معنى بسم الله الرحمن الرحيم

معنى بسم الله الرحمن الرحيم

معنى بسم الله الرحمن الرحيم يتجلى في فضلها، فإذا أراد أي مسلم ترديد آية من آيات القرآن الكريم فإنه يبدأ بالبسملة، وقد اشتملت على معانٍ كثيرة وعظيمة والتي يجب أن يحافظ عليها كل مسلم حريص على ترديد آيات الله، وذكره لها اقتداء برسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الصالحين، ونشرح لك فضلها عبر موقع سوبر بابا.

معنى بسم الله الرحمن الرحيم

معناها البدء باسم الله الأعلى قبل أي قول أو فعل مستعينًا بالله عز وجل، ففي القيام أو الجلوس أو المذاكرة أو أي فعل كان نبدأ باسم الله الرحمن الرحيم، ويتباين تفسير هذه البسملة.

أولًا: تفسير الميسر

سميت سورة البسملة بهذا الاسم؛ لأنه يفتتح بها القرآن الكريم، وتسمى أيضَا المثاني؛ لأنها تقرأ في كل ركعة.

  • (الله): نبدأ قراءة القرآن باسم الله مستعينين به وحده لا شريك له دون غيره، وهو أكثر أسماء الله تعالى خصوصية، ولا يُسمى به غيره سبحانه وتعالى.
  • (الرَّحْمَنِ): ذي الرحمة العامة المطلقة التي وسعت كل شيء.
  • (الرَّحِيمِ): بالمؤمنين، وهما اسمان من أسماء الله تعالى، يتضمنان إثبات صفة الرحمة لله تعالى كما يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه.

ثانيًا: المختصر في التفسير

باسم الله نبدأ بقراءة القرآن، مستعينًا به تعالى متبركًا بذكر اسمه وحده لا شريك له، وقد اشتملت البسملة على ثلاثة من أسماء الله الحسنى.

  • (الله): المعبود الحق، وهو أخص أسماء الله تعالى، ولا يسمى به غيره.
  • (الرَّحْمَن): ذو الرحمة الواسعة أي هو الرحمن بذاته.
  • (الرَّحِيم): ذو الرحمة التي وسعت جميع الخلق، فهو يرحم برحمته من شاء من خلقه.

ثالثًا: تفسير السعدي

معنى بسم الله الرحمن الرحيم أخرج له المفسرين أكثر من دلالة، ويُعد تفسير السعدي من التفسيرات التي تشمل معنى مُختلف للبسملة.

  • (بسم): ابدأ بذكر اسم الله تعالى؛ لأن لفظ “اسم” مفرد مضاف فيشمل جميع أسماء الله الحسنى.
  • (الله): هو المعبود المستحق للعبادة دون غيره؛ لما اتصف به من صفات الألوهية وهي صفات الكمال.
  • (الرحمن الرحيم): اسمان يدلان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء، وعمت كل كائن حي وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله.

رابعًا: تفسير البغوي

من التفسيرات التي شملت تفسير البسملة من أكثر من جانب.

  • (بسم الله الرحمن الرحيم): (الباء) أداة خفض أي تخفض ما بعدها مثل من وعن والمتعلق به محذوف لدلالة الكلام عليه تقديره ابدأ بـ (بسم الله) أو قل (بسم الله).
  • أسقطت الألف من الاسم؛ للتخفيف وكثرة استعمالها، وطولت الباء لكي يكون افتتاح كلام كتاب الله بحرف معظم، كان عمر بن عبد العزيز رحمه الله يقول لكتابه “طولوا الباء وأظهروا السين وفرجوا بينهما ودوروا الميم”، تعظيمًا لكتاب الله تعالى.
  • واختلفوا في اشتقاقه قال المبرد وهو من البصريين “هو مشتق من السمو وهو علو المنزلة والمكانة فكأنه علا على معناه وظهر عليه وصار معناه تحته“.
  • قال ثعلب من الكوفيين: “هو من الوسم والسمة وهي العلامة وكأنه علامة لمعناه والأول أصح لأنه يصغر على السمي ولو كان من السمة لكان يصغر على الوسيم كما يقال في الوعد وعيد ويقال في تصريفه سميت ولو كان من الوسم لقيل وسمت”.

اقرأ أيضًا: معنى سبحان الله في اللغة

هل بسم الله الرحمن الرحيم جزء من آية قرآنية؟

بالإضافة لاختلاف الآراء حول معنى بسم الله الرحمن الرحيم اختلفت آراء العلماء وأهل السنة أيضًا حول مسألة هل البسملة تعتبر جزء من القرآن أم لا.

  • استقر العلماء على أن البسملة جزء من آية موجودة في سورة النمل في قوله تعالى: (إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ)، وبعد أن استقروا على ذلك وقع بينهم اختلاف هل هي آية مستقلة في كل صورة؟ أم هي آية من سورة الفاتحة فقط؟
  • قال الحنفية والمالكية: ليست البسملة بآية من الفاتحة ولا غيرها، بينما الشافعية والحنابلة قالوا إن البسملة آية من الفاتحة، ويجب قراءتها في كل الصلوات، ويذكر النووي الشافعي في كتابه الأشهر المجموع مبرهنَا على كون البسملة آية من القرآن في بداية كل سورة.
  • بينما أجمع الصحابة على إثباتها في المصحف في أوائل كل السور فيما عدا سورة التوبة التي لا تبدأ بالبسملة وكان هذا بسبب بدأها بتوعد الكافرين، قد أخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: سألت علي بن أبي طالب رضي الله عنه لمَ لم تكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم، قال: لأن بسم الله الرحمن الرحيم أمان وبراءة نزلت بالسيف.

اقرأ أيضًا: ما معنى كلمة غرة فتيان قريش

ما الحكمة من البدء بالبسملة؟

إن لمعنى بسم الله الرحمن الرحيم وفهم الحكمة في البدء بها معان كثيرة، ومن هذه المعاني أيضاً احساس القارئ عند نطقه بالبسملة قبل القراءة تنبيهًا على أن ما يمرُ في كل سورة فهو حق، وما يأتي من الوعود فهو وعد حق، وفيها كذلك مخالفة الكفار والمشركين الذين يستفتحون أعمالهم بأسماء الآلهة أو الأصنام.

يمكن أن نقول أيضا: أن الإنسان يقوم بقراءة القرآن لأمور كثيرة منها: الحصول على الأجر والثواب والحصول على بركة الله في جميع أمور دنياه ولفهمه وتدبره وتجويده لآيات الذكر الحكيم، وعلى ذلك يمكن أن نفهم ابتداء كل ذلك بالبسملة على جهة الاستعانة بالله على كل ذلك للتوفيق والسداد

اقرأ أيضًا: معنى الإسلام لغة واصطلاحًا

فضل بسم الله الرحمن الرحيم

إن السر في البدء بالبسملة يكمن في أن يحاوطني الله برحمته التي وسعت كل شيء، فقول “بسم الله الرحمن الرحيم” قبل البدء بأي عمل اعتصام بالله، وطلب العون باسمه العظيم، ويجب على المسلم أن يحرص على استهلال جميع الأعمال والأقوال بقوله: “بسم الله الرحمن الرحيم”.

هذا لفضلها، واتباعًا لسنة رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- حيث يقول عليّ في أهميتها: “إنه شفاء من كل داء، وعون على كل دواء، وأما الرحمن فهو عون لكل من آمن به، وهو اسم لم يسم به غيره، وأما الرحيم فهو لمن تاب وآمن وعمل صالح”.

عندما يبدأ الإنسان بقول بسم الله الرحمن الرحيم في جميع أفعاله وأقواله يأتي له الكثير من الفضائل الكريمة، لذلك افتتح بها الله القرآن الكريم.