من هو صاحب لقب صقر قريش؟ وما هي أهم صفاته؟ تتعدد ألقاب العرب وتختلف من شخص إلى آخر، حيث تُعد هذه الألقاب هي عبارة عن صفات يتحلى بها الفرد، مما يؤدي إلى غُلبة هذه الصفة عليه، حتى تُصبح جزء من شخصيته واسمه، لذلك سنعرض لكم الآن إجابة سؤال من هو صاحب لقب صقر قريش من خلال موقع سوبر بابا.
من هو صاحب لقب صقر قريش
حمل هذا اللقب مؤسس الدولة الأموية في بلاد الأندلس، هو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، كما يُعد هو ابن الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، الذي يُنسب إليه أنه استطاع أثبات أن الإسلام باقِ في الأندلس لجميع الناس.
أما عند الحديث عن سبب إطلاق هذا اللقب عبد الرحمن بن معاوية فيرجع إلى الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور، الذي استطاع أن ينتصر عليه عبد الرحمن في الحرب التي دارت بينهما، فلذلك قام بإطلاق هذا اللقب عليه.
من الألقاب الأخرى التي حملها عبد الرحمن، هو عبد الرحمن الأول لكونه هو أول خليفة للدولة الأموية، وعبد الرحمن الداخل، وذلك بسبب دخوله الأندلس والنجاح في فتحها والدخول إليها في فترة النزاعات القبيلة التي كانت قائمة فيها، أما عند الحديث عن كنيته فهي أبو المطرف أو أبا زيد.
بعد أن تعرفنا على إجابة سؤال من هو صاحب لقب صقر قريش، فقد قام عبد الرحمن بتأسيس الدولة الأموية في الأندلس في عام 138هـ، وذلك كان بعد سقوط الدولة الأموية في دمشق عام 132هـ، فقد فعل ذلك بعد محاولات دامت أكثر من ست سنوات.
حيث تمكن في نهاية المطاف من أن يدخل إلى الأندلس أثناء فترة النزاعات القبلية وحركات التمرد على الولاة التي كانت قائمة فيها، فقد كانت هذه الثورات شديدة للغاية حيث كان يحاول عبد الرحمن طوال فترة حكمه التي دامت حوالي 33 عامًا في إخماد هذه الثورات التي كانت حادثة في أغلب أرجاء الأندلس.
اقرأ أيضًا: من هو أبو هريرة رضي الله عنه باختصار
حياة عبد الرحمن بن معاوية
في إطار حديثنا حول من هو صاحب لقب صقر قريش ، فقد وُلد عام 113هـ/ 731م، أي في خلال فترة خلافة جده هشام بن عبد الملك، في بلاد الشام عند قرية تعرف بدير حنا، قام جده بتربيته وذلك بسبب وفاة أبيه شابًا في عام 118م، أي كان عبد الرحمن لم يبلغ الخمس سنوات حتى من عمره.
قام جده بتنشئة وتأسيس عبد الرحمن في جو الخلافة، فقد كفله هو وأخوته، فتعلموا منه أسس الحكم والخلافة، حيث يوجد قصة طريقة وراء ذلك، وهي أن عم أبيه الفارس مسلمة بن عبد الملك، وصلته نبوءة تنص على:
” أن عدواً سيأتي من الشرق ويقضي على الحكم الأموي، إلا أن فتى أموياً سوف يتمكن من إقامته من جديد في بلاد الأندلس”، فعندما رأى مسلمة عبد الرحمن بعد وفاة أبيه علم بأنه الفتى المذكور في هذه النبوءة.
ففي عام 132هـ قام العباسيون بتدمير الدولة الأموية في دمشق، ففر إلى المغرب، ومن هناك بدأت حملته على الأندلس، فقد دخل إلى الأندلس في هذه العام، وعند دخوله أتاه أبو عثمان وعبد الله بن خالد، وقاموا بالتوجه ثلاثتهم إلى منزل أبو عثمان الذي يتواجد في حصن طرش.
حيث سوف يُصبح هذا المكان هو مقر تجمع أنصار الدولة الأموية فيما بعد، ولكن سرعان ما وصل الخبر إلى يوسف بن عبد الرحمن الفهري، الذي كان دائمًا ما تحدث صراعات بين أبيه وبن عبد الرحمن بن معاوية، فحاول تفريق جماعته ولكنه لم يستطع ذلك.
فقام بتكوين جيش على الفور وذهب حتى يلاقيه، ولكن لم يكن عبد الرحمن بن معاوية أن جيش يوسف سوف يواجهه، فعندما علم تحرك على الفور وقام بتجهيز الجيش الخاص به، وفي رحلته إلى المكان الذي سوف يُلاقي فيه جيش يوسف.
تمكن من إخضاع جميع المدن التي مر عليها، حتى تمكن من الوصول إلى إشبيلية التي وضعها تحت حكمه، واستطاع أن يجمع في هذه الرحلة أكثر من ثلاثة ألاف مقاتل، كان الاتفاق بين الطرفين أن يجتمعا بالقرب من قرطبة حتى تكون هي معترك القتال.
لذلك فقد حاول عبد الرحمن بن معاوية من السيطرة وإخضاع قرطبة تحت إمرته، ولكنه لم يتمكن من فعل ذلك، حيث كان يوسف يُحاول فعل نفس الشيء من ناحيته، فحاول عبد الرحمن من مبايعة يوسف، ولكنه رفض.
لكن عند معرفة يوسف الفهري بعدد الجنود مع عبد الرحمن، حاول أن يقوم بإغراء عبد الرحمن بالمال وأنه سوف يُزوجه بنت من بناته، ولكنه لاقى الرفض من قِبل عبد الرحمن، وفي الليل تحرك جيش عبد الرحمن حتى يُفاجؤوا جيش يوسف في منتصف الليل.
لكن فشلت محاولة عبد الرحمن في القيام بذلك، حيث عًلم جيش يوسف وتحرك أيضًا ناحية جيش عبد الرحمن، فتلاقى الجيشين عند مفترق النهر بالقرب من قرطبة في موقعة يُطلق عليها موقعة المصارة، ودارت معركة حامية بين الطرفين، فعند أحساس يوسف بأنه لم يتمكن من الانتصار على جيش عبد الرحمن.
أشيع بين الجنود أن عبد الرحمن يحاول أن يفر بجوادة ويتركهم، ففي هذه الاثناء، وعند وصول هذه الإشاعة إلى عبد الرحمن، قال مقولته الشهيرة “إن فرسي قلق لا يتمكن معه الرمي!”، ومن ثم نزل عن جوادة وركب بغلًا ضعيفًا حتى يتمكن من إثبات أنه لن يذهب إلى أي مكان.
من الجدير بالذكر أنه في نهاية هذه المعركة انتصر جيش عبد الرحمن بن معاوية على جيش يوسف الفهري، وبعد الانتصار عاد عبد الرحمن إلى قرطبة وتمكن من فتحها وتأسيس مركز الإمارة فيها.
اقرأ أيضًا: من هو ذو القرنين المذكور في سورة الكهف
أهم المعارك التي خاضها صقر قريش
ففي إطار حديثنا حول من هو صاحب لقب صقر قريش، فمن الجدير بالذكر أنه لم يجلس يوسف الفهري مكتوفي الأيدي بعد المعركة السابق ذكرها في الفقرات السابقة، بل قام بتأسيس جيش آخر من جماعة الأنصار، حتى يُلاقي جيش عبد الرحمن مرة أخرى، ولكن هذه المرة، كانت لديه خطة.
فقد كان يحاول جذب عبد الرحمن إلى خارج قرطبة إلى مدينة جيان، ففي أثناء تلاحم الجيشين، ذهب هشام بن عروة الفهري إلى قرطبة ويقوم بتدمير قصر الإمارة في قرطبة.
سرعان ما علم عبد الرحمن بهذا الأمر فتوجه على الفور إلى الصميل حتى يلاقيهما، ولكنه ترك حامية صغيرة على قرطبة لتأمينها، وعند وصوله إلى هناك تمكن من حصار جيش يوسف، مما أدى إلى طلب يوسف وهشام الفهري المُصالحة بينهما جراء أن يقوموا هما بتقبل إمارته وعد التقرب منها مرة أخرى.
فقبل عبد الرحمن بن معاوية هذا الاتفاق لكن بشرط أن يُقدك يوسف الفهري ولديه عبد الرحمن وأبي الأسود محمد كرهينتين عنده يقوم بإعتقالهما في قصر قرطبة كضمان للوفاء بعهد أبيهم، وبالفعل قبل يوسف هذا الشرط، وحدث هذا الأمر في عام 140هـ.
لم يمضي عام على هذه الموقعة إلا وحاول مرة أخرى أنصار يوسف أن يقومون بثورة على عبد الرحمن عام 141هـ، فتمكن يوسف الفهري من الهرب إلى ماردة، وعلم عبد الرحمن بقيامه بهذا الأمر فذهبت قوات عبد الرحمن وراء عمه الذي كانت يقطن معه وتمكنوا من ملاحقته وسجنه، ولكنهم لم يتمكنوا من الإمساك بيوسف الفهري.
ففي أثناء ملاحقته تمكن عبد الرحمن الداخل من حصار إشبيلية التي كان يحكمها في هذا الوقت عبد الملك بن عمر المرواني، الذي لم يتمكن من التصرف في هذا الأمر، فحاول يوسف الفهري من التدخل، فقضى على الحاكم وأبنه وسُجن يوسف الفهري، وتمكن عبد الرحمن من التخلص من جميع أنصاره.
أهم أعمال صقر قريش
بعد هدوء الثورات التي كانت تحدث أغلبها بفعل يوسف الفهري، تمكن عبد الرحمن بن معاوية من تأسيس دولة في قمة الروعة، تقوم في الأساس على العلم والحضارة والنظم الأساسية التي قام بوضعها عبد الرحمن، ففي إطار إجابتنا حول من هو صاحب لقب صقر قريش، سنعرض لكم الآن أهم الأعمال التي قام بها عبد الرحمن في النقاط التالية:
- استطاع عبد الرحمن من أن يجعل الأمن الداخلي ينتشر في دولته، حيث قام بإنشاء جهاز للشرطة، الذي كانت مهمته فقط أن يقوم بتأمين البلاد من الداخل.
- اهتم بجميع الشؤون الخارجية للدولة من حماية حدودها إلى كل شيء يخصها من الخارج، بل تمكن أيضًا من وضع الأسس الداخلية في جميع الشؤون الداخلية لدولته.
- حيث قام بالاهتمام بالجيش إلى أبعد حدود، فقام بتأسيس بعض الأمور فيه، ومن أهمها: أنه قام بالاعتماد على عنصر الفولدين والأمازيغ والصقالبة واليمينين كعناصر أساسية في الجيش الخاص به.
ذلك لمهاراتهم العسكرية، كما عمل على إنشاء العديد من مصانع الأسلحة المختلفة كمصانع السيوف على سبيل المثال، حاول أن يقوم بتدعيم الأسطول البحري للدولة من جميع الجهات، وبالفعل استطاع فعل ذلك من خلال إنشائه للعديد من الموانئ كميناء أشبيلية وبرشلونة.
- اهتم بالعلم كثيرًا، حيث قام بنشر العلم، معى توجيه الاحترام التام للعلماء، مع اهتمامه بديوان القضاء، وأعاد أسس الشريعة الإسلامية مرة أخرى في البلاد، فبدأ يعمل على النهي عن المنكر، والأمر بالمعروف.
- من أهم أعماله هو إنشاء مسجد قرطبة الكبير، وهو من أعظم المساجد في التاريخ الإسلامي فهو صرح للعبادة.
- اهتم أيضًا بالجانب الحضاري للدولة كثيرًا حيث قام بتشييد العديد من المباني الرائعة كالحصون والحدائق مثل حديقة الرصافة التي تُعد من أكبر حدائق العصر الإسلامي، كما قام بتأسيس أول دار لسك العملة الإسلامية.
اقرأ أيضًا: من هو الصحابي الذي تسلم عليه الملائكة وتزوره
وفاة عبد الرحمن بن معاوية
من خلال حديثنا حول من هو صاحب لقب صقر قريش، فتوفي هذا الحاكم الجليل في جمادى الأولى من عام 172هـ في مدينة قرطبة، ودُفن فيها.
كان لم يبلغ من العمر 59 عامًا فقط، ولكن عمره الافتراضي كان أكبر بكثير من عمره الحقيقي، فقد حمل عبء أكبر من عمره منذ وفاة أبيه، وحتى تمكن من فتح الأندلس، وتأسيس الدولة الأموية من جديد.
على الرغم من أنه كان يفُضل الجلوس في قرطبة لأنها مركز الإمارة، إلا قضى من عمره حوالي 19 عامًا في دمشق والعرق،وتوفي بعد حكم طال لمدة 34 عامًا، تخلل هذه الفترة الكثير من النجاحات التي قام بفعلها، بالإضافة للكثير من الصراعات والثورات التي واجهته طوال فترة حكمه.
لكنه كان جدير بها، حيث استطاع أن يخمد نيران جميع الثورات التي حدثت في عهده، وكان يقضي على كل من يحاول الاقتراب من الدولة الأموية، وذلك من خلال الأسس والنظم التي وضعها.
عند الحديث عن إجابة سؤال من هو صاحب لقب صقر قريش، فيأتي في ذهننا أنه قائد عسكري شامخ، ولكنه في حقيقة الأمر أن عبد الرحمن بن معاوية عند إطلاق هذا اللقب عليه كان عمره لم يتعدى العشرون عامًا.
