مكان وجود العصب الخامس يتمركز حول أجزاء معينة من الرأس، تتأثر بشكل واضح عند التهاب هذا العصب، كما أنه يعتبر العصب المسؤول عن تغذية العضلات المتحكمة في عملية المضغ، وحتى يمكن التعرف بشكل أدق عن مكام وجود العصب الخامس سنتحدث عبر موقع سوبر بابا عن جميع المعلومات التي ترتبط بالعصب الخامس.
مكان وجود العصب الخامس
إن مكان وجود العصب الخامس يقع بالجزء السفلي من الوجه ليبدأ من الأسنان السفلية مشتمل على اللثة السفلية والشفاه السفلية من الفم، بالإضافة إلى الفك وأجزاء معينة من الأذنين، وهو أحد الأعصاب الاثني عشر المسؤول عن كافة الألياف الحسية والحركية بالوجه.
حيث يتكون العصب الخامس من ثلاثة تفرعات أساسية، ألا وهي:
1- التفرع العيني (العصب العيني)
هو العصب المسؤول عن عملية الإحساس بجزئية فروة الرأس ومنطقة الجبهة وأعلى الجفنين حتى منطقة مقدمة الأنف.
اقرأ أيضًا: كيف يكون الصداع في مرض الأذن
2- التفرع الفكي (العصب الفكي العلوي)
يكمن في العصب المسؤول عن منطقة الجفنين وجانبي الانف والشفتين والخدين حتى منطقة الاسنان واللثة العلوية
3- التفرع الفكي السفلي (العصب الفكي السفلي)
يغطي هذا العصب إحساس منطقة الأسنان واللثة السفلية، بالإضافة إلى الشفاه السفلية والذقن والفك السفلي، وبعض أجزاء الأذنين.
حيث يكون ذلك من خلال التحكم في حاسة الإحساس بتلك المناطق، أما عند الإشارة إلى الألياف المسؤولة عن حركة العضلات التي يتولاها العصب الخامس، فهي جزء من تفرعات الفك السفلي المسؤول عن العضلات التي تقوم بعملية المضغ.
التهاب العصب الخامس
يعرف التهاب العصب الخامس على أنه تلك الآلام المبرحة التي تصيب نصف الوجه وتتميز بشدتها، كما أنه قد يحدث على هيئة نوبات عديدة كل بضعة ساعات أو دقائق أو ثوانٍ، وفي بعض الحالات المصابة بالتهاب العصب الخامس قد يحدث لها تلك النوبات مرة كل شهر.
من الممكن أن يتعرض الفرد لالتهاب العصب الخامس في أي مرحلة عمرية، إلا أن نسبة المصابين بهذا الالتهاب قد تتركز بشكل أكبر على كبار السن الذين تخطوا عمر الستين عام، وقد يرجع ذلك إلى بعض العوامل المؤثرة على صحة الجسم، مما جعلهم أكثر عرضة للإصابة عن غيرهم من الأشخاص الأقل عمرًا.
هناك احتمالية كبيرة تشير إلى إصابة الجانب الأيمن من الوجه بهذا الالتهاب بدرجة أكبر خمسة أضعاف من احتمالية إصابة الجانب الأيسر من الوجه.
حيث صنف هذا الألم من أشد الآلام التي قد يتعرض لها الوجه، نتيجة تشابه نوباته بالضربات الكهربائية التي تصيب منطقة الإصابة، كما أنه يتسبب نتيجة تشكيل ضغط مستمر من قبل أحد الأوعية الدموية الدماغية المؤثرة على العصب الخامس، مما يؤدي إلى عجز نقل الإحساس من المخ إلى الوجه في أغلب الإصابات.
في أغلب الحالات قد يصاب مرضى التصلب المتعدد بالتهاب العصب الخامس، حيث تكون الإصابة في جذع الدماغ ذاته، مما قد يتسبب في الشعور بألم شديد وظهور ورم يضغط على العصب الثلاثي بمنطقة الجذع الدماغي.
اقرأ أيضًا: كتلة متحجرة مكان الحقنة العضل
أعراض التهاب العصب الخامس
هناك بعض الأعراض التي يمكن من خلالها الاستدلال على إصابة الشخص بالتهاب العصب الخامس، وتشتمل تلك الأعراض على ما يلي:
- حدوث نوبات من الألم شديدة فى حدتها، قد تكون على هيئة وخز يشبه الصدمات الكهربائية، بشكل متتابع كل ساعة أو كل بضعة دقائق أو بعض الثواني، وقد تحدث متكررة في كل شهر مما يتوجب بالضرورة زيارة الطبيب على الفور للكشف عن الالتهاب إن كان ذلك يحدث في مكان وجود العصب الخامس الذي تم توضيحه من قبل.
- الشعور بألم مستمر ومع الإحساس بحرقة قد تتسبب في حدوث تشنجات بالوجه أو في ألم بالعصب الثلاثي.
- الشعور بألم في منطقة تغذية الأعصاب الثلاثة التي يتضمنها العصب الخامس، بما في ذلك الشعور بألم في منطقة الخد والفك السفلي والأسنان واللثة والشفتين، وقد يكون هذا الألم على فترات تزداد حدته مع الوقت، وقد يصل الألم في بعض الحالات إلى منطقة العين أو الجبهة.
- من الممكن أن يكون هذا الألم بأحد جانبي الوجه وبشكل خاص بالجانب الأيمن من الوجه، مما يدل على علامة واضحة بالإصابة بالتهاب العصب الخامس إن كان هذا الألم بشكل حاد في مكان وجود العصب الخامس.
- تركز الألم في بقعة واحدة من البقاع التي تتضمن مكان وجود العصب الخامس أو انتشار هذا الألم مع الوقت بشكل أوسع في أجزاء من الوجه.
- زيادة النوبات بشكل ملحوظ مع زيادة الألم بمكان وجود العصب الخامس.
- زيادة الألم بشكل واضح عند القيام ببعض الأنشطة التي تكمن في: تنظيف الأسنان بالفرشاة، غسل الوجه، الحلاقة، وضع المكياج، نسمة هواء خفيفة يتعرض لها الوجه.
زيادة تلك الآلام بشكل واضح عند المضغ أو البلع أو الشرب أو الضحك أو التواجد بأماكن تحتوي على تيار هواء بارد.
الفئات المعرضة للإصابة بالتهاب العصب الخامس
رغم أن التهاب العصب الخامس قد يصيب العديد من الأشخاص في كافة المراحل العمرية، إلا أن هناك بعض الفئات التي تعتبر مستهدفة بشكل شائع للإصابة بهذا النوع من التهاب العصب الخامس، وتتضمن تلك الفئات ما يلي:
- النساء هن الأكثر عرضة للإصابة بنسبة تفوق إصابة الرجال.
- الأشخاص الذين تجاوز عمرهم سن الخمسين عام قد يتعرضوا لالتهاب العصب الخامس بشكل أكثر من غيرهم في الأعمار الأصغر سنًا.
- قد يتعرض الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم إلى التهاب العصب الخامس بشكل أكثر عن الحالات الأخرى غير المصابة.
- الأفراد المنحدرون من عائلة لديها تاريخ مرضي يحمل الإصابة بالتهاب العصب الخامس.
أسباب الإصابة بالتهاب العصب الخامس
على الرغم من أن أغلب المصابين بالتهاب العصب الخامس لا يوجد أسباب واضحة تشير إلى تعرضهم لهذا الالتهاب، إلا أن هناك بعض العوامل التي قد يتعرض لها الشخص تصبح مساعدة في إمكانية الإصابة بالتهاب العصب الخامس، وتشتمل تلك العوامل على:
- الإصابة بالتصلب المتعدد وهو ينتج عن زوال مادة الميلانين من داخل العصب الخامس، وقد يظهر التهاب العصب الخامس في المراحل العمرية المتقدمة نتيجة حدوث هذا السبب الذي يعتبر بدوره عامل للإصابة بالالتهاب.
- تقدم العمر يعتبر في حد ذاته عامل في الإصابة بالتهاب العصب الخامس، ويرجع ذلك إلى ضعف والتهاب بعض النهايات العصبية بالجسم لا سيما أعصاب الوجه التي قد تعرض الشخص للعديد من الإصابات.
- الإصابة بورم يتسبب في الضغط على الأوعية الدموية المحيطة بالعصب السابع أو بأماكن تواجد فروع أعصابه الثلاثة بالوجه.
- التعرض للإصابة بمرض لايم أو داء الساركويد
- الإصابة بأحد أمراض الكولاجين الوعائية والتي منها مرض الذئبة الحمراء ومرض تصلب الجلد.
- تعرض الشخص لضربة قوية أو إصابة ما بأحد مناطق الوجه الذي يتركز بها مكان وجود العصب الخامس، كأن يتعرض لحادث ما يتسبب في إزاء أحد أجزاء الوجه.
- الإصابة بجلطة دموية بالدماغ بالقرب من مكان وجود العصب الخامس
- الإصابة بحالة من تمدد الأوعية الدموية داخل منطقة القحف وهو تجويف الجمجمة الذي يوجد أسفل طبقة سحايا المخ.
اقرأ أيضًا: أعراض الفشل الكلوي عند النساء
طرق تشخيص أعراض التهاب العصب الخامس
يوجد عدة طرق يمكن من خلالها الكشف عن أعراض التهاب العصب الخامس من قبل الطبيب، كما أن الأسباب وحدها قد تساعد في التعرف على الإصابة، والتي تتم عن طريق توجيه بعض الأسئلة من قبل الطبيب للحالة المرضية للتعرف إلى التاريخ المرضي لديه والذي قد يساهم في احتمالية إصابته بالتهاب العصب الخامس
كما يمكن تشخيص التهاب العصب الخامس من خلال إجراء الفحص السريري من قبل الطبيب من خلال استخدام بعض الأدوات للضغط على بعض أجزاء الوجه للكشف عن التهاب العصب الخامس إن كان هناك ألم بمكان وجود العصب الخامس.
من الممكن إجراء فحوصات تصوير الأشعة بالرنين المغناطيسي في حالة انتياب الطبيب بعض الشكوك في الإصابة بالتهاب العصب الخامس.
إجراء فحص التصوير المقطعي المحوسب (CT) إذا أراد الطبيب رصد مجموعة من الصور المساعدة في رؤية الأجزاء المصابة داخل دماغ، كما يتم هذا الفحص في حالة استبعاد المصادر المحتملة التي قد تسبب ضغط على العصب الوجهي عند إجرائها كما الحال لدى الأشخاص المصابين بورم أو كسر بأحد أجزاء الجمجمة.
إجراء فحص التحفيز أو التخطيط الكهربائي (EMG) للرغبة في الكشف عن تلف بمكان وجود العصب الخامس.
طرق علاج التهاب العصب الخامس
في بداية الإصابة بالتهاب العصب الخامس قد لا تحتاج الأعراض إلى تدخل علاجي، وذلك إذا تحسن الشخص بعد حوالي أسبوعين أو ثلاثة أسابيع مع عدم تكرار الأعراض مرة أخري، كما أنها قد تختفي بعد مرور شهر أو شهرين، إلا أن هناك بعض الحالات التي تتعرض لأعراض شديدة من الألم مما يستدعي بدوره البحث عن طرق علاجيه.
في تلك الحالات يتم العلاج بتناول أحد الأدوية العلاجية أو الحقن الفعالة أو عن طريق تناول بعض الادوية المضادة للالتهاب، وقد تحتاج بعض الحالات إلى العلاج الجراحي ويكون ذلك بعد محاولات عديدة للعلاج بالأدوية التي لا يجدي بأي فائدة في تحسن الحالة.
1ـ العلاج الدوائي
في بعض الحالات قد لا تجدي مسكنات الألم بأي نتائج فعالة للحد من ألم التهاب العصب الخامس، وفي تلك الحالة قد يصف الطبيب بعض الأدوية الأخرى التي تحتوي على مواد كيميائية تعمل كمضادات للالتهاب والتي تستهدف مكان وجود العصب الخامس بشكل خاص، وتشتمل تلك الأدوية على ما يلي:
- مضادات الاختلاج التي تساهم في تثبيط تهيج الأعصاب المحيطة بمكان وجود العصب الخامس.
- مرخيات العضلات التي من الممكن ان يتناولها المريض بمفردها كدواء للحد من ألام التهاب العصب الخامس، وقد تكون تلك الأدوية مساندة لمضادات الاختلاج.
- مضادات الاكتئاب ثلاثي الحلقات التي قد يصفها الطبيب للحالة التي تعاني من التهاب العصب الخامس نظرًا لتأثير هذا الالتهاب على الحالة النفسية لدى المريض، مما قد يعرضه للشعور بالاكتئاب أو التوتر في بعض الأحيان.
2ـ العلاج الجراحي
في بعض الأحيان قد لا تجدي الأدوية الطبية بأي نتائج علاجية، في تلك الحالة قد يضطر الطبيب إلى اتباع العلاج الجراحي، والذي يشتمل على:
ضغط البالون
في هذا النوع من العلاج يستخدم الأطباء بالون فارغ في المنطقة الفارغة بين العصب الثلاثي التوائم ومنطقة قاعدة الجمجمة، وحين يتم نفخ البالون يتم ضغط العصب الخامس على العظام الصلبة، الأمر الذي يمنع تلف العصب.
حقنة الغلسرين
يتم حقن تلك الإبرة التي تحتوي على مادة الغلسرين في السائل الشوكي المحيط بالعصب ثلاثي التوائم بقاعدة الجمجمة.
الاستئصال بالترددات الراديوية
يقوم الطبيب بتحديد مكان وجود العصب الخامس بشكل دقيق، في داخل العصب الثلاثي التوائم، ثم يرسل تيار كهربي بتلك المناطق لتخفيف إحساس الألم الناتج عن التهاب العصب الخامس.
تثبيط الضغط على الأوعية الدموية الدقيق
في هذا العلاج الجراحي يتم إخراج الأوعية الدموية المؤثرة على مكان وجود العصب الخامس، مما يعمل بدوره على تهدئه الألم المسبب لالتهاب العصب الخامس.
استئصال العصب في حالة التلف
قد تكون تلك الطريقة هي أبعد الطرق العلاجية التي يلجأ لها الطبيب بعد محاولات علاجية كثيرة قد فشلت في تحقيق الشفاء.
اقرأ أيضًا: أسباب الإسهال المستمر بعد الأكل
طرق الوقاية من التهاب العصب الخامس
لا يوجد طريقة وقائية معينة يمكن تجنبها للابتعاد عن الإصابة بالتهاب العصب الخامس، ولكن هناك بعض العوامل التي تتسبب بدورها في زيادة احتمالية الإصابة بالتهاب العصب الخامس، لذا من الضروري تجنب تلك النقاط التالية باعتبارها أحد الخطوات الوقائية لمنع الإصابة بالتهاب العصب الخامس:
- ممارسة التمارين المساعدة على ارتخاء العضلات والأعصاب بشكل دوري
- تجنب اللجوء على بعض التقنيات التجميلية التي قد ينتج عنها التهاب العصب السابع منها، كحقن البوتكس والفيلر بأحد مناطق الوجه.
- تجنب الضغوطات النفسية والتوتر النفسي خاصةً عند النوم.
- تجنب تناول الأطعمة الساخنة أو الباردة بشكل أكبر من اللازم، حتى لا تتعرض إلى التهابات في الأجزاء المسؤولة عن حاسة التذوق.
- العناية بالأسنان والفم بشكل دوري ومنتظم حتى لا تتعرض اللثة أو الأسنان لأحد الأمراض التي تزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب العصب الخامس.
إن العصب الخامس هو أحد الأجزاء الحساسة للغاية بالوجه، حيث إنها قد تتعرض للالتهاب نتيجة العديد من المؤثرات النفسية أو الصحية التي قد تطرأ على الشخص بشكل متكرر.