من هو سيد الخزرج في الإسلام

من هو سيد الخزرج في الإسلام

من هو سيد الخزرج في الإسلام؟ وكيف دخل الإسلام؟ هناك الكثير من الألقاب التي لقب بها الصحابة، ويجهلها الكثير من المسلمين، وغالبًا ما كانت ترتبط ألقابهم بالصفات الكريمة التي كانوا يتحلون بها، ومن خلال موقع سوبر بابا سوف نتعرض لأحد أبرز الصحابة في تاريخ الإسلام.

من هو سيد الخزرج في الإسلام

تعد الخزرج من القبائل العربية التي عاشت في يثرب قبل أن يهاجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتمتد سلالة الخرج إلى قبيلة أزد في دولة اليمن، وكلمة الخزرج تعني الرياح الجنوبية أو الرياح التي تأتي بقوة، فقد اشتهرت قبيلة الخزرج بالكرم والشجاعة، ومن بين الشعراء الذين اشتهروا بها هو كعب بن مالك، وهو أحد أهم الشعراء الذين دخلوا في دين الله.

هو سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة الخزرجي الأنصاري الساعدي، شهرته أبو ثابت وأبو قيس، فقد جاء عن أم سعد بن عبادة وهي عمرة بنت مسعود بن قيس بن زيد مناة، وهي إحدى النساء اللاتي بايعن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ثم قد وافتها المنية بعد خمسة سنوات من هجرة رسول الله.

فقد روى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورى عنه سعيد بن المسيب والحسن البصري، ويوجد له روايات عند أبي داوود والنسائي، فقد قيل عنه انه قد شهد بدرًا بينما ورد عن سعدً بن عبادة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(كان يَتهَيَّأُ للخُروجِ إلى بَدرٍ، ويَأتي دُورَ الأنصارِ يحضهم على الخروجِ، فنُهِشَ، فأقامَ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لئِنْ كان سَعدٌ ما شهِدَ بَدرًا، لقد كان حَريصًا عليه).

اقرأ أيضًا: متى أسلم خالد بن الوليد

أحد نقباء الأنصار سعد بن عبادة

قام الرسول صلى الله عليه وسلم بمنح الأنصار أن يقومون باختيار رجال من بينهم حتى ينوبون عنهم في أي مشورة، وينفذون ما يقولون، ويقوم الناس بأخذ مشورتهم بكافة الأمور التي تخصهم.

فقام الأنصار باختيار أثنى عشر شخصًا من بينهم من الخزرج والأوس دون مناصفة بينهم، ولم يهتموا أن كانت هناك حروب فيما بينهم سابقًا، ولكنهم ظلوا أخوانًا بفضل الله.

كان الأمر الذي اعتد عليه الأنصار في اختيارهم هو الاستحقاق، دون حدوث أي نزاع، فقد قاموا باختيار تسعة أشخاص من الخزرج وثلاثة من الأوس، فقد كان سعد بن عبادة من بين هؤلاء التسعة الذين تم اختيارهم من الخزرج.

فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب الأنصار، وجاء في ذلك ما رواه سعد الخدري حينما قال: (كان يَتهَيَّأُ للخُروجِ إلى بَدرٍ، ويَأتي دُورَ الأنصارِ يحضهم على الخُروجِ، فنُهِشَ، فأقامَ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لئِنْ كان سَعدٌ ما شهِدَ بَدرًا، لقد كان حَريصًا عليه).

دخول سيد الخزرج في الإسلام

بعد دخول سعد بن عبادة إلى الدين الإسلامي، لم ينجو سعد من سوء أفعال قريش، فعندما علموا أن الأنصار بايعوا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في السر، ظل أهل قريش يطاردون الأنصار وقاموا بأسر سعد بن عبادة.

قاموا بربطه من يديه إلى عنقه، ولأنه كان لديه شعر كثيف ظلوا يجذبونه من شعره ويقومون بضربه، حتى قام رجلان من أهل قريش بخلاصه من أيديهم، لأن سعد قد منحهم معروف في بلده، وكان سعد من بين الصحابة الذين كسروا أصنام بني سعدة.

اقرأ أيضًا: من أول من عدا بفرسه في سبيل الله

ملامح شخصية سعد بن عبادة

كان سعد بن عبادة من قوم الخزرج وهو أحد الأشراف المعرفون، وقد قيل عنه بعض الأشياء التي تحدد أهم ملامحه الشخصية، فقد كان من الذين يقومون بكتابة اللغة العربية الجاهلية، وكان يجيد السباحة.

كان أيضًا يجيد فنون القتال مثل الرماية، وكان يطلق عليه بين القبيلة التي يعيش فيه لقب “الكامل” وذلك لأنه كان يجيد الكثير من المهارات، وكان سيد الخزرج في الإسلام لديه صفات أخرى وهي:

أولًا: الشجاعة والإقدام

من إحدى صفات سيد الخزرج في الإسلام هي الشجاعة والإقدام، يشير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الناس في يوم غزوة بدر، فتقدم سعد بن عبادة حتى يقوم بالحديث.

بعد أن استوعب أن الرسول يرغب في التعرف على موقف الأنصار وقال سعد (إيانا تريد يا نبي الله، والذي نفسي بيده لو أمرت أن نخوض البحار لفعلنا، ولو أمرت أن نقوم بضرب كبد الإبل الغماد لضربنا)

ثانيًا: شدة الغيرة

كان سعد بن عبادة شديد الغيرة، مواقفه تثبت ذلك، عن عباس قال: لما نزل قول الله تعالى:

(وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلاَ تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا) فقال سعد بن عبادة، وهو سيد الخزرج: (يا رَسولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَجِدُ مع امْرَأَتِهِ رَجُلًا؛ أَيَقْتُلُهُ؟ قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: لَا، قالَ سَعْدٌ: بَلَى، وَالَّذِي أَكْرَمَكَ بالحَقِّ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اسْمَعُوا إلى ما يقولُ سَيِّدُكُمْ).

قالوا: يا رسول الله لا تلقى عليه اللوم، فهو رجل شديد الغيرة، والله لم يتزوج أي امرأة إلا بكرًا، ولم يقوم بطلاق أي امرأة قط، فقد اجترأ رجل من بيننا أن يتزوجها من غيرته الشديدة.

فقد قال سعد (والله يا رسول الله- إني لأعلم أنها حق، وأنها من عند الله، ولكني تعجبت أني لو وجدت لكاع قد تفخذها رجل، لم يكن لي أن أهيجه ولا أحركه حتى آتي بأربعة شهداء، فو الله لا آتي بهم حتى يقضي حاجته).

ثالثًا: الثبات على الرأي

قد ثبت هذا في يوم السقيفة، عندما بايعه الأنصار، بعد ذلك وقعت البيعة إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه فظل سعد بن عبادة متمسك برأيه ولم يقوم بمبايعة أحد حتى يوم وفاته.

رابعًا: الجود والسخاء

كان سيد الخزرج في الإسلام حاله مثل حال آبائه في صفات الكرم والسخاء، وكان يشتهر بالجود، فقد كان لهم أطم ينادي عليها يوميًا (من أحب الشحم واللحم، فليأت حصن دليم بن حارثة)، وعندما هاجر الرسول إلى المدينة كان يرسل إليه قصعة كل يوم من ثريد اللحم، أو غيره، وكانت قصعة سعد تلف مع النبي في ديار أزواجه.

اقرأ أيضًا: معلومات عن الصحابي حذيفة بن اليمان

الحروب التي قادها سيد الخزرج

قام سيد الخزرج بالمشاركة في العديد من الغزوات التي قام النبي- صلى الله عليه وسلم- بقيادتها مثل غزوة الخندق وغزو بدر وغزوة أحد وغيرها من الغزوات، تمثل قبيلة سعد العامل الرئيسي في الإقدام والعدد في جيش النبي- صلى الله عليه وسلم- وكانت قبيلة الأوس تمثل نفس الأمر والقبيلتان عرفوا بالأنصار.

فقد أنزل الله عليهم في كتابه الكريم قوله: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، وجود الأنصار أعطى إلى جيش الرسول قوة أمام أعداء الله ورسوله.

كان سعد بن عبادة هو من يحمل راية الأنصار في العديد من الغزوات، بينما كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحمل راية المهاجرين، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقوم بأخذ مشورة سعد بن عبادة ولديه قدر كبير من الثقة فيه.

حيث قام النبي بخلافته على المدينة، عندما قام بالخروج في غزوته الأولى، وكانت غزوة وهدان الذي استهدف فيها عير قريش.

كان سيد الخزرج في الإسلام يمتلك الصفات التي جعلت رسول الله يثق فيه في العديد من المعارك والغزوات، وهناك العديد من الصحابة الذين منَّ الله عليهم بالكثير من الصفات العظيمة.