أين تم العثور على جثة فرعون؟
ذُكرت في القرآن الكريم حادثة غرق فرعون، حيث قال الله -عز وجل-: (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ) ويُعتقد أن البحر الذي غرق فيه فرعون وقومه هو بحر القلزم، المعروف الآن بالبحر الأحمر، الذي يربط بين جدة ومصر.
قصة موسى مع فرعون
يُعتبر رمسيس الثاني، المعروف بالفرعون، أحد أعظم الحكام في تاريخ مصر، حيث تولى الحكم في زمن النبي موسى. عُرف ببطشه وظلمه، خاصة تجاه بني إسرائيل، حيث ادعى الألوهية وأمر الناس بعبادته. وعندما أدرك أن هناك نبيّاً سيُولد من بني إسرائيل ليخلصهم من الظلم، قرر مع حاشيته قتل جميع المواليد الذكور من بني إسرائيل.
لكن حكمة الله كانت أن امرأة فرعون كانت عاقراً. وعند ولادة النبي موسى، أوحى الله إلى والدته بإلقائه في الماء، كما ورد في قوله تعالى: “فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ”. وضعت موسى في تابوت خشبي، وجاءت به أمواج الماء إلى يدي آسيا، زوجة فرعون، التي أُشعل حب موسى في قلبها. طلبت من فرعون أن يتبناه كابن له، ومع إصرارها، وافق رغم جهله بأن هذا الطفل سيصبح رسولاً للإصلاح والعدالة.
دعوة موسى لفرعون
عندما كبر موسى، بدأ يدعو الناس إلى عبادة الله وحده ورفض عبادة فرعون. كانت معجزته العِصا التي كان يتكئ عليها. دعا فرعون موسى وأتباعه إلى مواجهة بالسحر، حيث اشتهر أتباع فرعون بمهاراتهم الكبيرة في هذا المجال. عند إلقاء السحرة للحبال والعصي، خيّل للناس أنها ثعابين تتحرك، كما قال تعالى: (قَالَ أَلْقُوْاْ فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ).
عندما ألقى موسى عصاه، تحوّلت إلى أفعى حقيقية، بقدرة الله -عز وجل-، وابتلعت عصي وحبال السحرة. عندها أدرك السحرة أن ما يحدث ليس سحرًا، بل هو من عند الله، وآمن بعضهم بموسى. لكن فرعون تهددهم بأن يقطع أيديهم وأرجلهم ويعاقبهم بشدّة.
ومع تزايد أعداد المؤمنين بالله، خاصة من بني إسرائيل، شعر فرعون بالقلق وقرر القضاء عليهم. قرر موسى الهرب مع أتباعه، حتى وصلوا إلى البحر. أمره الله أن يضرب البحر بعصاه، فانشق البحر، وظهر طريق يابس للمسير. وعندما عبر موسى وأتباعه، سعى فرعون وجنوده لدخول البحر أيضًا، فما كان من الله إلا أن أغرقهم.