موقع جزر سليمان
تعرف جزر سليمان (بالإنجليزية: Solomon Islands) بأنها مجموعة من الجزر الواقعة في الجزء الجنوبي من المحيط الهادئ، في الشمال الشرقي من قارة أستراليا. تنقسم هذه الجزر إلى قسمين؛ الجزر الجنوبية التي تشكل جزءاً من دائرة جزر سليمان، والجزر الشمالية التي تعد جزءاً من بابوا غينيا الجديدة. تشمل الجزر الجنوبية عدداً من الجزر البارزة مثل شويزول، سانتا إيزابيل، نيو جورجيا، كوادالكنال، سان كريستوبال، ومالياتا، بالإضافة إلى العديد من الجزر الصغيرة، مما يشكل مساحة جغرافية تقدر بحوالي 29,785 كم². أما الجزر الشمالية، فتحتوي على جزيرة بوكا وبعض الجزر الصغيرة الأخرى بمساحة تبلغ حوالي 10,878 كم². يحد جزر سليمان من الجهة الجنوبية الشرقية جزر سانتا كروز، ومن الجنوب تحدها بحرا سولومون وكورال، بينما يحدها من الشمال أرخبيل بوجنفيل ومن الشمال الغربي أرخبيل بسمارك، ومن الغرب يحدها بابوا غينيا الجديدة.
الجغرافيا
تتميز التضاريس الجغرافية لجزر سليمان بتنوعها بين القمم الجبلية الناتجة عن نشاط بركاني، والأودية، والجزر المرجانية. وتغطي الجزر مجموعة من السلاسل الجبلية المزروعة بالغابات الكثيفة، حيث يعتبر جبل ماكاراكامبرو هو الأعلى في المنطقة بارتفاع 2447 مترًا. تكثر السهول العشبية في معظم الجزر، والأنهار فيها ضيقة لكنها مناسبة لنقل القوارب الصغيرة. تحيط بالبحيرات السواحل المائية للجزر، وتعد المنطقة الجغرافية لجزر سليمان منطقة نشطة زلزالياً، حيث تتعرض للعديد من الزلازل القوية التي تؤدي إلى خسائر بشرية وإصابات بين السكان.
المناخ
يسود في جزر سليمان مناخ استوائي، حيث تهب رياح شمال غربية استوائية بين ديسمبر ومارس، مصحوبة بأمطار غزيرة. بينما يتحول المناخ إلى البرودة من أبريل إلى نوفمبر مع هبوب رياح تجارية جافة من الجنوب الشرقي. تتعرض الجزر خلال موسم الأمطار للعديد من الأعاصير. توقعت بيانات الحرارة السنوية أن تتراوح بين 27 درجة مئوية، في حين يبلغ متوسط تساقط الأمطار حوالي 305 سم، مع نسبة رطوبة تصل إلى حوالي 80%.
الاقتصاد
خلال الفترة من أواخر التسعينيات حتى 2007، واجه الاقتصاد في جزر سليمان مجموعة من الأزمات نتيجة لظروف سياسية مثل الاضطرابات المدنية والانقلاب في 2000، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية. وقد تمتد تأثيرات سلبية على القطاعات الاقتصادية مثل النقل والزراعة والتجارة. كذلك، أدى تسونامي وزلازل عام 2007 إلى تعطيل الشركات وتراجع اقتصادي جديد.
يعمل الكثير من السكان في قطاع الخدمات الذي يسهم بنحو نصف الناتج المحلي الإجمالي، وتعتبر السياحة واحدة من أهم المصادر المساهمة في الدخل القومي. تتعاون جزر سليمان مع أستراليا والصين في تعزيز العلاقات التجارية من خلال تكثيف الصادرات والواردات. تركز الزراعة بشكل أساسي على القهوة وجوز الهند، كما تُعتبر الحرف اليدوية جزءًا هامًا من الموارد الاقتصادية.
تتمتع جزر سليمان بمخزون كبير من الموارد الطبيعية، بما في ذلك البوكسيت والفوسفات والذهب. الدولار السليماني هو العملة الرسمية المتداولة بين السكان، ويعتبر مطار هونيارا الدولي المطار الرئيسي، بالإضافة إلى العديد من المطارات الأخرى التي تسهل الرحلات المحلية والدولية. كما تُستخدم الموانئ البحرية لنقل الشحنات، خاصة الخارجية.
التركيبة السكانية
يقدر عدد سكان جزر سليمان بحوالي 635,027 نسمة وفقًا لإحصاءات عام 2016، ويدعى السكن إلى جماعات عرقية وفقاً لإحصاءات عام 2009؛ حيث يشكل الميلانيزيون نسبة 95.3%، وهم أكبر مجموعة سكانية، بينما يمثل البولينيزيون 3.1% والميكرونيزيون 1.2%، وتكون النسبة المتبقية للأقليات 0.3%.
تعتبر اللغة الميلانيزية البسيطة هي اللغة التواصلية الأساسية بين السكان، في حين أن اللغة الإنجليزية تستخدم كأداة رسمية وتعتمد عليها 1% إلى 2% من السكان. وتعتبر المسيحية البروتستانتية هي الديانة الأكثر شيوعًا بينهم. يُظهر الإنفاق الحكومي على القطاعات العامة من الناتج المحلي الإجمالي مستويات مختلفة، حيث بلغ الإنفاق على الصحة 5.1% في عام 2014، بينما وصلت نسبة الإنفاق على التعليم إلى 10% في عام 2010.
التاريخ
اكتشف الإسبان جزر سليمان في عام 1568، ولكن لم يُفكروا في استعمارها حتى منتصف القرن التاسع عشر. في عام 1885، تم توقيع اتفاقية بين ألمانيا وبريطانيا لتقسيم الجزر إلى مستعمرتين: مستعمرة ألمانية في القسم الشمالي وبريطانية في القسم الجنوبي. ثم احتلت أستراليا القسم الشمالي في عام 1914 وأصبحت تحت وصاية عصبة الأمم في 1920.
في عام 1943، احتلت القوات الأمريكية جزر سليمان خلال الحرب العالمية الثانية. أصبح القسم الشمالي تحت وصاية الأمم المتحدة في عام 1946، بينما استمر البريطانيون في السيطرة على باقي الجزر حتى 1978، عندما تم الاعتراف بجزر سليمان كدولة مستقلة ضمن دول الكومنولث البريطاني.