المعلومات الأساسية حول سورة عبس
نبذة عن سورة عبس
يمكن تعريف سورة عبس كما يلي:
- سورة مكية تتواجد ضمن السور القرآنية.
- تُعرف أيضًا بسورة السفرة.
- نزلت بعد سورة النجم.
- أُنزِلت قبل سورة القدر.
- تتألف من مائة وثلاثة وثلاثين كلمة.
- تحتوي على خمسمائة حرف.
- تعد من السور المفصل.
أقسام سورة عبس وتفسيرها
تنقسم سورة عبس إلى ثلاثة أقسام رئيسية كما يلي:
- عتاب موجه للنبي -صلى الله عليه وسلم-، يتعلق بمدى حرصه على دعوة زعماء قريش، وإعراضه عن الصحابي ابن أم مكتوم عندما جاء إليه، مع توضيح أهمية القرآن الكريم. ويتعلق هذا القسم بالآيات (1-16).
- بيان كفر الإنسان وتنبيه له بأصله ووجوده، وذكر المصير الوحيد الذي ينتظره وهو الموت، وعدم أداءه لما أنعم الله به عليه. وهذا القسم يشمل الآيات (17-32).
- الحديث عن يوم القيامة، موضحًا ما سيحدث عند النفخ في الصور، وهروب الإنسان من شدة الهول، وما سيؤول إليه حال الجانبين: جزاء المتقين وعقاب الكافرين؛ وهو يتضمن الآيات (33-42).
تفسير سورة عبس
تفسير سورة عبس يتمحور حول النقاط التالية:
- قال الله -تعالى-: (عَبَسَ وَتَوَلَّى* أَن جَاءَهُ الْأَعْمَى* وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى* أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى* أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى* فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى* وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى* وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَى* وَهُوَ يَخْشَى* فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى* كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ* فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ* فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ* مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ* بِأَيْدِي سَفَرَةٍ* كِرَامٍ بَرَرَةٍ).
عندما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو بعض زعماء قريش أملاً في إسلامهم، جاء ابن أم مكتوم، الذي أسلم حديثًا، وطرح سؤالاً على النبي قاطعًا حديثه مع الآخرين. وقد عبس النبي في وجهه وأعرض عنه، فقال الله لنبيه أنه ليس له ما يدفعه للاعتقاد بأن ابن أم مكتوم لن يُقبل على الطهارة في نفسه. يؤكد ذلك أهمية ترك اهتمامه بالذين لا يسعون لله ووجوب التركيز على من يسعون بصدق.
- قال الله -تعالى-: (قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ* مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ* مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ* ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ* ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ* ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنشَرَهُ* كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ* فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ* أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا* ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا* فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا* وَعِنَبًا وَقَضْبًا* وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا* وَحَدَائِقَ غُلْبًا* وَفَاكِهَةً وَأَبًّا* مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ).
هنا، يُعبر عن قوة الله ودقة خلقه للإنسان ويتحدث عن الخيرات التي منحها الله له من خلال محاولة التفكير في أسبابه وما يقدمه له من محاصيل.
- قال الله -تعالى-: (فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ* يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ* وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ* لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ* وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ* ضَاحِكَةٌ مُّستَبْشِرَةٌ* وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ* تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ* أُولَـئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ).
هذا الجزء يتناول أحداث يوم القيامة، حيث يهرب الإنسان من أقربائه بسبب الفزع الشديد، ويظهر نوعان من الوجوه: وجوه مليئة بالنور والسعادة، وأخرى مظلمة تعكس قلوبهم الكافرة.
سبب نزول سورة عبس
نزلت سورة عبس استجابة لموقف الصحابي عبد الله بن أم مكتوم، الذي جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في وقت كان فيه النبي يدعو كبار كفار قريش كعتبة بن ربيعة وأبو جهل وابن خلف.
عندما بدأ ابن أم مكتوم يسأل النبي ويطلب العلم، لم يدرك أن النبي كان مشغولًا بأمر آخر، مما أحدث بعض الكراهية في وجه النبي. وقد نزلت هذه السورة بعد ذلك لتثبت مكانة ابن أم مكتوم، حتى أن النبي كان يرحب به لاحقًا ويتفقد احتياجاته، حيث استخلفه على المدينة المنورة مرتين.
أهداف سورة عبس
تتضمن سورة عبس عدة غايات ومعانٍ تتلخص في النقاط التالية:
- دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- للموازنة بين الناس.
- تكريم الله -تعالى- للمؤمنين وتقديرهم.
- إبراز مكانة الضعفاء من المؤمنين.
- الإشادة بعظمة القرآن الكريم.
- تشجيع التعليم لمن يرغب في تعلم القرآن.
- إيضاح تعنت الكافرين وعمق كفرهم.
- تأكيد عقيدة البعث والجزاء.