: فقد تحدث مشكلة نفسية خاصةً للأطفال عند تعرضهم لفقد شخص عزيز، فيصاب بوسواس الموت.
- الخوف من فقدان السيطرة: فهناك من يعاني بحب السيطرة والإمساك بزمام الأمور، ولأن الموت أمر خارج عن إرادتنا، فيصاب هؤلاء الأشخاص بالزر والخوف من الموت.
- العمر: فكلما تقدم الإنسان في العمر زادت احتمالية موته، ووفقًا للدراسات، فإن أغلب كبار السن يهابون الاحتضار، بينما الأشخاص الأقل سنًا يهابون الموت ذاته.
- الخوف من المجهول: ذلك أن ما بعد الموت مجهول، والفضول والرغبة في المعرفة شيء آكِدٌ كثير من حولنا، لذلك قد يخاف الشخص من كل شيء لا يفهمه.
- الخوف من الألم: فمن أسباب وسواس الموت خوف الشخص من الألم الذي يتبع الموت.
- اضطراب قلق المرض: فبعض الأشخاص تخشى على نفسها الإصابة بأي مرض، فحتى لو تعرضت لوعكة طفيفة تصاب بالذعر والخوف الشديد، ناهيك عن فكرة الموت.
- اضطرابات الهلع: فأثناء حدوث نوبة هلع للشخص، يفقد السيطرة على نفسه، ويصاب بالعديد من الاضطرابات من بينها وسواس الخوف من الموت.
- الإصابة بمشكلات صحية: عندما يعاني الإنسان من بعض المشاكل الصحية، فإنه قد يصاحبه الشعور بقرب الموت، ومن ثم يقلق ويخاف من الموت.
يظن المتمعن في تلك الأسباب أن تلك المشاعر طبيعية تحدث لجميع الناس، فقد يشعر الشخص بالخوف والحزن والقلق من الموت عند فقد عزيز إلا أن المشكلة تكمن في سيطرة تلك المشاعر وتحولها لهواجس وهالة سوداء تحيط بالشخص، وتسيطر على حياته بشكل كامل.
اقرأ أيضًا: ثلاث علامات يرسلها الله قبل الموت
أعراض وسواس الموت
توجد العديد من الأعراض التي تُدلل على وجود تلك الاضطرابات النفسية، نبينها استكمالًا لسرد معلومات لا تعرفها عن وسواس الموت.
- الإكثار من التردد على الطبيب دون داع.
- الهبّات السّاخنة Hot Flashes)): وهي الشعور بالحرارة الشديدة، والتعرق، واحمرار الوجه والرقبة، زيادة الوزن، الشعور بالاكتئاب والتقلبات المزاجية.
- خفقان القلب، وعدم انتظام نبضاته.
- الشعور بألم في عضلة القلب والصدر.
- الصداع.
- الاكتئاب والقلق.
- عدم القدرة على الاسترخاء.
- التعرق بشكل مبالغ فيه.
- ألم شديد في الجسم يشبه الوخز
- تخيل مواقف مختلفة يموت فيها هذا الشخص والرهبة والخوف من هذا الأمر.
- أن يكون خوفه من الموت أكبر من الطبيعي، وظاهر أمام من حوله.
- الرجفة، والإحساس بالدوخة والإغماء.
- الأرق وفقدان الشهية.
- عدم السيطرة على النفس.
- كثرة الإحساس بضيق التنفس بلا سبب.
كيفية التخلص من وسواس الموت
توجد العديد من النصائح والإرشادات من أجل مواجهة هذا الوسواس، يجدر بنا الإشارة إليها في ظل الحديث عن معلومات لا تعرفها عن وسواس الموت.
- احترام الذات وتقديرها: من خلال الانخراط في المجتمع، والعلم أن الموت آتٍ لا محاله، فاجل دومًا هدفك أن تترك ذكرى طيبة وأثرًا يذكر من بعدك.
- تقبل فكرة الموت: فعندما تتقبل الموت وتتعايش معه أنه قد يأتيك في أي لحظة، فإن هذا يهدئ حدة القلق بداخلك، وتتبلّد مشاعر الرهبة والذعر من الموت.
- قلب المخاوف إلى آمال ورغبات: فبدل أن تُكثر مشاعر الخوف بداخلك، وتعظم فكرة أن الحياة ولادة وموت، اشغل نفسك بما حققته، وما تتمنى تحقيقه.
- التمسّك بمفاهيم دينية روحية: فلا شك أن القرب من الله والإيمان بالقضاء والقدر أحد وسائل الحد من تلك المخاوف والتغلب عليها، كما أن التفكير في الجنة والجزاء له أثر كبير في هذا الأمر.
- التخلص من الندم: فقد تكون تلك المخاوف وليدة أمور ندم عليها الشخص، فبدلًا من التفكير في ذلك، أصلح ما يمكن إصلاحه من تلك الأمور الفائتة.
- طلب المساعدة من مختص عن الضرورة: فإذا زاد الأمر بشكل مبالغ فيه لا مانع من الاستعانة بطبيب نفسي من أجل المساعدة في القضاء على تلك المخاوف.
اقرأ أيضًا: الموت الإكلينيكي والدماغي في الإسلام
علاج وسواس الموت
استكمالًا لبيان أهم معلومات لا تعرفها عن وسواس الموت نذكر العديد من وسائل العلاج لوسواس الخوف من الموت.
أولًا: العلاج النفسي
ذلك من خلال اللجوء إلى طبيب مختص، والتحدث معه عن كافة المخاوف والمشاعر التي تحيط به فيما يخص الموت، ومن ثم يحدد الطبيب السبب الرئيسي وراء تلك الاضطرابات، وبالتالي يضع الاستراتيجيات والحلول المناسبة مع الحالة.
علاوة على ذلك، فإن مجرد الحديث وتفريغ الشخص عن جميع مخاوفه بدلًا من كبتها يؤثر بشكل إيجابي في التقليل منها.
ثانيًا: العلاج السلوكي
ذلك من خلال مساعدة المحيطين بالشخص له، ومحاولة تغير سلوكه بلطف، وتبديله بسلوكيات جديدة، والوصول به إلى السكينة والهدوء حتى تزول عنه الرهبة من الموت تمامًا.
ثالثًا: العلاج الدوائي
يكون ذلك بعد تشخيص الطبيب النفسي لحالة المريض، فإن ظهرت عليه أعراض مثل اضطراب القلق أو اضطراب ما بعد الصدمة، فإنه يقدم له روشتة علاج مضاد للقلق، وتكون أكثر فاعليه بالإضافة إلى الجلسات النفسية.
ذلك أن الادوية وحدها لا تقلق حدة تلك الاضطرابات بل لا بد للشخص من تفريغ تلك المشاعر بالتحدث عنها.
رابعًا: العلاج بالاسترخاء
يكون ذلك في إطار الرعاية الذاتية، التي لها عامل كبير في الحصول على الصحة العقلية، وتوجد العديد من الطرق من أجل تحقيق الرعاية الذاتية وهي:
- الاهتمام بتناول الطعام الصحي، والحصول على التغذية السليمة.
- ممارسة الرياضة.
- النوم الجيد.
- الابتعاد عن الكافيين والكحول.
- المداومة على تمارين التنفس العميق.
- جلسات التأمل.
اقرأ أيضًا: أمت آكلة الموتى
تحليل علماء النفس لوسواس الخوف من الموت
قدّم كثير من علماء النفس العديد من النظريات التي تفسر حدوث وسواس الخوف من الموت.
- نظريةُ تمبلر: وتسمى بنظرية العاملين، ومفادها أن الخوف الذي يحدث للشخص مرتبط بعاملين هما: خبرات الحياة، والتي تحدد قوة الوسواس وترتبط بالصحة الجسدية، وكذلك الحالة العامة للصحة النفسية، حيث إن الفرد يزيد تعرضه لوسواس الموت كلما كان غير متزن نفسيًا.
- نظريةُ ليفتون: والذي تقول إن فكرة الاستمرارية هي التي تحفز الشخص نحو مواجهة الخوف من الموت، وتجعله أكثر وعيًا وإدراكًا.
- بينما ذهب العالم فرويد: إلى القول بأن أفعال الشخص مرهونة بالغرائز التي تتعلق بأحد أمرين: غرائز الحياة كالجوع والعطش، وغرائز الموت، وأنه من الطبيعي أن يظل الإنسان في صراع بين هاتين الغريزتين، كما أنه يرى أن هدف الحياة هو الموت.
- نظريَّةُ المدرسةِ الإنسانيّةِ: ومفادها أن على الإنسان أن يتقبل فكرة الموت وأنه ما يعطى للحياة معناها، وأنه يجب عليه أن يهتم في حياته وستغلها أحسن استغلال، ويكف عن ضياعها في التفكير المستمر في الموت فيترك أثرًا في الحياة بعد وفاته.
- نظريةُ المدرسةِ السُلوكيَّةِ: يقول أصحاب تلك النظرية أن كل سلوك للإنسان إنما هو ناتج عن الظروف البيئية والتقلبات التي تعرض لها في حياته، ورؤية الموت على أنه حدث قوي أمر يمر به كل إنسان تعرض لفقد عزيز عليه، إلا أن حدة هذا الأمر وشدته تزداد من شخص لآخر، كلُ حسب شخصيته.
يتعرض الإنسان في حياته للكثير من الصدمات والأحداث التي تكون لدية مخاوف واضطرابات متنوعة، لكن على الشخص مقاومة تلك الاضطرابات وعدم الانصياع وراء هواجسه؛ لكي يأمن يتعرض للعديد من المشاكل النفسية.