مكان ولادة الشاعر والكاتب الإنجليزي وليام شكسبير

أين وُلِدَ شكسبير؟

رغم عدم توثيق التاريخ الدقيق لميلاد الكاتب الشهير وليام شكسبير، يعتقد أنه وُلِدَ في 23 أبريل عام 1564 في مدينة ستراتفورد أبون آيفون في إنجلترا. ويُحتفل سنوياً بهذا التاريخ، حيث سُجلت معموديته في الكنيسة يوم الأربعاء في 26 أبريل، إذ كانت العادة تقتضي التعميد بعد ثلاثة أيام من ولادة الطفل. وتوفي شكسبير في 23 أبريل 1616، عن عمر يناهز 52 عاماً.

تصف المصادر الأولى حياة شكسبير بأنها كانت رتيبة ومملة، حيث وُلِدَ لأبٍ يُدعى جون شكسبير الذي كان نشطاً في مجالات متعددة من التجارة وأصبح عضواً محلياً في مجلس المدينة عام 1568، بينما كانت والدته ماري أردن تنتمي إلى عائلة نبيلة من بلدة ويلمكوت في وركشير. وبسبب الفجوة الاجتماعية بين والديه، واجه جون شكسبير العديد من التحديات بسبب المعايير الفكرية السائدة في القرن السادس عشر.

مدينة ستراتفورد أبون آيفون

تعتبر مدينة ستراتفورد أبون آيفون مسقط رأس وليام شكسبير، وتُعد جزءًا من ثاني أكبر مدن بريطانيا، أي مدينة برمنغهام. تحوي المنطقة جامعتي أكسفورد وكامبريدج، وهما من أقدم الجامعات في البلاد. تضم المدينة العديد من القرى والأكواخ القديمة ذات الجاذبية، وتمتد من حدود ويلز الغربية عبر تلال شروبشاير وصولاً إلى الساحل الشرقي في نورفولك. تُعرف مناطق وسط إنجلترا باسم “الأراضي الوسطى” (The Midlands) وتبعد حوالي ساعة و25 دقيقة عن العاصمة لندن بالقطار.

تقع ستراتفورد أبون آيفون في الريف الخلاب في وسط إنجلترا، مع إمكانية الوصول إليها عبر البر الرئيسي أو النهر. تُعتبر من الوجهات السياحية الشهيرة في بريطانيا، وتضم العديد من المواقع السياحية البارزة مثل:

  • منازل تاريخية.
  • مناظر خلابة لضفاف النهر.
  • أسواق وشوارع أثرية.
  • مطاعم رائعة.
  • المنزل التاريخي لوليام شكسبير وحديقته الجميلة.

عن وليام شكسبير

توجد معلومات قليلة عن حياة وليام شكسبير خلال سنواته الأولى، خاصة بين 1585 و1592، ولكن يُعتقد أنه تلقى تعليمه في المدارس المحلية، ويُفترض أنه انتقل إلى لندن لدراسة التمثيل. ومع ذلك، أغُلِقت المدارس في تلك الفترة بسبب تفشي الطاعون من يونيو 1592 حتى أبريل 1594، وخلال تلك الفترة، قام شكسبير بنشر أول قصيدتين له في 1593 و1594. وعلى الرغم من أن قصائده تعرضت لانتقادات شديدة من المحافظين بسبب الإيحاءات الجنسية، إلا أنها حققت شهرة واسعة في ذلك الوقت. في عام 1594، انضم إلى شركة اللورد تشامبرلين للتمثيل، وفي عام 1599، كان جزءاً من مجموعة تُعرف برجال تشامبرلين التي شكلت نقابة لإنتاج وتشغيل مسرح جديد.

تمت الإشارة إلى شكسبير كأهم كاتب مسرحي في عصره، حيث كان الناس في ذلك الوقت مهتمين بالشعر أيضاً، فألف سوناتات شكسبير في الفترة من 1593 إلى 1601، والتي نُشرت في عام 1609. تتكون هذه السوناتات من 154 قصيدة موزعة بين ثلاثيات ورُباعيات، وتتناول مواضيع متنوعة تتعلق بالحب والعواطف. كما أبدع شكسبير آلاف الكلمات في أعماله، مستلهمًا من اللاتينية والإنجليزية والفرنسية.

أصبحت دراسة شعر ومسرحيات شكسبير من الأنشطة الرائجة في عصره، خاصة أثناء فترة الازدهار الأدبي خلال السنوات الأخيرة من حكم الملكة إليزابيث. وهناك تكهنات تتعلق بحياته الشخصية، حيث يُعتقد أنه كان جنديًا وكاتبًا قانونيًا في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. يُقال إنه تزوج عند سن الثامنة عشر من آن هاثاواي، ابنة مزارع محلي، وله منها ابنة تم تعميدها في عام 1583 وتوأم تم تعميدهما في عام 1585.

في الختام، تُشير السجلات إلى عدم توافر الكثير من المعلومات عن بداية حياة شكسبير، لكن بعد إغلاق المدرسة بسبب الطاعون، زوّد الأدب بأعمال شعرية نالت القبول رغم الانتقادات. استمر بتقديم المسرحيات والقصائد التي حققت نجاحًا كبيرًا، ومن أشهرها سوناتات شكسبير المكوّنة من 154 قصيدة تعكس قضايا مختلفة.

أشهر أعمال شكسبير

ترك شكسبير العديد من الأعمال الفنية الناجحة قبل أن يتقاعد ويصبح مستثمرًا في العقارات بلندن، ومن أبرز أعماله:

  • مسرحية روميو وجوليت: المُنتَجة عام 1595، والتي أثرت في المسرح العالمي وأصبحت رمزًا للحب والوفاء بين العاشقين.
  • تاجر البندقية: كُتبت بين 1595 و1596، حيث عرضت الفروق الاجتماعية والطبقية في ذلك الحين، وأشارت إلى حاجة الطبقة الحاكمة للطبقات الأقل شأنًا.
  • هنري الخامس: مسرحية من 1597 إلى 1599 تصوّر تاريخ الملك الإنجليزي هنري الخامس وخطبته قبل معركة أزينكور، حيث تُظهر تطور الملك إلى حاكم مثالي.
  • ماكبث: الطُرِحَت للمرة الأولى عام 1606، تعالج موضوع الأنانية والطموح، وكانت تروي قصة امرأة تدفع زوجها إلى القتل لتحقيق أهدافها.
  • أعمال أخرى: من بين الأعمال المعروفة “الكثير من اللغط حول لا شيء”، “قرية”، “ليلة الملوك الثلاثة”، “عطيل”، “الملك لير”، و”كوريولانوس”.

الخلاصة

يُعتبر وليام شكسبير أحد أهم الكتّاب المسرحيين على مر العصور، وُلِد في ستراتفورد أبون آيفون عام 1564، وقد أسهم كثيرًا في الأدب من خلال انتقاده للطبقية والتمييز الاجتماعي في عصره. عكست كتاباته الصراع الاجتماعي بين عامة الشعب والنبلاء، وهو ما ظهر بوضوح في مسرحيتي “هنري الخامس” و”ماكبث”. عُرف شكسبير كأحد أعظم الكتّاب في تاريخ الأدب، ولا يزال تأثيره واضحًا في كافة مجالات الفنون الأدبية.”