مقابلة بين شخصين سؤال وجواب قد يُؤخذ منها الكثير من الأمور النافعة التي قد تدور في أذهان البعض، ولأن المناقشة شيء جيد، فإن الحديث بين شخصين ينتج عنه الكثير من الفوائد، خاصّةً عندما يكون مقابلة مبنية على سؤال وجواب بالتأكيد سيفي بالغرض، لذلك سنعرض من خلال موقع سوبر بابا نوافيكم بها.
مقابلة بين شخصين سؤال وجواب
إنّ طرح الأسئلة والبحث عن جواب لها سبيل للمعرفة، ومن يحرص على التأكد من كل شيء وإرجاعه لأهله فإن هذا لا يعيبه، بل يرفع من شأنه، ولذا من خلال مقابلة سنطرح سؤال وجواب بين شيخ وتلميذه عن شروط صحة الصلاة وما يترتب على تلك الشروط.
لأنها من الأمور الشائكة والهامة في حياة المسلم، فكانت أولى بالحديث عنها من أجل أدائها على الوجه الصحيح، وفيما يلي طرحٌ لتلك المقابلة عن طريق سؤال وجواب.
التلميذ: ما هي شروط صحة الصلاة يا شيخ؟
الشيخ: إن شروط صحة الصلاة يا ولدي هي تلك الأمور التي يجب توافرها حتى تكون صلاتك صحيحة.
شروط صحة الصلاة
هناك بعض الشروط التي ألزمنا بها الشرع حتى نحكم على الصلاة بأنها صحيحة وهذه تختلف عن شروط وجوبها، حيث إن شروط الصحة تكون لمن تجب عليه الصلاة من الأساس.. نكملها في المقابلة بين شخصين سؤال وجواب.
الشيخ: إنَّ شروط صحة الصلاة هي أمور تأتي قبل الصلاة.. فإذا اختل شرط من هذه الشروط فإن الصلاة تبطل وهي على النحو الآتي:
1- العلم بدخول الوقت
ذلك بأن المصلي قبل الصلاة عليه أولًا أن يتثبت من دخول وقت الصلاة، سواء كان ذلك بسماعه للأذان، أو يجتهد وبما يغلب على ظنه أنّ وقت الصلاة قد حضر.
التلميذ: وما الدليل على هذا الشرط يا شيخي؟
الشيخ: الدليل على ذلك قول الله -عز وجل- في كتابه العزيز: “إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا (103(“ و(موقوتًا) هنا تعني: دخول وقتها، أي أن لها وقتًا محددًا لا يمكن الخروج عنه إلا بعذر شرعي.
اقرأ أيضًا: مقابلة بين شخصين عن التقنية قصيرة
2- الطهارة من الحدث الأصغر والأكبر
لأن الله -عز وجل- قال: “إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا (103)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)” (سورة المائدة)
كما قال تعالي في سورة النساء: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43)“.
بذلك يتبن أنه من كان به حدث أصغر فإنه لا تصح منه، وقد أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك أيضًا فقال فيما رواه أبو هريرة: “لا يقبلُ اللَّهُ صلاةَ أحدِكُم إذا أحدَثَ حتَّى يتَوضَّأ“
التلميذ: وما هو الحدث الأكبر يا شيخ؟
الشيخ: الحدث الأكبر هو كل ما يستوجب الغسل، كالجنابة والحيض، والدليل على ذلك آيتي سورتي النساء والمائدة، وقد ذكرتهما سلفًا.
3- طهارة البدن والثوب ومكان الصلاة
لنا أن نستكمل المقابلة بين شخصين سؤال وجواب ونشير إلى طهارة البدن، والتي تكون بطهارته من أيّ نجس يبطل الصلاة، وقد أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك في كثير من الأحاديث والتي منها:
- “عَنْ عَلِيِّ بنِ أبِي طَالِبٍ، قالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً فأمَرْتُ المِقْدَادَ بنَ الأسْوَدِ أنْ يَسْأَلَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَسَأَلَهُ، فَقالَ: فيه الوُضُوءُ.” (صحيح البخاري).
- ما روته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: “جاءت فاطمةُ بنتُ أبي حُبَيشٍ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالت: يا رسولَ اللَّهِ، إنِّي امرأةٌ أُستحاضُ فلا أطهرُ أفأدعُ الصَّلاةَ قالَ لا إنَّما ذلِك عرقٌ وليست بالحيضةِ فإذا أقبلتِ الحيضةُ فدعي الصَّلاةَ وإذا أدبرت فاغسلي عنكِ الدَّمَ وصلِّي.”
الشيخ: فكل تلك الأحاديث يا ولدى تدل دلالة واضحة على أنه من كانت به نجاسة في بدنه فإنه لا تصح منه الصلاة.
أما طهارة الثوب يا بُنيّ فيُستدل عليها من الكتاب والسنة، فقد قال الله -عز وجل-: “وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)“.
في السنة: فما روته أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- قالت: “ جَاءَتِ امْرَأَةٌ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَتْ: أرَأَيْتَ إحْدَانَا تَحِيضُ في الثَّوْبِ، كيفَ تَصْنَعُ؟ قالَ: تَحُتُّهُ، ثُمَّ تَقْرُصُهُ بالمَاءِ، وتَنْضَحُهُ، وتُصَلِّي فِيهِ.” (صحيح البخاري).. فتلك دلالة واضحة على وجوب طهارة الثوب عند الصلاة.
أما عن طهارة المكان يا بُني، فعلى المرء قبل الصلاة أن يتثبت من طهارة المكان الذي سيصلي فيه، والدليل على ذلك قول الله -عز وجل-: “وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ۖ وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125)” (سورة البقرة).
التلميذ: أهناك شروط ٌأخرى لصحة الصلاة؟
الشيخ: بلى، فشروط صحة الصلاة على القول الراجح بين الفقهاء أنهم ستة شروط، وسأخبرك الآن بباقي الشروط على النحو التالي:
اقرأ أيضًا: فقرة سؤال وجواب للإذاعة المدرسية
4- ستر العورة
هكذا تُستكمل المقابلة بين شخصين سؤال وجواب عن شروط الصلاة، وبوجود هذا الشرط فلا يجوز لرجل أو امرأة أن تصلي دون ستر عورتها، كما أوضحها الشرع لكلٍ منهما.. وستر العورة تختلف فيه المرأة عن الرجل، فلكلٍ منهما حدودًا لستر عورته.
فعورة الرجل مثلًا: من السرّة حتى الركبة وهذا بدليل قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “ما بين السُّرة والرُّكبة عَوْرة”.
التلميذ: وما عورة المرأة إذًا؟
الشيخ: عورة المرأة يا ولدي هي جميع بدنها عدا الوجه والكفين، لذا لابد أن تتستر عند الصلاة وتغطي جميع بدنها، فلا يظهر منها غير يديها ووجهها، في الصلاة وغيرها لأي أجنبيّ عنها، فقد ورد عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: “لا يقبلُ اللَّهُ صلاةَ حائضٍ إلَّا بخِمارٍ“.
5- استقبال القبلة
هذا الشرط من أهم الشروط ويجب على المصلي أن يتحرى جهة القبلة جيدًا قبل الصلاة، فإن الصلاة لا تصح إلا بها.
التلميذ: وهل لهذا الشرط دليل نقليّ؟
الشيخ: بلى يا بُني، فقد ورد في القرآن والسنة أدلة على ذلك ومنها:
قول الله -عز وجل-: “ قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144).
أما من السنة: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ المَسْجِدَ فَدَخَلَ رَجُلٌ، فَصَلَّى، فَسَلَّمَ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَرَدَّ وقالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ، فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، فَرَجَعَ يُصَلِّي كما صَلَّى، ثُمَّ جَاءَ، فَسَلَّمَ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ، فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ثَلَاثًا، فَقالَ: والذي بَعَثَكَ بالحَقِّ ما أُحْسِنُ غَيْرَهُ، فَعَلِّمْنِي، فَقالَ: إذَا قُمْتَ إلى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ ما تَيَسَّرَ معكَ مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، وافْعَلْ ذلكَ في صَلَاتِكَ كُلِّهَا“.
فتلك الأدلة تخبرنا أنه لكي نؤدي الصلاة بشكل صحيح؛ لابد من استقبال القبلة.
التلميذ: وما الذي يمكن فعله إذا لم أستطع استقبال القبلة يا شيخي؟
الشيخ: لا تقلق، فهناك أحوال يسقط فيها هذا الشرط.
التلميذ: متى يسقط استقبال القبلة؟
الشيخ: من شروط صحة الصلاة هو استقبال القبلة إلا أنه في بعد الأحيان يتعذر على المرء استقبالها، فقد أوضح لنا الشرع هذا الأمر، فوضع استثناءً لأصناف معينة في حالات معينة كما يلي:
- من عجز عن استقبال القبلة لمرضٍ أو شدة فلم يستطع الحراك والتحول عن القبلة، فإنه يصلي على حاله.
- في شدة الخوف، سواء كان من عدوّ أو غيره، فإن الله -عز وجل- قد جعل لتلك الحالة استثناء وطريقة خاصّة للصلاة فيما يعرف بصلاة الخوف، وقد قال الله -عز وجل- في كتابه: “ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا ۖ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (239)“.
- من الحالات أيضًا التي يمكن للمصلي ألا يستقبل القبلة فيها، هي صلاة النوافل للمسافر، فقد يريد المرء أن يصلي نافلة لكنه راكباً دابته أو أي وسيلة أخرى، ففي تلك الحالة يجوز له الصلاة دون استقبال القبلة.
التلميذ: وما هو الشرط السادس من شروط صحة الصلاة؟
الشيخ: الشرط السادس من الشروط هو النية.
اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن الصدق سؤال وجواب
6- استحضار النية في الصلاة
يقصد بها أن تعزم بقلب أنك ستفعل هذه العبادة قبل فعلها، ولعلها أهم الشروط، إذ لا تنعقد صلاةً دون نية، ومهما كان السبب فإنها لا تسقط، فإن تركها العبد وصلي، فلا تصح صلاته، فقد قال الله -عز وجل- في كتابه: “يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19)“.
كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف: “الأعْمَالُ بالنِّيَّةِ، ولِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى” لذلك لا تنعقد الصلاة بلا نية.
التلميذ: هل هناك شروط أخرى لصحة الصلاة؟
الشيخ: لا يا ولدي، هم ستة شروط، فالزمها لتكون صلاتك صحيحة يقبلها الله عز وجل.
الصلاة عماد الدين، فيجب ألا يستهان بها العبد وبقدرها، بل عليه أن يعلم كل صغيرة وكبيرة قد تؤثر في قبول صلاته، وعلى المرء أن يتعلم دينه بشكل صحيح، حتى يؤدي العبادة كما يحبها الله عز وجل.