جاءت أساليب وأدوات حروب الجيل الرابع مغايرة تمامًا للحروب التقليدية النظامية، فباتت هي الأكثر تأثيرًا وتدميرًا رغم عدم اعتمادها على العتاد العسكري، فلا مجال لنزاهة المعارك ولا كرامة المحاربين.. فقد تغيرت الأسلحة، وأصبحنا أكثر تعقيدًا، ونوافيكم بأهم تلك الأساليب من خلال سوبر بابا.
أساليب حروب الجيل الرابع
بدأ مفهوم حروب الجيل الرابع يظهر على الساحة لاسيما بعد الغزو الأمريكي للعراق، فها هي الولايات المتحدة خرجت متكبدة كثير من الخسائر المادية والبشرية، فالحرب قد طالت واستنزفت معها الموارد.
لذا.. تعلمت أمريكا الدرس، ولم تضطر إلى الدخول في مواجهة مباشرة مسلحة مرة أخرى، طالما كان الهجوم متاحًا بطريق غير مباشر، فكانت الحرب “اللا متماثلة”، وهي حرب أمريكية بشكل صرف، ذات خلايا خفية، تجول في العالم بأسره، لضرب المصالح الحيوية، وفرض الهيمنة.
إلا أن استقرار الدولة وصلابتها يقف سدًا منيعًا أمام وسائل تلك الحروب، فالدولة الضعيفة هي التي تجد فيها أساليب حروب الجيل الرابع متنفسًا للنشوء.
- تستخدم كل أدوات الدعاية الحديثة والميديا الأكثر تطورًا.
- تعمل على شن هجمات على الثقافات والأيديولوجيات.
- تستغل الاختلافات ليكون محلًا للصراع العرقي والديني.
- تكثيف الشائعات.
- المعلومات الزائفة والمغلوطة لتحييد الرأي العام عن الواقع الأهم، ليكون مهتمًا بمنعدم الأهمية.
- التصيد للحكومات في أوجه القصور التي من الطبيعي ألا تكون بمعزل عنها.
- أساليب الفتك الذهني والتضليل.
- زرع العملاء الإلكترونيين.
- خلق قصص إعلامية تنقلها إلى الإعلام دون تفنيد أو استقصاء.
- ترويع المدنيين يصل إلى حد الإبادة الجماعية، حيث يحل الخراب والتدمير على إثر التنظيمات الإرهابية (تنظيم القاعدة، داعش).
- ضرب المرافق الاقتصادية والمنشآت في مصالح الدولة الحيوية، لإضعاف هيبتها.
- الاعتماد على وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة، المختلفة والمعارضة.
- استغلال منظمات المجتمع المدني.
- تقديم الدعم اللوجيستي.
- من أهم أدوات وأساليب حروب الجيل الرابع الاعتماد على الإرهاب والتطرف، وتبعاته.. فالإرهاب هو فكرة في المقام الأول.
اقرأ أيضًا: بحث عن حروب الجيل الرابع pdf
الأدوات الداخلية والخارجية لحروب الجيل الرابع
الأدوات الداخلية | الأدوات الخارجية |
إنهاك قوى الدولة | حرمان النظام من المساعدات الخارجية |
زعزعة الاستقرار الداخلي | تشويه صورة النظام السياسي |
إضعاف تماسك الشعب | إنهاك الدولة بشكل ممنهج لتحقيق انهيارها التام |
الشائعات كوسيلة في حروب الجيل الرابع
أصبحت الجماعات المعادية للتقدم، تلك التي تروج إلى أدوات وأساليب حروب الجيل الرابع، تعمل على استغلال الطفرة التكنولوجية لصالحها.
- تعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي لترويج أي من الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة، والشائعات الزائفة، حتى تذهب بالرأي العام إلى مطاف آخر.
- من خلال الشائعات، تُخلق الأزمات بين المواطنين.. لاسيما التي تروج من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
- تستهدف تلك الشائعات والمعلومات المغلوطة العقول الشابة لمحو التاريخ من أذهانهم، والسيطرة عليهم.
- يُحاول مروجو الشائعة أن يجعلوا المعلومات المؤكدة من المصادر بمعزل عن وصول الرأي العام.
- إنّها الحرب الخبيثة.. التي تعمل على بث الشائعات لإحداث الفتنة، وتزييف كل ما هو حقيقي صائب.
- تثير الشائعات حالة من الفوضى والبلبلة بين مُستمعيها، بل وتجعلهم فاقدي الثقة في الحكومات.
- تنشر بذلك حالة من الإحباط بين المواطنين، فهي كطلقات الرصاص التي تصيب العقول والتوجهات.
- ناهيك عن أن المسؤول عن الأمر إن لم ينفِ الشائعة أو يردها، فإن هناك حالة من السخط والعدوانية تبدأ في الظهور.
اقرأ أيضًا: الشبكة الأكثر كفاءة في المملكة
لم كانت وسائل التواصل الاجتماعي هي السلاح النووي لحروب الجيل الرابع؟
- لأنها تصيب جميع القوى في الدولة.. في مقتل.
- بسبب انتشارها وزيادة أعداد مُستخدميها.
- لا تتقيد بحدود سياسية.
- تتنامى وتزداد مع الوقت.
- لا مجال للأعباء المالية أو الإدارية.
- المخاطر المحتملة محدودة.
- شمولية استخدامها.
- لا تحتاج إلى القوة والعنف لنشرها.. بل يبحث عنها الأفراد بمحض إرادتهم.
- لا تخضع لدولة بذاتها، فتغلبت بذلك على البعد الجغرافي، وباتت عابرة للقارات.
- كل المواد قابلة للأرشفة والاستعادة بأقل جهد.
- مجهولية مصدر التنفيذ بإخفاء الهوية.
- القدرة على مخاطبة كافة أنواع العقول، والذهاب إلى مناطق جذب كل فئة مجتمعية على حدة.
- سرعة النشر هائلة.
- أساليبها متدرجة ومدروسة.
- قدرتها على المناورة الحادة.
تغير أسس الحرب في الجيل الرابع
- تجاوزت المفهوم العسكري الضيق للحرب، وباتت بصدد مفهوم أوسع وأكثر خطورة.
- تُدار الحرب عن بعد.. باستخدام أدوات لا عسكرية (اقتصادية، سياسية، ثقافية، اجتماعية).
- قاعدة الحرب غير وطنية، بل متعددة الجنسيات.
- الصراعات منخفضة الحدة.
- الاعتماد على تكتيكات التمرد.
- تتأسس على صراعات معقدة، وتتبنى تكتيكات ذات اختلافات واضحة في أساليبها.
- تُدار بشكل لا مركزي.
- تتخلى عن التسلسل الهرمي للقيادة.
- تنطلق من ذهنية مغايرة اعتمادًا على أسلحة معنوية شرسة.
- لا يُمكن للعتاد العسكري والتكنولوجيا بمفردهما الانتصار في تلك الحروب.
- تبرز خطورتها في قدرتها على التأثير السريع، اعتمادًا على بث السم في العسل إن جاز التعبير.
- الهدف النهائي لها فرض الإدارة والهيمنة على الدولة المستهدفة.
من الأكثر عرضة لحروب الجيل الرابع؟
الحق يُقال.. ما إن ارتأى أصحاب تلك الحروب إلى الثغرات التي يُمكنهم من خلالها شن الهجمات، فإنهم لن يترددوا أبدًا.
لذا؛ تعد الدول متعددة القوميات هي الأكثر تعرضًا لتلك الحروب، حيث يُمكن استغلال تباينها المذهبي، وإحداث النزاعات البينية بين شعبها ومواطني الدولة الواحدة.
بل وحشد ذلك التباين وتعزيزه من كافة الجوانب، إعلاميًا وماديًا ونفسيًا.. حتى تعم الفرقة والفوضى، وتضعف مؤسسات الدولة، ويُصبح جيشها منهكًا، وتخور قواها، وتُصبح مهيأة لفرض الهيمنة.
ناهيك عن دول أخرى تجد فيها حروب الجيل الرابع فريسة سهلة.. تلك التي تجد فيها حالة من تفشي الجهل والفوضى وتدني التعليم وانتشار الفساد لاسيما السياسي، والركود الاقتصادي.
اقرأ أيضًا: مقدمة بحث عن الذكاءات المتعددة
كيف تواجه المنطقة العربية أخطار حرب الوكالة؟
إنّ حروب الجيل الرابع على ذلك النحو تُعتبر مدعاة لتعريض الأمن القومي العربي للخطر، لأن منطقة الشرق الأوسط لاقت في الآونة الأخيرة ظهورًا كبيرًا من الإرهاب، والجماعات المتطرفة التي تُهدد دواخله.
تركز حروب الجيل الرابع على ما يُعرف بالحرب النفسية، أي أنها تضغط المجتمعات على كافة الجوانب.. الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية، فتعمل على مناطق الضعف.
كما تؤثر على تماسك الدول بإحلال التناقضات والخلافات محل التعاون، فيكون هناك مجالًا للمشكلات العرقية التي تجعل الدولة في مآلها إلى السقوط والانهيار.
لذا لابد من إدارة ذلك الصراع، والمواجهة لا التغافل أو التجاهل.. من خلال بعض الآليات.
- الاستجابة إلى المتطلبات الاجتماعية.
- التشارك مع المواطنين.
- تشتيت العناصر المتمردة.
- تعزيز الوعي المجتمعي بخطورة تلك الحروب النفسية.
- تعزيز سيادة القانون.
- تفتيت القوة الرئيسية المحركة لزمام الأمور.
- الحرص على شفافية القرارات الحكومية.
- كشف العقائد والمصالح لمحركي أدوات حروب الجيل الرابع أمام العيان.
صارت الحروب عند الأجيال الراهنة أكثر عنفًا وأشمل كآبة وتدميرًا، بل وأسوأ أخلاقًا.. فتجاوزت التحول النمطي في المعارك واعتمدت على اختلافات نوعية.