مقدمة بحث عن الذكاءات المتعددة

مقدمة بحث عن الذكاءات المتعددة

عند البحث عن الذكاءات المتعددة وُجد أن جاردنر –صاحب النظرية- أشار إلى أنهم ثمانية أنواع، بيد أنّ آخرون أجزموا بوجود أنواع أخرى ربما لا يشملها جاردنر في معاييره الأصلية، وقد طرحها في كتابه “إطارات العقل” 1983 والذي أحدث فيه كفاءة فكرية مُحققة، وفي سوبر بابا نُقدم لكم المزيد.

مقدمة بحث عن الذكاءات المتعددة

لا يولد إنسان وهو لديه نوع واحد من الذكاء.. بل من الأساس هو ذكاء مُكتسب، ينطوي على مجموعة من الأنواع والقدرات المعرفية، هي الأكثر صلة بالجوانب المجتمعية.

تؤثر الجينات والخبرات على امتلاكنا لأنواع بعينها من الذكاءات دونًا عن الأخرى، وربما يُكتب أن يكون لدينا كافتها، وهو ما يجعلنا في مصاف المبدعين.\

اقرأ أيضًا: بحث عن حروب الجيل الرابع pdf

تعريف الذكاء عند جاردنر

قبل أن يُقدم جاردنر تفصيلًا عن أنواع الذكاءات المتعددة عني بتعريف الذكاء قائلًا إنه: “قدرة بيولوجية نفسية لمعالجة المعلومات التي يمكن تفعيلها في بيئة ثقافية لحل المشكلات أو إنشاء منتجات ذات قيمة في الثقافة“.

أنواع الذكاءات المتعددة

هل تساءلت يومًا لم تكون أنت بارعًا في مجال ما، بينما يوجد آخرون لا يمتلكون المهارة والقدرة ذاتها؟ أو أنك تفتقر ما يمتلكونه هم.

إنّها الذكاءات المتعددة، التي أعرب عنها جاردنر في أطروحاته، تلك التي تتعلق بالقدرات الفردية والمهارات التي تختلف بين شخص وآخر.

1- الذكاء اللغوي

  • يتعامل صاحب هذا النوع من الذكاء مع اللغة بذكاء في النطق والكتابة.
  • إجادة القراءة والكتابة والرواية وحفظ الكلمات والتواريخ.
  • القدرة على تعلم اللغات بسهولة، وإجادتها بطلاقة على الرغم من اختلافها في القواعد والمفاهيم.
  • إجادة استخدام اللغة من أجل أهداف معينة.
  • القدرة على التعبير بما يتناسب مع المواقف المختلفة.
  • التمكن من تحليل المعلومات وإنشاء تعبيرات بناءً عليها، وهو ما يتجلى في المذكرات أو الكتب أو الخطب.
الأمثلة أوبرا وينفري، ويليام شكسبير
الوظائف المحتملة متحدث، مضيف، محامي، مؤلف، صحفي

2- الذكاء الحركي “الجسدي”

  • يمتلك صاحبه ما نعته جاردنر بـ “الجسد الذكي”.
  • يُمكن أن يستخدم جسمه بالكامل في أمر ما، أو أجزاء معينة من جسده كالفم أو اليدين من أجل بيان صورة كاملة.
  • يتمكن صاحبه من أداء مهارات معينة باتحاد عقله وجسده معًا.
  • القدرة على التعامل مع الأشياء بمهارة فائقة.
  • الإحساس بهدف الحركات البدنية.
  • الإحساس بالتوقيت.
  • القدرة على تدريب الجسم على الاستجابات السريعة الفعالة.
  • يُمكن للعقل أن يُعطي أوامر سريعة للجسد.. لتتحرك العضلات والأطراف بسهولة وفقًا لها.
  • المرونة والليونة والرشاقة من سمات المتمتع بالذكاء الحركي.
  • القدرة على تسريع الحركات أو تبطيئها وفقًا للموقف.
الأمثلة سيمون بايلز، مايكل جوردان
الوظائف المحتملة راقصو الباليه، المعالج الفيزيائي، الرياضيين، الميكانيكي، النجار، ضابط الشرطة، الجنود

3- الذكاء الرياضي “المنطقي”

  • هو القدرة على الاستدلال بذكاء.
  • التمكن من تحليل المُشكلات وفقًا للعقل والمنطق.
  • إجادة تنفيذ العمليات الحسابية بسهولة شديدة.
  • له علاقة بالتجريد والمنطق والتفكير.
  • التعامل الجيد مع الأرقام.
  • القدرة على التفكير النقدي والتحليلي.
  • فهم المبادئ الرياضية الأساسية.
  • تحليل المُشكلات واستطاعة حلها بشكل علمي.
  • يُمكن لصاحبه أن يُحقق في المُشكلات بشكل علمي بحت.
  • القدرة على تطوير البراهين والمعادلات الرياضية.
  • إجراء الحسابات بسهولة دون النظر إليها باعتبارها معقدة.
  • التمكن من حل المشكلات المجردة.
الأمثلة بيل جيتس، ألبرت أينشتاين
الوظائف المحتملة عالم، محلل، مبرمج، إحصائي، محاسب

4- الذكاء الموسيقي

  • يتمتع صاحبه بالقدرة على التمييز بين الأصوات.
  • حساسية عالية تجاه الأصوات الدقيق منها والصخب.
  • القدرة على معرفة الأنماط الموسيقية وتقديرها.
  • المهارة في الأداء والتأليف.
  • التعرف على النغمات الموسيقية وإيقاعاتها.
  • من أصحاب الذكاء الموسيقي من لديهم موهبة الغناء، أو حب الغناء.
  • التمتع بنبرة صوت جيدة.
  • حاسة السمع هي الأقوى.
  • القدرة على استخدام الآلات الموسيقية.
  • امتلاك طبقة صوت مميزة ومختلفة.
الأمثلة إد شيران، بيتهوفن
الوظائف المحتملة الملحنون، المغنيون، العازف، الموسيقار

5- الذكاء المكاني

  • يحمل صاحبه “الصورة الذكية” فيما يتعلق بالأبعاد المكانية.
  • القدرة على التخيل بعين العقل.
  • تُعتبر القدرة المكانية من مكونات النموذج الهرمي للذكاء.
  • يتمكن من التعرف على أنماط وأشكال المساحات الواسعة بسهولة.
  • الاستمتاع بالفنون البصرية.
  • إجادة وضع الألغاز.
  • يُمكنه معالجة المناطق المحصورة وكذلك الواسعة.
  • التعرف على الصور المكانية واسعة النطاق.
  • التطرق إلى أدق تفاصيل المكان.. كحبيبات الرمال الدقيقة.
الأمثلة أميليا إيرهارت، فرانك لويد رايت
الوظائف المحتملة الملاحين، الطيارين، المهندس المعماري، الفنان، لاعبو الشطرنج، الجراح، الرسام، النحات، مصمم الجرافيك، مهندس الديكور.

6- الذكاء الشخصي

  • يُعتبر من أهم أنواع الذكاءات عند جاردنر.
  • يمتلك صاحبه القدرة على فهم النوايا والدوافع الكامنة التي لا يُظهرها الآخرون.
  • يهتم صاحبه بالجوهر لا بالمظاهر.
  • يُمكن تسميته “الفراسة” أو البصيرة.
  • التعامل بفعالية مع الغير.
  • الانفتاح على العالم.
  • امتلاك لغة الحوار والنقاش.
  • الذكاء في أسلوب التعامل مع الغير.
  • امتلاك مهارات التواصل الفعالة.
  • إمكانية التعرف على رغبات الآخرين ودوافعهم.
الأمثلة الأم تريزا، المهاتما غاندي
الوظائف المحتملة المعلم، الطبيب النفسي، العاملين بالعلاقات العامة، مندوبي المبيعات، المدراء

7- الذكاء الذاتي

  • يُقصد به القدرة على فهم الذات.
  • معرفة القدرات والمهارات.
  • التركيز على نقاط الضعف والقوة والمخاوف.
  • استخدام فهم الذات في تنظيم الحياة وجعلها أكثر جودة وفعالية.
  • القدرة على الاستبطان.
  • التأمل الذاتي.
  • التمكن من الوقوف على نقاط التميز والتفرد.
  • التنبؤ بردود الأفعال والعواطف.
  • معرفة كمائن النفس ودواخلها.
  • يمتلك صاحبه القدرة على تحديد الأهداف العامة التي يصبو إليها، بل وكيفية تنفيذها على أرض الواقع.
الأمثلة مايا أنجيلو، أرسطو
الوظائف المحتملة رجال الدين، الفلاسفة، المعالج النفسي، المستشارين، القادة

8- الذكاء العاطفي

  • يراه البعض لا يندرج تحت الذكاءات المتعددة، باعتباره قيد الدراسة.
  • مشتق بطبيعة الحال من الذكاء الشخصي والاجتماعي.

9- الذكاء الطبيعي

  • هنا يكون لصاحبه الخبرة الكافية للتعرف على الطبيعة من حوله.
  • يتدارك أنواع النباتات والحيوانات ويستطيع تصنيفها جيدًا.
  • التمييز بين الظواهر المختلفة.
  • التطرق إلى دور البشرية في المحيط البيئي.
  • التعرف على العالم الخارجي عن كثب.
الأمثلة جين جودال، تشارلز داروين
الوظائف المحتملة عالم النبات، الجيولوجي، عالم الأرصاد الجوية، عالم الفلك

10- الذكاء الروحي “الوجودي”

  • اقترح أنه يُمكن أن يكون نوعًا مفيدًا من الذكاءات، في مؤلفه 1999م.
  • اكتُشفت فرضية الذكاء الوجودي من الباحثين التربويين بصورة أكبر فيما بعد.
  • النوع التاسع المقترح إضافته إلى أنواع الذكاءات الأصلية لجاردنر.
  • يتعلق بالقدرة على الخوض في تفاصيل أكثر عمقًا عن الوجود والحياة.
  • امتلاك النظرة المستقبلية بعيدة المدى.
  • يربطون بين الإجراءات الحالية والنتائج القادمة.
  • الاهتمام بالحياة والموت.
  • القدرة على رؤية الموقف من رؤية خارجية.

اقرأ أيضًا: بحث عن عصور ما قبل التاريخ pdf

أنواع الذكاءات عند الأطفال

من خلال الذكاءات المتعددة التي أفرد بالحديث عنها جاردنر، تم التوصل إلى أهم الذكاءات التي يُمكن تداركها عند الأطفال.

فكل طفل يتطور وفق احتياجاته الخاصة، فعلى سبيل المثال من لا يُبدي من الأطفال اهتمامًا باللعة يُمكن أن يكون لديه قدرات رياضية فائقة.. وهكذا.

  • الذكاء الموسيقي: نوع من الذكاء الذي يرتبط بالقدرات الفطرية لدى الأطفال فيما يتعلق بالتفريق بين الأصوات، ويتجلى من مراحل عمرية مبكرة، فيستمتع بالحفلات الموسيقية، ويؤلف الأغاني ويتمكن من حفظ كلماتها.
  • الذكاء المنطقي: معرفة الإجابة قبل التفكير وقت طويل، حل المُشكلات بسرعة، حل الألغاز وألعاب الذكاء، معرفة مشكلات الكمبيوتر.
  • الذكاء المكاني: إجادة الرسم والتلوين وقراءة الخرائط والنظر إلى الصور، إضافة إلى حل المتاهات.
  • الذكاء اللغوي: المهارة في القراءة والكتابة، يُحبون ألعاب الكلمات، وكتابة القصائد، وتعلم اللغات.
  • الذكاء الطبيعي: حب التعامل مع الحيوانات، والقيام بأنشطة إعادة التدوير، والاهتمام بالبيئة، والتخييم والمشي لمسافات.
  • الذكاء الشخصي: إجادة التحدث والتعبير عن ذات، والعمل في فريق، علاوة على مساعدة الغير، وحل النزاعات، ومقابلة أشخاص جدد.
  • الذكاء الحركي: القدرة على استخدام الجسد في التعبير عن المشاعر والأفكار، سواء الحزينة أو مشاعر السرور، وممارسة الرياضة، والجري والقفز، والتعبير بكثير من الإيماءات.. ناهيك عن مهارة الرقص والتمثيل.

آليات التعلم والذكاءات المتعددة

يؤكد جاردنر صاحب نظرية الذكاءات المتعددة على أنه لا يجب لاتباع نظرية معينة في التعليم، فمن الأهم النظر إلى ما يحتاجه الطلاب للتعلم.. وعليه يُمكن أن تُساعدهم معالجة الذكاءات المتعددة في إثراء التعلم الطلابي.

بمعنى آخر، ينصح جاردنر بتعددية التعليم، وتنويع الآليات والطرق التي تُساعد الطلاب على التعلم، حتى تزيد حصيلتهم المعرفية.. وتزداد قدرتهم على الاستيعاب والفهم.

كان تطوير المناهج هو الاستفادة المُثلى من نظرية جاردنر عن الذكاءات المتعددة، حيث يتضمن التدريس مجموعة من الأنشطة والتقييم الهادف لها.

فمن أهم المضامين التربوية التي نتجت عن تطبيق نظرية الذكاءات المتعددة هي (التفرد، التعددية)، أي أن كل شخص يختلف عن الآخر، لذا لا يوجد أي داع لتقييم الطلاب كافتهم على الوتيرة ذاتها، فالتعددية يجب قبولها، والأخذ بالفروق الفردية.

التقييم النقدي لنظرية جاردنر

  • معظم النقاد كانوا من علماء القياس النفسي وعلماء النفس الإدراكيين.
  • لا يوجد دليل تجريبي على صحة نظرية الذكاءات المتعددة.
  • الذكاء العام هو ما يخضع للاختبار والفحص، بيد أن أنواع الذكاءات لدى جاردنر تأتي في المراتب الأخرى.
  • تجاهل بعض النقاد معايير التضمين التي قام جاردنر بتحديدها، تلك التي عززها بأدلة مجربة في علم الأعصاب والأحياء وعلم النفس.
  • انتقد جاردنر ذاته أنه لا يوجد تعريف للذكاء لاختبار مختلف الكفاءات التي يشملها.
  • تم استخدام نظرية الذكاءات المتعددة في المناهج التعليمية على نطاق واسع.
  • قام المعلمون بتطبيق تلك النظرية على النحو الذي رأوه مناسبًا.

اقرأ أيضًا: بحث كامل عن حقوق الإنسان مع المراجع

خاتمة بحث عن الذكاءات المتعددة

عزمت نظرية جاردنر عن الذكاءات المتعددة أن هناك تمايزًا ملحوظًا في الذكاء البشري، فهو لا يُعتد به قدرة عامة واحدة، بل هو مزيج من القدرات، التي توجد إحداها بنسبة أكبر من الأخرى.

نالت نظرية الذكاءات المتعددة من الانتقادات نصيبًا وافيًا، باعتبار أنها اعتمدت على وجهة النظر الذاتية في الحكم، ناهيك عن افتقارها أي أدلة تجريبية.