من هم المؤتفكات في القرآن

من هم المؤتفكات في القرآن

من هم المؤتفكات في القرآن؟ وما هي قصتهم؟ فالقرآن الكريم ينقل لنا الكثير من القصص التي حدثت مع الأنبياء والرسل، ولماذا اختارهم الله ليحملوا رسالته إلى الناس لهداهم، فقد جاء كل رسول بدعوة مختلفة ليهدي الناس إلى الحق ومنهم من آمن ومنهم من كفر لذلك سوف نتحدث اليوم عن المؤتفكات من خلال موقع سوبر بابا.

من هم المؤتفكات في القرآن

جاءت كلمة المؤتفكات في القرآن الكريم بقوله تعالى )أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) كما قال الله تعالى (وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ) وقوم لوط- عليه السلام- هم المقصودين بالمؤتفكات في الآيات، لأنهم قد كذبوا الرسول وكفروا برسالته التي أنزلها الله عليه.

فقد مارسوا اللواط، لذا أهلكهم الله سبحانه وتعالى بما ارتكبوا من ذنوب، والمقصود بالإفك هنا هو الكذب المفتريّ، فعندما يقال أفاك فيقصد بها أن هذا الشخص كاذب.

اقرأ أيضًا: معلومات دينية عن قصص التابعين

ضيوف سيدنا لوط ومراودة القوم

عندما دعا سيدنا لوط عليه السلام إلى ربه أن ينصره على القوم الظالمين الذين كفروا برسالة النبي، فأنزل الله ملائكته إلى قوم لوط ليلحقوا بهم العذاب، وكان الملائكة هم “ميكائيل وجبريل وإسرافيل” فذهبوا إلى الرسول ليبشروه بغلام اسمه إسحاق عليه السلام، وينقلون له خبر إهلاك قومه.

الفزع ظل على وجه سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما علم ان قوم لوط سيهلكون، وحاول الجدال مع الملائكة حول الأمر، وأخبرهم أن سيدنا لوط يعيش في وسطهم، وسوف يصيبه الهلاك معهم، فقالت له الملائكة أن الله سيهلك القرية بأكملها إلا لوط عليه السلام.

فقد قال الله في قرآنه الكريم (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ (75) يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۖ إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76) سورة هود.

ثم ذهبت الملائكة إلى سيدنا لوط بعدما خرجوا من عند إبراهيم ودخلوا إليه عند الظهيرة.

لم تقم الملائكة في بداية الأمر بإخبار سيدنا لوط أنهم منزلين من الله، وقد ظنهم ضيوفًا، فقام بضيافتهم وأكرمهم، لكنه كان يشعر بالضيق والهم والحزن الشديد، وذلك لأنهم جاءوا على هيئة شبان أصحاب جمال فائق ومشرق الوجه، فخاف عليهم من أن يصيبهم قومه بالأذى، وخاف من الفضيحة التي قد تحدث له.

عندما شاهدت زوجة لوط الشبان، ذهبت مسرعة إلى قومه لتخبرهم بوجود شبان غاية في الجمال في منزل زوجها، فهي كانت كافرة بدين الله وكانت تتبع قومه.

فجاء القوم مسرعين إلى بيت لوط، ويسألونه بطريق ملحة أن يخرج ضيوفه حتى يتمكنوا منهم، فخرج إليهم سيدنا لوط، وأغلق الباب على ضيوفهم وحاول إقناعهم أن يتركوهم، ولكن قومه لم يستمعوا له وكانوا يحاولون أن يقتحموا الباب حتى يروا الضيوف في الداخل.

اقرأ أيضًا: الكبائر السبع المذكورة في القرآن والسنة

أصحاب المؤتفكات في القرآن

من هم المؤتفكات في القرآن؟ وهل اتبعوا نبيهم؟ هم قوم لوط- عليه السلام، وعاشوا في “أيل” بفلسطين، حيث أقام سيدنا لوط مع عمه إبراهيم عليه السلام، وذهب إلى الشرق وكان بها قوم عمورية وسدومة.

حيث أنزل الله رسالته على لوط عليه السلام ليأمر الناس أن يتركوا الدين الذي يتبعوه ويعبدون الله وحده لا شريك له، ويأمرهم أن يتركوا الفواحش، وقد أجاب سيدنا لوط إلى نداء الله عز وجل، وذهب إلى قومه ليأمر بالعودة إلى الله وأن يتركوا ما يفعلوه.

بدأ قوم لوط عليه السلام باتباع العادات السيئة من الفواحش التي تغضب الله، كان قوم لوط يمارسون الرزيلة وكان الرجال يأتون الرجال من دون النساء، وقد رغبوا في خروج سيدنا لوط من القرية، فقام سيدنا لوط بتحذير قومه من غضب الله عليه ونزول عذاب الله فوق رؤوسهم.

بعد أن امتنعوا عن دعوة سيدنا لوط فقد أمر الله سبحانه وتعالى الملائكة أن تخرج سيدنا لوط من القرية بقوله تعالى (أَخْرِجُوا آَلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ)، فالطهر قد تسبب في غضبهم وكانوا يعاندون وجادلوا الرسول، وتحدوا النبي أن ينزل الله عليهم العذاب لو كان صادقًا فيما يقول.

فقال الله عليهم على ألسنتهم (ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) وعندها دعا سيدنا لوط الله أن ينجيه من القوم الظالمين فاستجاب الله لدعائه وخسف الأرض بهم.

اقرأ أيضًا: معلومات عن أول من سمى القرآن الكريم بالمصحف

لماذا سمي لوط بهذا الاسم؟

هناك العديد من المعاني التي تقوم بشرح اسم سيدنا لوط من خلال اللغة العربية، منها تفسير اللحياني الذي قال (لاط شخص ما بالحوض أي أنه وضع الطين عليه وصبغه به، فمعنى اللاط تعني أنه التصق به، وفي حديث الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- قال (من أحب الدنيا التاط منها بثلاث ـ أي التصق بها ـ شغل لا ينقضي، وأمل لا يدرك، وحرص لا ينقطع) وجاء بمعنى آخر يختص بالحب الشديد أي أنه التصق به.

يقول لاط حبه في القلب، أي أنه يلتصق في قلبه، فعندما نذكر الالتصاق بشيء ما نقول، لاط بالشيء فقد لاط به ويلوط لوطًا وقد يليط ليطًا.

ورد في تفسير الليث علي أن اسم لوط جاء لاسم الرسول لوط عليه السلام الذي أرسله الله إلى قومه ليدعوهم إلى الله ويحذرهم من الهلاك، وأن يتركوا الفواحش التي يقومون بها، ولكنهم قد كذبوا.

فلذلك اشتق البعض اسم لوط من أفعال قومه الشنيعة، ولكن هذا بعيد تمامًا عن التفسير الملائم، لأن الله عز وجل قد ذكر النبي قبل أن يذهب إلى قوم عمورية وسدومة، عندما قام بالهجرة مع إبراهيم عليه السلام

المؤتفكات ليسوا بقوم لوط الذين هلكوا فقط، ولكن هم الأشخاص الذين يمارسون نفس الفاحشة في أي مكان وزمان، فالجميع لازال يرى ويسمع الكثير من الرجال يتبعون نفس الفاحشة.