سعود الشريم
تتميز الأمة الإسلامية بوفرة من الشخصيات البارزة التي تسهم في خدمة الإسلام ورفع دعوة الله تعالى، فقد أكرم الله هذه الأمة بفئة من الأشخاص المتطوعين الذين يكرسون جهودهم للحفاظ على تعاليم الدين وآدابه ونشرها بوسائل عدة. ومن بين هؤلاء العلماء الذين نفتخر بوجودهم في أمتنا الإسلامية، يأتي الشيخ سعود الشريم، الذي يُعد من حفظة القرآن الكريم برواية حفص بن عاصم منذ صغره. في هذا المقال، سنستعرض سيرة حياة هذا الشيخ الجليل.
نشأته وأصله
هو سعود بن إبراهيم بن محمد آل الشريم، وينتمي إلى قبيلة الحراقيص من بني زيد من قضاعة قحطان. يعود أصله إلى مدينة الشقراء، حيث سكن أجداده في العصور السابقة، وقد تولّى جدّه محمد بن إبراهيم الشريم إمارة مدينة الشقراء في عام 1322هـ، وظل والياً عليها حتى تخلى عن المنصب في عام 1340هـ، ليخلفه محمد بن سعود العيسي.
وُلد الإمام سعود الشريم في الرياض عام 1386هـ، ودرس فيها، حيث كانت مدرسته الابتدائية هي مدرسة عرين والمدرسة المتوسطة هي المدرسة النموذجية. أما المرحلة الثانوية فقد درسها في مدرسة اليرموك الشاملة.
بعد إنهاء دراسته الثانوية في عام 1404هـ، التحق الإمام سعود الشريم بالدراسة الجامعية في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وتخرج منها في عام 1409هـ. ثم حصل على درجة الماجستير من المعهد العالي للقضاء في عام 1413هـ، وبدأ بعدها في إعداد رسالة الدكتوراه بعنوان “المسالك في المناسك”، والتي حصل عليها بتفوق.
تعليمه
خلال مسيرته العلمية، تعلم الإمام سعود الشريم على يد العديد من العلماء المحترمين، أبرزهم الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، حيث حضر الدروس التي كان يقدمها في الجامع الكبير بالرياض، كما درس الفقه على يد الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين.
وكان حافظًا للقرآن الكريم، حيث حرص على مراجعة وتلاوة ما حفظه، حتى يُقال إنه أتم حفظ سورة النساء أثناء انتظاره عند إشارة المرور.
إنجازاته
يمتاز الإمام سعود الشريم بأسلوبه الفريد في تقديم الدروس، حيث يتمتع بحسن المعاملة وثقافة عالية، ويوصل علمه بشغف ومحبة دون أن يبخل على أحد. علاوة على ذلك، يتمتع بشخصية قوية ومتواضعة، مما جعله يشغل عدداً من المناصب المهمة على مدار حياته، منها تعيينه بالمعهد العالي للقضاء وإماماً وخطيباً في المسجد الحرام منذ عام 1412هـ، بالإضافة إلى عمله كقاضٍ في المحكمة الكبرى بمكة المكرمة. وله أيضًا العديد من المؤلفات القيمة مثل “كرامات الأنبياء”، و”المنهاج للمعتمر والحاج”، و”أصول الفقه”.