ما هو مفهوم التجارة الخارجية؟ وما أنواعها؟ تعتبر التجارة بشكل عام هي الرمز الاقتصادي لأي دولة، ويمكن أن تصعد دول نامية على دول متقدمة فقط لكونها تُتاجر بطريقة احترافية، ولا شك أن التجارة الخارجية هي المفهوم الأوسع للتجارة، ولكن ما هو مفهومها؟ وما أسباب ظهورها؟ هذا ما يُجيب عنه موقع سوبر بابا.
مفهوم التجارة الخارجية
إن التجارة الخارجية هي جزء لا يتجزأ من السياسة المالية لجميع الدول، ويُطلق عليها بالإنجليزية Foreign Trade، والمقصود منها مجموعة الأنشطة التي تقوم بها دول مُعينة من خلال تداول بعض السلع، وهي بمثابة تبادل للخدمات أو الأموال، وهي مؤثر قوي جدًا في اقتصاد العديد من الدول.
قد تؤثر التجارة الخارجية بشكل سلبي على الإنتاج والاقتصاد المحلي، لذا ففي بعض الأحيان يُمكنها أن تكون سلاح ذو حدين، ومن الجدير بالذكر أن التجارة الخارجية ليست بأمر جديد، بل إنها تمت منذ آلاف السنوات من خلال طريقة تبادل السلع والمصالح العامة.
اقرأ أيضًا: أرباح تجارة المواد الغذائية
أنواع التجارة الخارجية
بعد أن تمكنا من التعرف على مفهوم التجارة الخارجية، يجدر بنا ذكر أنواعها، حيث تُقسم التجارة إلا أربعة أنواع، وسوف نتعرف على كلٍ منهم على حِدة.
1- تجارة الترانزيت
تُعد نوعًا من أنواع التجارة الخارجية، وهي عبارة عن انتقال البضائع المُشتراه من قِبل أي مستودع أو شركة سواء كانت في المنطقة الحرة أو في خارج حدود الدولة، وهذه البضائع يتم نقلها وفقًا لأخذ الإذن من البنوك.
من الجدير بالذكر أن تجارة الترانزيت لا يمكن من خلالها تبادل البضائع المحظور بيعها أو تجارتها وفقًا لاتفاقيات شحن الدول، بالإضافة إلى أنه لا يتم اللجوء إلى هذا النوع من التجارة من خلال الدول التي يُحظر التعامل معها في الاستيراد او التصدير، وتخضع هذه التجارة إلى مجموعة من القوانين واللوائح.
2- تجارة التصدير
إن مفهوم التجارة الخارجية بتصدير البضائع هي بيعها من بلد لآخر، وهذه البضائع يكون تم تصنيعها في حدود الدولة، ولكن الفائض منها يدفع سياسة الدول نحو التصدير والاستفادة من عائد مادي لا بئس به بالعملة الأجنبية، أو استبدال هذه البضائع بأخرى.
يتم تقسيم بضائع التصدير إلى قسمين أحدهما صادرات مباشرة، وأخرى صادرات غير مباشرة، ومن الجدير بالذكر أن هذا النوع من التجارة له فوائد كثيرة، مثل رفع نسبة العمالة، وتحسين مستوى دخل العملات الأجنبية إلى الدولة وضمان هامش ربح وتسويق عالمي للمُنتج.
على الرغم من الفوائد التي يمتلكها هذا النوع من التجارة، إلا أنها تعاني من بعض المساوئ أيضًا، مثل خسارة قدر من الأرباح، وزيادة تكاليف النقل والشحن للدول سواء كان نقل جوي أو بحري أو بري، فضلًا عن إهدار الكثير من الوقت والجهد والمال في استخراج التصاريح الخاصة بتصدير السلع.
3- تجارة إعادة التصدير
يُطلق على تجارة إعادة التصدير اسم تجارة إنتريبوت، وهي تجارة تهدف إلى شراء سلع أو بضائع من بلد، ومن ثم بيعها إلى بلد آخر، ولكن بعد إتمام بعض عمليات المُعالجة عليها، ولكن لا تتعامل دول كثيرة من خلال هذا النوع من التجارة لكونها غير مضمونة، فضلًا عن أنها مُكلفة ولا يوجد بها أي نوع من أنواع الاحترافية.
4- تجارة الاستيراد
تحتاج العديد من الدول إلى سلع مختلفة، ولكن لا يُمكنها تصنيع مثل تلك البضائع محليًا لعِدة أسباب مختلفة سواء كانت متعلقة بالخامات المستخدمة، أو الأيدي العاملة، أو حتى تكاليف صناعتها، ويطلق على هذا النوع من التجارة الشراء الخارجي، ويمكن أن تتم هذه التجارة بواسطة مؤسسات الدولة أو الشركات.
من الجدير بالذكر أن زيادة عدد البضائع التي يتم استيرادها من الخارج تشير إلى أن الدولة تخسر أموالًا كثيرة، وبالتالي فهي قد تصبح من الدول النامية، وكلما قلت كلما برهن ذلك على أن الدولة تتقدم اقتصاديًا بشكل إيجابي.
اقرأ أيضًا: ترتيب اقتصاد الدول العربية
أسباب انتشار التجارة الخارجية
إن مفهوم التجارة الخارجية لم يُعرف منذ وقت قريب، بل إنها من أكثر أنواع التجارة التي كانت منتشرة منذ آلاف السنوات، وتبلورت أكثر في الوقت الحالي لكثرة السلع وزيادة في دول أجنبية متقدمة، وهو ما يدفع بعض الدول العربية التي لا يمكنها تصنيع مثل تلك السلع محليُا لمشاركة هذه الدول في بعض البضائع، ومن أبرز أسباب انتشارها:
- تعزيز فكرة التجارة الدولية.
- فرض بعض الأسواق العالمية سيطرتها على الأسواق المحلية.
- حاجة السوق الدائمة إلى الصناعات والبضائع المختلفة.
- الحاجة لوجود مجموعة من الاقتصادات الخارجية بين الدول وبعضها.
- تواجد عدد كبير من البضائع في الأسواق الأجنبية.
- تباين التقدم التكنولوجي بين الدول.
مميزات التجارة الخارجية
إن كثرة اللجوء إلى معرفة مفهوم التجارة الخارجية، يُشير إلى مدى أهميتها، والتي تتلخص في:
- توسع عدد الأسواق المُستهدفة.
- الاستفادة بفرصة الاستثمار في الخارج.
- وجود تنوع كبير في البضائع بجميع الدول سوا كانت عربية أو أجنبية.
- تعزيز العلاقات الدولية والدبلوماسية بين جميع الدول، ولا سيما الدول الأجنبية المُحتكرة لسوق الصناعة.
- زيادة فرص العمل إن كانت الدولة مصدرة؛ حيث تحتاج المصانع والشركات إلى أيدي عاملة أكثر حينما يكون حجم الصادرات كبير.
- التعاون وتقديم فرصة مشاركة لا مثيل لها.
- وجود العديد من السلع ذو تكلفة أقل.
- واحدة من مقاييس قدرات الدول المختلفة على الإنتاج.
- من ضمن المجالات الحيوية في المجتمعات المختلفة.
- الاستفادة بأسرع تطور تكنولوجي يمكن أن يحدث.
- توفر سوق للمنافسة في خفض الأسعار.
- تمكن بعض الشركات من توسيع نشاطها من محلي فقط، إلى دولي.
- انخفاض تكاليف إنتاج البضائع.
- إمداد العديد من الدول بالسلع الضرورية، وخاصةً المعدات الطبية غير المتوفرة في الدول النامية.
اقرأ أيضًا: كيف أطلب من علي بابا بالجملة
مساوئ التجارة الخارجية
على الرغم من كثرة المميزات التي تمتلكها التجارة الخارجية، إلا أن هذا لا يُنفي كونها من التجارات التي قد تحمل بعض المساوئ، وهي:
- انتشار البطالة المحلية بشكل كبير جدًا، لعدم حاجة السوق لعمال لإنتاج المزيد من البضائع، فأصبح استيرادها أمرٌ سهل.
- نفاذ الموارد الطبيعية لكثرة استنفاذها في حال تجارة التصدير كانت أكثر من الاستيراد.
- سبب رئيسي في انتشار التلوث، لِما تُلاقيه البضائع من مساوئ في عمليات النقل والشحن سواء كان بريًا أو بحريًا.
- اعتماد العديد من الدول على دول أخرى، وبالتالي تراجعها اقتصاديًا.
- وجود وفرة في انبعاثات الغازات المُسببة للاحتباس الحراري.
- تهرب عدد كبير من الدول من التجار من دفع الضرائب، والتي تُعد من مستحقات الدولة الهامة لكي تكفل لمواطنيها حياة كريمة.
- سعر الصرف مُتغير بشكل يومي، وهذا الخطر قد يُهدد الدول المصدرة أو المستوردة للبضائع.
- الفتور السياسي الكبير بين العديد من الدول، أو في الدولة الواحدة.
- تؤدي التجارة الخارجية كثيرًا للظلم سواء للدول النامية، أو المتقدمة.
- الاختلافات الثقافية بين الدول قد لا تجعل التجارة تسير بشكل طبيعي.
- دخول عدد كبير من البلدان في صراعات بسبب احتكار الأسواق.
التجارة الخارجية تُعد مفهوم مُعقد للغاية، حيث إن بعض الدول قد تكون تلك التجارة نعمة لها توفر عملة صعبة إن كانت من الدول المصدرة، وإن كانت مستوردة فإنها تكون نقمة تستنفذ من أموالها.