دولة رواندا
تعد رواندا واحدة من الدول الإفريقية التي حققت شهرة واسعة بسبب الحروب الأهلية والمذابح الجماعية التي شهدتها في التسعينيات، حيث سقط فيها أكثر من نصف مليون ضحية. وعلى الرغم من عدم وجود سواحل لها على المحيط الهندي أو الأطلنطي، إلا أن أهمية رواندا تبرز كونها واحدة من منابع نهر النيل الذي يُعتبر شريان الحياة لكثير من الدول الإفريقية.
موقع رواندا الجغرافي
تقع رواندا في قلب القارة الإفريقية، ضمن منطقة تُعرف بهضبة البحيرات. هي دولة حبيسة ولا تمتلك سواحل، وتُعتمد في تجارتها البحرية على مينائي دار السلام في تنزانيا ومومباسا في كينيا. تتواجد رواندا في منطقة جنوب خط الاستواء، حيث يحدها من الشرق دولة تنزانيا، ومن الجنوب بوروندي، بينما تحدها من الغرب زائير، ومن الشمال أوغندا. تعتبر مدينة كيجالي، عاصمة رواندا، من المدن ذات الكثافة السكانية العالية، حيث تأخذ الطابع العام للدولة من حيث ارتفاع نسبة السكان في مساحة صغيرة تبلغ حوالي 26,500 كيلومتر مربع.
التضاريس الطبيعية في رواندا
تتميز طبيعة الأرض في رواندا بكونها جبلية، حيث تضم العديد من الهضاب والمرتفعات البركانية، مما جعلها تُلقب ببلد الألف هضبة بسبب الكثرة العالية من المرتفعات. يحتوي الشمال الغربي من البلاد على الحافة الشرقية للأخدود الإفريقي، حيث تقع جبال فيرنجا. وفي الجهة الشرقية من البلاد، توجد العديد من البحيرات والمجاري المائية والأنهار، مما يضفي جمالاً على المناظر الطبيعية هناك.
المناخ في رواندا
يتميز مناخ رواندا بالاعتدال في الكثير من المناطق نتيجة لارتفاعها عن مستوى سطح البحر، مما يساعد في تلطيف درجات الحرارة. وهذا الأمر يعد نادرًا في المناطق المدارية التي عادة ما تشهد درجات حرارة مرتفعة، وهو ما يبرز في المناطق المنخفضة من البلاد. لا تتجاوز درجات الحرارة في العاصمة كيجالي 19 درجة مئوية. في فصلي الربيع والخريف، تشهد البلاد هطول كميات كبيرة من الأمطار، مما يُعزز خصوبة الأراضي الزراعية، التي تُعتبر خصبة بطبيعتها بسبب النشاط البركاني.
السكان في رواندا
يتكون معظم سكان رواندا من القبائل الإفريقية القديمة التي عاشت في تلك المناطق. يشكل الهوتو السكان الأصليين، حيث يمثلون نحو 80% من إجمالي السكان، في حين تأتي قبائل التوتسي في المرتبة الثانية بحيث تشكل 10% من إجمالي السكان، ويتميزون بأنهم طبقة أرستقراطية في البلاد. وبينما سادت حرب أهلية بين الهوتو والتوتسي عقب الاستقلال، أدت تلك الأحداث إلى العديد من المذابح العرقية التي راح ضحيتها أكثر من نصف مليون فرد.