عمر بن الخطاب
هو أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي رضي الله عنه، المعروف بلقب الفاروق، الذي يعكس عدله البالغ وقدرته على التمييز بين الحق والباطل. يُعتبر عمر واحداً من العشرة المبشرين بالجنة، وهو الخليفة الثاني بعد أبو بكر الصديق. كان عمر تاجراً مرموقاً بين صفوف قريش، واشتهر بقوته وشجاعته، كما كان يعد من أكثر الشخصيات معارضة للرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يدخل الإسلام.
إسلام عمر ومواقفه
أسلم عمر بن الخطاب في السنة السادسة من بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث سمع بخبر خباب بن الأرت الذي كان يُعلّم القرآن لابنته فاطمة وزوجها سعيد بن زيد. توجه إليهم مسلحاً بسيفه، لكنه أُعجب بما رأى، وبعد أن طلب الاستحمام، بدأ بقراءة القرآن، وفي تلك اللحظة، وفقه الله للإسلام. سهل إسلام عمر تيسير مسيرة المسلمين في مكة، حيث خرج المسلمون من دار الأرقم إلى الكعبة بثقة لم يسبق لها مثيل. ومن شجاعته أنه أعلن لأول مرة في ميدان قريش أنه سيهاجر، وقد تحدّى أي شخص لديه عائلة أو ولد أن يواجهه.
قبل وفاته، أوصى أبو بكر الصديق لاعتماد عمر خليفةً للمسلمين، وتمت بيعته سنة 13 للهجرة. وقد استمرت خلافته عشرين عاماً، برز خلالها بالعديد من الإنجازات، من بينها تنظيم شهر رمضان المبارك في السنة 14 للهجرة، وكان أول من قام بتفقد رعيته ليلاً. لقد وضع نظام الخراج وصاغ الدواوين وكتب التقويم الهجري، بالإضافة إلى أدائه للحج عشر مرات، بما في ذلك حجة النساء. كما نجح في فتح دمشق والقادسية والقدس.
مكان دفن عمر بن الخطاب
كان عمر رضي الله عنه يتمنى أن يُستشهد في سبيل الله، كثيراً ما كان يدعو قائلاً: “اللهم ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلدة رسولك”. وفي يوم من الأيام، بينما كان يؤدي صلاة الفجر في المسجد، تعرض للطعن في ظهره من قبل أبو لؤلؤة المجوسي، مما أدى إلى استشهاده في ليل الأربعاء من السنة الثالثة والعشرين للهجرة. وعندما علم أن من طعنه ليس من المسلمين، شكر الله لأنه لم يقتله أحد من المدافعين عن الإسلام. وقد دُفن بجوار الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق في الحجرة النبوية داخل المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة.