معلومات هامة حول فضائل سنن وفرائض أركان الوضوء السبعة

الوضوء يُعتبر أحد الفرائض الأساسية التي فرضها الله تعالى على المسلمين، كما يعد سنة رافقتنا عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. يأتي مصطلح “الوضوء” من معنى “الوضاءة”، الذي يشير إلى النظافة والمظهر الجمالي.

جاء ذكر الوضوء في القرآن الكريم من خلال أوصاف أفعاله وحركاته، حيث قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ” (صدق الله العظيم).

هنا، يأمرنا الله بالوضوء عند الصلاة، ويوجد عدة مواقف يتوجب على المسلم أن يكون فيها على وضوء، مثل الطواف وقراءة القرآن الكريم ومسك المصحف. نستعرض في هذه المقالة أهم المعلومات الدينية حول فضل سنن وفرائض أركان الوضوء السبعة.

معنى الوضوء

  • الوضوء في الأصل يشير إلى المعنى الجميل والمتألق، وكلمة “الوضوء” بفتح الواو تعني الماء المستخدم في الوضوء، بينما “الوضوء” بضم الواو تشير إلى المصدر. يختلف تعريف الوضوء وفقًا لآراء علماء الفقه.
  • بالنسبة للشافعية، يُعرف الوضوء بأنه استخدام الماء في أعضاء محددة كما وُرد في القرآن والسنة، مع نية الفعل.
  • أما الحنفية، فيعتبرون أن الوضوء هو عملية الغسل أو المسح بالماء على أماكن محددة من الجسم.
  • يشير المالكية إلى أن الوضوء هو تطهير أعضاء معينة من الجسم لإزالة الحدث.
  • وفي مذهب الحنابلة، يُعرف الوضوء بغسل وتطهير أجزاء من الجسم باستخدام الماء الطهور.

سنن الوضوء وفرائضه

تنقسم أعمال الوضوء إلى فرائض وسنن، ويجب الالتزام بهما جميعًا. فالفرائض هي ما بيّنه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، بينما السنن هي الممارسات التي سنها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

  • تبدأ الفرائض بنية الوضوء، التي يجب أن تكون في القلب، تليها غسل الوجه بالكامل بما في ذلك شعر الذقن والحواجب، ثم غسل اليدين مع تخلل الماء بين الأصابع حتى الكوع، ويُفضل أن يتم ذلك ثلاث مرات.
  • بعد ذلك، يمسح المرء رأسه مرة واحدة فقط، مع تمرير الماء على أجزاء من الشعر، ثم يغسل قدميه مع تخلل الماء بين الأصابع حتى الكعبين، ويفضل البدء باليمنى قبل اليسرى.
  • أما سنن الوضوء، فيجب أخذها بعين الاعتبار. إذا قام المسلم بها بالكامل، ينال الأجر والثواب، وإذا ترك شيء منها، فلا يفقد طهارته. تشمل هذه السنن بدء نية الوضوء بالبسملة، واستخدام السواك لتنظيف الأسنان، وغسل اليدين ثلاث مرات قبل البدء.
  • بعد ذلك، يجري مضمضة الفم ثلاث مرات والاستنشاق ثلاث مرات، ثم غسل الوجه ثلاث مرات، وغسل اليدين إلى المرفقين، ثم مسح الرأس والأذنين، وأخيرًا غسل القدمين إلى الكعبين.

أركان الوضوء السبعة بالترتيب

يجب على كل مسلم ومسلمة معرفة أركان الوضوء بالترتيب حتى تكون عبادته مقبولة بإذن الله. إليك أركان الوضوء بالترتيب:

  1. تبدأ أركان الوضوء بنية القلب، حيث ينوي الإنسان أن يتوضأ، وليس من الضروري أن ينطق بها لسانه.
  2. ثم غسل الوجه بالكامل، من منبت الشعر أعلى الجبين إلى أسفل الذقن، ومن الأذن إلى الأذن الأخرى، ويفضل أن يكون ذلك ثلاث مرات.
  3. غسل اليدين، حيث يبدأ الشخص بغسل كفيه وتخليل الماء بين الأصابع ثم غسل اليدين إلى المرفقين، مع تقديم اليمنى على اليسرى.
  4. مسح الرأس جزئيًا، ليس بأكمله، بل لمس الماء ببعض الشعر مرة واحدة.
  5. مسح الأذنين، ببل اليد بالماء ومسحهما من الداخل إلى الخارج مرة واحدة، مع تقديم الأذن اليمنى قبل اليسرى.
  6. مسح القدمين، يتطلب إدخال الماء بين أصابع القدم ومسح القدمين حتى الكعبين بدءًا باليمن.
  7. من الضروري الحفاظ على ترتيب الأركان، فلا يجوز تقديم شيء على الآخر لضمان قبول الوضوء.

نواقض الوضوء

هناك عدة أمور تؤدي إلى نقض الوضوء، ويتوجب على المسلم إعادة وضوئه قبل استئناف العبادات التي تتطلب الطهارة، وهي:

  • الحدث الأصغر، مثل خروج البول أو الغائط، مما يتطلب إعادة الوضوء.
  • الحدث الأكبر، كحالة الجنابة، حيث يجب الاغتسال أولًا ثم الوضوء.
  • إخراج الريح، الأمر الذي يتطلب إعادة الوضوء.
  • زوال العقل، مثل حالات الإغماء، النوم العميق، أو التسمم.
  • لمس الفرج دون حائل، بما في ذلك لمس الفرج للأطفال.
  • أكل لحم الإبل، حيث يُطلب الوضوء بعد تناول لحم الإبل أو جزء من كبده أو أمعائه.

عبادات تتطلب الوضوء:

توجد عبادات يجب على المسلم القيام بها بعد الوضوء:

  • لمس المصحف، حيث يجب أن يمسه المتطهرون فقط، ولا يجوز للمحدث لمسه بالرغم من إمكانية قراءته عن بعد.
  • الصلاة، لا تُقبل صلاة أي مسلم دون وضوء.
  • الطواف حول الكعبة، حيث يجب أن يكون المسلم حائزًا على الوضوء لأداء هذه العبادة.

فضل الوضوء على المسلم:

للوضوء فضل كبير كما ورد في العديد من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، منها:

  • فضل المغفرة؛ حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم إن من أحسن الوضوء، تُغفر خطاياه حتى تخرج من تحت أظافره.
  • دخول الجنة؛ حيث أخبر النبي أن الوضوء الكامل يستحق فتح ثمانية أبواب للجنة.
  • رفع الدرجات يوم القيامة؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم إن إسباغ الوضوء على المكاره يعجل بمغفرة الذنوب وزيادة الدرجات.
  • إنه من شروط الإيمان؛ إذ يُعد الوضوء شرطًا لصحة الإيمان.
  • يعزز الحماية من الملائكة؛ حيث قال النبي إن من يبيت طاهرًا تتعهد به الملائكة حتى يستيقظ.