من أعراض الخجل السلوكية تجنب الغرباء والشعور بالإحراج عند البدء بالحديث

من أعراض الخجل السلوكية تجنب الغرباء والشعور بالإحراج عند البدء بالحديث

كثيرًا ما يُقال إن من أعراض الخجل السلوكية تجنب الغرباء والشعور بالإحراج عند البدء بالحديث، ولكن هل تعني هذه الأعراض بالضرورة المُعاناة من الخجل؟ أم أن لها أبعاد أُخرى؟ وما هي الأعراض التي يتم التوصل من خلالها إلى مُعاناة المرء من الخجل من منظور علم النفس؟ موقع سوبر بابا هُنا لإجابتكم عن كافة هذه الأسئلة.

من أعراض الخجل السلوكية تجنب الغرباء والشعور بالإحراج عند البدء بالحديث

هُناك عدد كبير من المواقف التي تجعلنا عُرضةً للحديث مع أُناسٍ جُدد لا نعرفهم للمرة الأولى على الإطلاق، وفي مثل هذه الحالات يظهر المنظور الحقيقي للمرء حيال فكرة الحديث، تبادل النظرات أو حتى التواجد في مكانٍ واحد في الأساس مع الغير.

هذه الحالة كثيرًا ما يتم الإشارة لها بكونها من صور الخجل، ووفقًا للخُبراء الخجل ما هو إلا شُعور يميل على إثره المرء للإحساس بكونه قلق، مُتوتر ولا يرغب في التعرف على أُناسٍ جُدد أو التعامل مع من هُم خارج إطار دائرة معارفه التي يأمن بداخلها وينشط بشكلٍ طبيعي بين أركانها.

الحديث هُنا يشمل الأصدقاء، الأهل، أفراد الأُسرة بالإضافة إلى زُملاء العمل والدراسة، وهذا يعني أن فكرة الخجل قد تُلازم المرء في أي مرحلةٍ من مراحل حياته بغض النظر عن سنه، المركز الذي يشغله بالإضافة إلى مدى ذكائه وقُدرته على الإدراك والتفكير.

لكن كثيرًا ما يُنظر إلى الخجل بكونه حدث عارض، يُصيب البشرة كافة في مرحلةٍ ما من مراحل حياتهم، ولكن ماذا إن استمر؟ وهل من المُمكن أن يتطور ويُعاني المرء الذي يشعر بالخجل من مُضاعفاتٍ أخرى؟

قبل التوصل إلى الإجابة عن كافة هذه الأسئلة علينا في بداية الأمر الحديث عن فكرة الأعراض في سبيل تشخيص ما إذ كُنت تُعاني من الخجل أم لا في المقام الأول.

في هذا الصدد كثيرًا ما يُقال إن من أعراض الخجل السلوكية تجنب الغرباء والشعور بالإحراج عند البدء بالحديث، وهذا صحيح في الواقع عند مرحلةٍ ما، وقد تطرأ أعراض أُخرى أبرزها:

1- الأعراض العاطفية والسُلوكية

الخجل في المقام الأول يُعتبر من الاضطرابات التي كثيرًا ما ترتبط بالجانب النفسي والسُلوكي العاطفي، وعلى إثر ذلك تطرأ على هذه الجوانب عدد كبير من التغيرات في التعامل مع البشر، وبعد أن عرفنا أنه من أعراض الخجل السلوكية تجنب الغرباء والشعور بالإحراج عند البدء بالحديث نستعرض لكم مجموعة الأعراض الأُخرى التي قد تُشير إلى ذلك مثل:

  • القلق الدائم تجاه الشُعور بالإحراج والإذلال نظرًا للقيام ببعض الأمور البسيطة والطبيعية مثل سؤال أحد المارة في الشارع عن مكانٍ ما لا تعرف طريقه.
  • القلق المُستمر حيال حُدوث أمرٍ ما مُخيف ومُربك.
  • عدم الرغبة في الاختلاط مع الغير في غُضون المواقف الاجتماعية التي تُحتم عليك القيام بذلك.
  • الخوف من رُدود الأفعال التي قد تواجهها على إثر التعامل مع الغير، والتي غالبًا ما تكون افتراضية، ولكن هذا الخوف يُساهم في ترسيخها داخل العقل ويبدأ في إيهامك بكونها حقيقة.
  • التوقع الدائم للنتائج السيئة فيما يخُص المواقف التي ستجمعك مع شخصٍ آخر أيًا كانت هوية هذا الشخص.
  • الارتباك والخوف من فكرة كون الآخرين لهُم القُدرة على مُلاحظة مدى خوفك وقلقك.

من الجدير بالذكر كون ما تم ذكره من أعراض الخجل السلوكية تجنب الغرباء والشعور بالإحراج عند البدء بالحديث وغيرها من العلامات أعلاه تختص بشكلٍ أكبر بالأطفال في سن الدراسة، المُراهقين وحتى البالغين، ولكن الأطفال في المراحل العُمرية والسنية الأصغر تظهر عليهم أعراض أُخرى أبرزها:

  • الدُخول في حال من البُكاء.
  • المُعاناة من نوبات الغضب.
  • رفض التحدث مع الغير سواء ما كانوا من الأقارب أو الأغراب.
  • التشبث بالوالدين ورفض التعامل بأي شكلٍ من الأشكال مع الغير.

اقرأ أيضًا: ما هو الاكتئاب الموسمي

2- الأعراض الجسدية

الخجل يُعد شُعورًا واضطرابًا نفسيًا وذهنيًا غريبًا، ويرجع السبب وراء ذلك إلى كونه ينعكس على الجانب البدني والجسدي بشكلٍ كبير ليُظهِر على إثر ذلك بعض الأعراض الجسدية المُزعجة والتي سُرعان ما تزيد من الشُعور بالتوتر والخجل إلى حدٍ كبير، ومن أبرز هذه الأعراض:

  • احمرار الوجنتين بسبب الخجل.
  • التعرق الشديد غير المُبرر.
  • تزايد مُعدل ضربات القلب.
  • الشُعور بالانزعاج والاضطرابات المعدية والتي تؤول كثيرًا إلى فكرة الغثيان ورُبما التقيؤ في بعض الحالات.
  • صعوبة في التقاط الأنفاس بسبب اضطراب القُدرة على التفكير وتقسيم المهام.
  • المُعاناة من شد عضلي.
  • الشعور بكون العقل خالٍ من كافة الأفكار والتوجهات الذهنية والإدراكية.
  • التلعثُم أثناء الحديث، وخاصةً في حال ما كان ذلك أمام مجموعة كبيرة من الناس.
  • الارتجاف تعبيرًا عن شِدة الريبة والقلق.
  • الشُعور بالصُداع الخفيف.
  • الميل إلى الإحساس بالدُوار والدوخة.

اقرأ أيضًا: علاج الوسواس القهري نهائيًا

الآثار الناتجة عن الخجل

تطرقنا إلى الحديث عن الخجل من ناحية الأعراض، وعرفنا أنه من أعراض الخجل السلوكية تجنب الغرباء والشعور بالإحراج عند البدء بالحديث، وقد تعود هذه الحالة في أثرها على الجانب الجسدي، النفسي والسلوكي على حدٍ سواء، وعلى إثر ذلك يُعاني المُصابون بالخجل من أمورٍ مُشتركة نتاج هذا الاضطراب أبرزها الامتناع عن كُل ما يلي:

  • تكوين صداقات جُدد.
  • استعمال دورات المياه العامة الخاصة بالمطاعم، المقاهي وحتى التي تتواجد في الشارع بشكلٍ عام.
  • دُخول الغُرف التي يتواجد فيها بعض الأشخاص بالفعل.
  • تناول الطعام بالتزامن مع وُجود أشخاصٍ آخرين.
  • الذهاب إلى المدرسة، الجامعة أو حتى العمل.
  • حُضور حفلات الزفاف، أعياد الميلاد وغيرها من صور التجمعات الاجتماعية.
  • أخذ الخطوة الأولى في مُناقشةٍ أو حديثٍ ما.
  • التواصل بشكلٍ بصري مع الغير لمُدة تزيد عن ثانية.
  • العمل على إعادة بعض المُنتجات إلى المتجر الخاص بها لعدم مُلائمتها.

اقرأ أيضًا: كيف تتغلب على الخوف من الناس

الفرق بين الخجل والرهاب الاجتماعي

من الأمور التي لا بُدَّ من معرفتها فيما يخُص الشُعور بالخجل وفكرة التوتر الذي يتزامن معه هو أنه في الكثير من الأحيان يحدُث لبس واختلاط بين الخجل والرهاب من التعامل الاجتماعي، فباطلاع هذه الحالة سنجد أنه من أعراض الخجل السلوكية تجنب الغرباء والشعور بالإحراج عند البدء بالحديث، والأمر سيان بالنسبة للرهاب في واقع الأمر.

الفرق الرئيسي بين الخجل والرهاب الاجتماعي يكمُن في كون الخجل من صور الأعراض شائعة الحُدوث، والتي كثيرًا ما ترتبط بموقف مُعين أو تفكير غير صحيح، وغالبًا ما تكون مؤقتة، ويتسم من يُعاني بالخجل بكونه كثيرًا ما يشعر بعدم الارتياح.

لكن على الرغم من ذلك يُمكن لمن يُعاني من الخجل العمل على تحفيز نفسه وتخطي هذه المرحلة فيما يُعرف باستجماع الشجاعة، ونُعاني من ذلك كثيرًا بشكلٍ شائع، فمن منا لم يُفكر في التراجع عن التوجه إلى إحدى مُقابلات العمل؟ وعلى الرغم من ذلك تدفع نفسك للدُخول ليكون أمرًا واقعًا تتأقلم عليه.

هذا لا يُعد مُمكنًا في الغالبية العُظمى من حالات الرهاب، فمريض الرُهاب يميل إلى الابتعاد قدر المُستطاع عن التعامل مع الغير، وفي المثال الذي تم ضربه عن مُقابلات العمل سنجد أن هذا الشخص سيلوذ بالفرار قبل أمتارٍ من الشركة التي يقصدها بدلًا من إجبار نفسه على دُخولها.

يتسبب ذلك في جعل حياة من يُعاني من الرهاب الاجتماعي أشبه بالجحيم، فلن يكون قادرًا بسبب ما يُعاني منه على التعامل بشكلٍ طبيعي مع أفراد المُجتمع في سبيل التعاون والتبادل المُشترك الذي تقوم عليه حياة الإنسان بشكلٍ طبيعي ودوري.

لكن على الناحية الأُخرى نجد الخجول يتعامل في الكثير من الأحيان مع أُناسٍ آخرين على الرغم من كونه يشعر بالتوتر، الخوف، القلق والانزعاج بشكلٍ عام، مع العلم أن من يُعاني من الخجل بشكلٍ دوري عرضة للإصابة بالرهاب الاجتماعي في حال ما لم يُحاول تخطي هذه المرحلة في أسرع وقتٍ مُمكن.

وجب علينا القول إن الخجل، الهلع والرهاب الاجتماعي وغيرها من المخاوف والاضطرابات النفسية بشكلٍ عام تُعتبر من صور الأمراض الحقيقية والتي يجب على المرء العمل على علاجها في سبيل تخطي هذه المرحلة، ومن يُعانون من ذلك هُم في أمس الحاجة إلى المُساعدة من قبل الأصدقاء، المعارف، الأهل وحتى الطبيب النفسي، ولا يدعو ذلك للخجل.