من هو النبي الذي قتله قومه داخل الشجرة بمساعدة إبليس؟ ولماذا يريد إبليس التخلص من الأنبياء بهذه الرغبة؟ وكيف بدأت قصة إغوائه لبني آدم؟ فهو شيطان رجيم، لا ينفك حتى يُسبب الأذى لبني البشر بسيل من الأذى، ولم يسلم منه الأنبياء، وعبر سوبر بابا نُعرفك السبب تفصيلًا.
من هو النبي الذي قتله قومه داخل الشجرة بمساعدة إبليس؟
سعى إبليس دائمًا أن يتخلص من الأنبياء؛ فقد كانوا هم من يدعون إلى عبادة الله الواحد، وهذا ما لم يرده إبليس بتاتًا، لذا سعى إلى الوسوسة بآذان العِباد كي يقتلوا الأنبياء.
مثال على ذلك نبي الله يحيي الذي وهبه الله لزكريا بعد أعوام من الوحدة، فقد كانت هُناك امرأة زانية أرادت أن تُغير شرع الله، حينها رفض يحيي عليه السلام، فأمرت بقتله بفعل وسوسة إبليس.
حتى نبي الله زكريا خططوا لقتله، ولمّا علم هو بهذا هرب منهم إلى الغابة، وحينها وجد شجرة أذن الله أن تُفتح كي يختبأ بها، ودخل بالفعل وأغلقت عليه، ولكن إبليس أمسك بطرف ثوبه، فعرف القوم مكانه.
حينها نشروا الشجرة وهو فيها، فمات زكريا عليه السلام، وحين صعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء في رحلة الإسراء والمعراج، حكى له أن هذه هي الطريقة التي قتلها بها قومه.
اقرأ أيضًا: من هو الصحابي الذي حج سرًا
إغواء إبليس لبني آدم
خلق الله الدنيا في ستة أيام، وخلق الملائكة والجان، ومن بينهم إبليس، والذي كان حسن الشكل والهيئة، وكان وقتها عابدًا لله، وأعطاه سبحانه ملكًا واسعًا.
إلا أن الله -سبحانه وتعالى- خلق آدم من صلصال، وأمر الملائكة والجان أن يسجدوا له، فاستكبر إبليس عن ذلك غرورًا وتكبرًا منه، ونزلت في ذلك الآية الكريمة.
“وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هذا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاحتنكن ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورًا (63)” (سورة الإسراء الآية 63).
كما ورد في سورة الحجر آيات بينات، تؤكد على هذه القصة، حينها أمره الله أن يخرج من الجنة، كما وأخرجه سبحانه من رحمته إلى يوم القيامة.
“وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ (35)” سورة الحجر.
لكن إبليس لم يكفه هذا، بل رغب في أن ينتقم من بني آدم جميعًا، وألا يتركهم يتنعمون أبدًا ويعبدون الله سبحانه في سلام، لذا طلب من الله أن يتركه في الأرض إلى يوم البعث خالدًا، رغبة منه في إغواء بني آدم.
“قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (37) إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40)“.
لكن الاستثناء الوحيد كان المخلصين في عبادة الله تعالى، أولئك لن يتمكن إبليس من المساس بهم أبدًا.
اقرأ أيضًا: من هو الصحابي الذي اهتز عرش الرحمن لموته وما الدليل على ذلك
خِداع إبليس لآدم عليه السلام
تحريض إبليس على قتل أحد الأنبياء داخل شجرة كان من ضمن سيء أفعاله، فقد تسبب في خروج آدم عليه السلام من الجنة بوسوسة ليس لها سابقة عهد.
أمر الله تعالى أن يدخل آدم عليه السلام الجنة، سامحًا له بأن يتمتع بكل ما بها هو وزوجته، إلا شجرة واحدة، قال تعالى: “وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هذه الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ”.
لكن إبليس لم يصمت، بل ذهب وقال لهما هذه شجرة الخلد، فأغواهما فأكلا منها، قال تعالى: “فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ على شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يبلى”، بل قال لهما إبليس “وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21)”.
لكن حين أكلا منها لم يصبهما الخلد، بل بدت لهما عورتهما، فما كان منهما أن سترا نفسيهما من ورق الجنة، قال تعالى: “فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ (22)” سورة الأعراف.
قد أتى التأكيد على الطريقة التي أغوى بها إبليس لآدم وحواء في الآية الكريمة: “فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هذه الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ”.
لكن بعدها تاب الله سبحانه وتعالى على آدم عليه السلام، فقد دعاه كثيرًا إلى أن صفح عنه، قال تعالى: “قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)” سورة الأعراف، لكن أمره أن ينزل للأرض ليعمر فيها، ويبنيها، على أن يأمن شر إبليس الذي سيكون له ولزوجه بالمرصاد، يضلهما عن سبيل الله.
“فتلقى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)” سورة البقرة.
أنزل الله سبحانه وتعالى على بني آدم لِباسًا يواريهم عن الأنظار، قال تعالى: “يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التقوى ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26)” سورة الأعراف.
تحريض إبليس لقتل أحد أنبياء الله تعالى في شجرة كان فعلًا بالغ الشر والسوء، إلا أنه بالفعل شيطان رجيم، لا يمكن حصر أفعاله المشينة أبدًا.