من هو أول فدائي في الاسلام؟ ولماذا سمي بذلك؟ كان من الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- الذين فازوا وتميزوا بصحبة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان يتصف بالعديد من الصفات التي يتحلى بها الصحابة ومنها الشجاعة والقوة والتضحية بأرواحهم وحياتهم في الغزوات والمعارك في سبيل الله ونشر الإسلام ونصرة رسول الله، فمن هو ذلك الفدائي وما هي قصته؟ هذا ما نتناوله من خلال موقع سوبر بابا.
من هو أول فدائي في الاسلام؟
الصحابي الجليل (علي بن أبي طالب) هو أول من فاز بلقب أول فدائي في الإسلام، فماذا فعل ليلقب بهذا اللقب؟ هذا ما سنعرفه من خلال الفقرات التالية تباعًا، والتي تعرض لنا قصة حياته من نشأته حتى وفاته.
اقرأ أيضًا: أول طبيب في الإسلام
قصة فداء علي بن أبي طالب للرسول
بعد أن اتفق أعداء الإسلام على أن يقتلوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو نائمًا في فراشه، على أن يجمعوا من كل قبيلة رجل قوي لينفذوا خطتهم.
- في ذلك الوقت أمر الله -عز وجل- رسوله الكريم بالهجرة إلى المدينة المنورة، خاصة بعد انتشار خبر التخطيط لقتل الرسول وما يحمله الكفار من غدر وشر لرسول الله.
- أسرع على بن أبي طالب لإخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر.
- قرر على أن يفدي الرسول بروحه وحياته، وأن ينام مكان رسول الله في الفراش، وأن يهاجر الرسول ليلًا.
- حاصر الكفار منزل الرسول صلى الله عليه وسلم، وبدأوا في تنفيذ خطتهم والهجوم على النبي الشريف وقتله.
- هنا اكتشف الكفار أن النائم ليس برسول الله وأنه على بن أبي طالب، وبهذا العمل الجليل الفدائي المشرف نال على بن أبي طالب -رضي الله عنه- لقب أول فدائي في الإسلام.
- ظهرت عظمة الله -عز وجل- وقدرته في نجاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- من غدر الكفار.
من هو على بن أبي طالب؟
هو على بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن مناف، وابن عم رسول الله، وينتمي إلى أشراف عائلات قريش. وولد بمكة عام 599 ميلاديًا.. وفيما يلي نبذة عن حياته.
- كان أصغر أبناء أبي طالب، وأمه فاطمة بنت أسد.
- رباه الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن أخذه من عمه أبي طالب ليخفف العبء على عمه.
- لقب علي بن أبي طالب بأمير المؤمنين، وكانت يسمى أيضًا بأبو الحسن نسبة إلى ابنه الأكبر الحسن.
- كان بشوش الوجه، أسود البشرة، حسن الملامح كأنه القمر في ليلة البدر.
- لا يخلو وجهه من الابتسامة، شجاع، مقدام، أصلع الرأس، كبير اللحية.
- ناصرًا لدين الله وأكثر دليل على ذلك فدائه لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
- تزوج علي بن أبي طالب من السيدة فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك في السنة الثانية من الهجرة بعد أن انتهت غزوة بدر.
- أنجب عليّ أن أبي طالب من السيدة فاطمة الزهراء أم كلثوم وزينب والحسن والحسين رضي الله عنهن وعنهما.
اقرأ أيضًا: من هو الصحابي الذي حج سرًا
مكانة علي بن أبي طالب في الإسلام
تربى على بن أبي طالب -رضي الله عنه- في بيت النبي، وعرض عليه الرسول الإسلام، فأسلم على الفور بعد أن أبلغ أبيه، وكان رد أبيه: “يا بني ما كان محمد أن يأمرك إلا بخير”، وكان يتميز على بن أبي طالب بمكانة كبيرة فكان:
- يتميز بكثرة العلم، والحكمة، زاهدًا في الحياة الدنيا.
- كان على بن أبي طالب صغير السن عندما أسلم، ومع ذلك كان يقف عند الكعبة ويقود من يريد الدخول في الإسلام إلى دار الأرقم سرًا.
- من العشرة المبشرين بالجنة.
- مستشارًا لأبي بكر للأمور الدينية.
- كاتبًا للوحي وذلك بعدما أوكل إليه رسول الله هذه المهمة.
- رابع الخلفاء الراشدين بعد استشهاد عثمان بن عفان.
خلافة على بن أبي طالب
استمرت خلافة على بن أبي طالب -رضي الله عنه- أربعة أعوام، وتمت مبايعته على الخلافة يوم 24 من ذي الحجة عام 35 هجريًا، واستطاع في هذه المدة تحقيق الكثير من الإنجازات للدولة الإسلامية.
- حرص على تقديم المشورة والنصح من خلال إلقائه خطبة يوم الجمعة، حيث تمتعت خطبته بألفاظها القوية، والعبارات القصيرة الواضحة المعنى.
- زادت الإيرادات في عهده مقارنة بالنفقات.
- قام بتوزيع الفائض من الإيرادات بما يضمن التكافل الاجتماعي.
- كان يتمتع بالأمانة والعدل.
- كان يطلع على مظالم الناس وحقق يوم مخصوصًا لذلك الأمر.
حينما جاءه أخوه يطلب منه أنه يعطيه من مال المسلمين، فاتفق معه على أن يقابله في المسجد يوم الجمعة، وعندما جاء الموعد وامتلأ المسجد بالمصلين، قال على رضي الله عنه: “ مَا تَقُوْلُ فِيْمَنْ خَانَ هَؤُلاءِ، فَقَالَ أَقُوْلُ إِنَّهُ رَجُلُ سُوْءٍ، فَقَالَ إنَّكَ سَأَلْتَنِيْ أَنْ أَخُونَهم”.
كذلك حينما طلب منه أحد أصحابه بالتقرب إلى الأشراف بإعطائهم المال، فرفض على وقال: “ أَتَأْمُرُوْنِيْ أَنْ أَطْلُبَ النَّصْرَ بِالجَوْرِ فِيْمَنْ وَلّيْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الإسلام وَاللهِ لاَ أَفْعَلُ ذَلكَ لَوْ كَانَ هَذَا المالُ لِيْ لَسَوَّيْتُ بَيْنَهُم فِيْهِ كَيْفَ وَإِنَّمَا هِيَ أَمْوَالُهُم”.. وها هي الأمثلة جليّة على أمانته.
مشاركة علي بن أبي طالب في الغزوات
شارك على ابن أبي طالب في العديد من الغزوات، حيث شارك الرسول في جميع غزواته ماعدا غزوة تبوك، وكان في ذلك الوقت خليفة في المدينة المنورة بأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشارك أيضًا الخلفاء الراشدين في غزواتهم.
كان يتصف بقدرته العالية على إدارة الغزوات والمعارك، وبراعته في المناورات العسكرية خداع العدو.. ومن المواقف الدالة على شجاعته في الغزوات والمعارك:
- عندما قال: “أنا أبارزه يا رسول الله”، وذلك بعد أن تقدم عمرو بن ود أحد المشركين في يوم الخندق وقال متحديًا المسلمون: “هل من مبارز؟”، وكان يتصف عمرو بن ود بضخامة الجسم والبنية وكان يخاف أن يصارعه أي أحد.
- أيضًا في غزوة بدر، حينما بارز على بن أبي طالب رضي الله عنه بكل شجاعة الوليد بن عتبة وقتله.
- في غزوة خيبر، كان هو من فتح حصون خيبر بعد أن استلم الراية من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اقرأ أيضًا: من هو أبو هريرة رضي الله عنه باختصار
استشهاد علي بن أبي طالب
استشهد على بن أبي طالب على يد عبد الرحمن بن ملجم الذي ضرب على بسيفه بعد صلاة الفجر.
حملوا الصحابة عليًا إلى بيته ومسكوا عبد الرحمن بن ملجم وأحضروه إلى على الذي قال: “إن مت فاقتلوه، وإن عشت فأنا أعلم كيف أصنع به”، ولكن وافته المنية وكان لسانه يكثر من قول لا إله إلا الله محمد رسول الله.
هذا هو علي بن أبي طالب الصحابي الجليل.. وقصة فداءه لرسول الله ضربت أروع الأمثلة في التضحية بالنفس من أجل نشر الإسلام، فكل الفخر لك يا من فزت بحب وصحبة رسولنا الكريم.