وضعية رأس الجنين في الشهر السادس من الحمل
يعد الشهر السادس من الحمل جزءًا مهمًا من الثلث الثاني، وخلال هذه الفترة، يصعب تحديد الوضعية الثابتة للجنين داخل رحم الأم، حيث يتنقل الجنين بين عدة وضعيات، منها الوضعية المستعرضة ووضعية المقعدي. يجدر بالذكر أن الجنين في الشهر السادس عادة لا يكون في الوضعية الأمامية أو الخلفية، حيث يتجه الرأس للأسفل تجاه الحوض، وغالبًا لا يحدث ذلك حتى الأسبوع 33 من الحمل.
فيما يلي تفصيل للوضعيات التي قد يتخذها الجنين خلال الشهر السادس:
الوضعية المستعرضة
تعني الوضعية المستعرضة أن الجنين يكون مائلًا بشكل أفقي في أسفل الرحم. وفي حالة الولادة، قد يدخل كتف الجنين إلى حوض الأم أولًا بدلاً من الرأس، مما قد يؤدي إلى صعوبة في الولادة الطبيعية. وبسبب هذا السبب، غالبًا ما يختار الأطباء إجراء عملية ولادة قيصرية للأطفال الذين تتخذ أجسامهم هذه الوضعية.
وضعية الجنين المقعدي
توجد ثلاثة أنواع من وضعية الجنين المقعدي، وهذه الأنواع تشمل:
- المقعدي المفرد (Frank breech)
في هذه الوضعية، تكون مؤخرة الجنين متجهة لأسفل مع ثني وركيه وركبتيه للأعلى تجاه بطنه، مما يعني أنها ستخرج أولًا أثناء الولادة. وتزداد احتمالية التفاف الحبل السري، الذي قد يسبق نزول الرأس من خلال عنق الرحم، مما يسبب مخاطر على الجنين أثناء الولادة الطبيعية.
- المقعدي المكتمل (Complete breech)
يكون الجنين في هذه الوضعية جالسًا بشكل كامل، حيث يكون مؤخرته إلى أسفل وركبتيه مثنيتين نحوه. وهذه الوضعية قد تزيد من خطر التفاف الحبل السري أيضًا.
- المقعدي القدموي (Footling breech)
في هذه الوضعية، تمتد إحدى قدمي الجنين أو كليهما نحو الأسفل تحت مؤخرته، مما يعني أن قدمي الجنين ستخرج أولاً عند الولادة. ومن المهم ملاحظة أن هذا الوضع قد يزيد من فرص انزلاق الحبل السري أسفل عنق الرحم، ما قد يؤدي إلى قطع إمدادات الدم عن الجنين.
حركة الجنين في الشهر السادس
عادة ما تبدأ حركة الجنين بين الأسبوعين 18 و22 من الحمل، وتكون حركته في البداية خفيفة وغير منتظمة. وعندما يصل الجنين إلى الشهر السادس، تزداد الحركة وتصبح أكثر وضوحًا، حيث ستبدأ الأم بالشعور بركلاته بشكل أكثر تكرارًا. ومن الممكن أن تلاحظ الأم حركة جنينها في أوقات معينة من اليوم، غالبيتها تكون واضحة عندما تكون الأم في حالة استرخاء.
تطور الجنين في الشهر السادس
في منتصف الشهر السادس، يصل طول الجنين إلى حوالي 21.3 سم من أعلى رأسه إلى مؤخرته، بينما يزداد وزنه إلى حوالي 665 غرامًا بحلول نهاية هذا الشهر بشكل عام. وخلال هذه الفترة، يمر الجنين بتحولات عدة، بما في ذلك بدء إنتاج خلايا الدم الحمراء في نخاع العظام وظهور براعم التذوق.
فيما يلي أبرز التطورات المتوقع حدوثها للجنين في الشهر السادس:
- مع حلول الأسبوع 23، قد تشمل التغيرات:
- القدرة على تحريك عينيه بسرعة.
- بدء تشكل الحواف على راحتي اليدين وباطن القدمين، والتي ستتطور لاحقًا لتشكل بصمة الأصابع.
- احتمال ظهور الحازوقة للجنين.
- في الأسبوع 24، قد تحدث التغيرات التالية:
- يصبح جلد الجنين مجعدًا، وصار لونه شفافًا أو ورديًا بفعل الشعيرات الدموية.
- تستمر رئتاه في النمو.
- يبدأ في الاستجابة للصوت نتيجة اكتمال نمو الأذن الداخلية.
- تبدأ الجفون في الانفصال وتشكيل شكلها النهائي.
- في الأسبوع 25، قد تحدث التغيرات التالية:
- تستعد الرئتان للتنفس، حيث تستمر الأوعية الدموية بالتطور وتبدأ بإنتاج مادة هامة لتوسيع الرئتين بعد الولادة، لكنها لن تكتمل حتى هذه المرحلة.
- يبدأ أنفه في العمل تدريجيًا، حيث تتطور لديه حاسة الشم ويبدأ بالاستجابة للروائح المختلفة المحيطة.
- مع حلول الأسبوع 26، قد تشمل التغيرات:
- يكتمل نمو عيني الجنين، ما يمكنه من فتحهما والرؤية.
- يبدأ نمو الأعضاء التناسلية، فإذا كان الجنين ذكرًا، فإن الخصيتين تبدآن بالنزول إلى كيس الصفن.
- يبدأ الجنين في الاستجابة بشكل أكبر للأصوات، ويميز صوت أمه.
خلاصة المقال
في هذا الشهر، يشهد الجنين تطورات ملحوظة ويتعرض لتغيرات عدة، حيث يبدأ نخاع العظام بتكوين خلايا الدم الحمراء وتظهر براعم التذوق. كما يتجاوب الجنين للمؤثرات الصوتية الخارجية نتيجة لاكتمال نمو الأذن الداخلية، مما يبرز العديد من التغيرات التي ترافق نموه في هذا الشهر من الحمل.