الروايات بشأن قبر السيدة مريم
لم يتم إثبات بوجود نصوص شرعية من القرآن أو السنة النبوية تشير إلى مكان دفن السيدة مريم -عليها السلام-. ومع ذلك، هناك بعض الأقوال التي تم نقلها في مؤلفات العلماء بأن قبرها يقع في مدينة بيت المقدس، داخل كنيسة تقع في جبل الطور والمعروفة باسم “الجيسمانية”.
يتأكد في العقيدة الإسلامية أن السيدة مريم العذراء، رغم اصطفائها من قبل الله -تعالى- على نساء العالمين، تظل إنسانة لها ما تتمتع به من احتياجات حياتية، وقد توفيت -عليها السلام- ودُفنت في موقع لم يثبت تحديده برواية صحيحة. ورغم ذلك، فإن وفاتها أمرٌ مسلم به، ولا صحة لما يقال أنها رُفعت ببدنها وروحها ولم تُدفن.
مقدمة عن السيدة مريم العذراء
نسب السيدة مريم ونشأتها
اختار الله -سبحانه وتعالى- السيدة مريم العذراء من بين نساء العالمين لتكون والدة لأحد أولي العزم من أنبيائه، سيدنا عيسى -عليه السلام-. ويرجع نسب السيدة مريم إلى عائلة صالحة من بني إسرائيل، فوالدها هو عمران ووالدتها حنّة.
أقدمت والدتها على نذر حين كانت حاملاً بها بأن يكون مولودها محرراً ومكرساً لله -تعالى- وخدمة لبيته المقدس في فلسطين. وعند ولادتها أنثى، نذرتها أيضاً لخدمة بيت المقدس، ودعت الله أن يعوذها وذريتها من الشيطان الرجيم. وقد تقبل الله -سبحانه وتعالى- هذه المولودة الطاهرة، وأنبتها نبتاً حسناً، كما ورد في قوله تعالى: (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا).
رعاية زكريا لها
تباينت وجهات نظر أقرباء مريم، بما في ذلك الرهبان في بيت المقدس حول من سيقوم بكفالتها، مما جعلهم يقترعون، وأسفرت القرعة عن اختيار زكريا -عليه السلام-، زوج خالتها، ليكون كافلاً لها. وقد بذل زكريا قصارى جهده في رعايتها واهتم بها بشكل كامل، حيث كان يتفقد أحوالها وهي تؤدي واجبها في بيت الله. وفي إحدى المرات، دخل عليها ليشاهد الرزق الإلهي الذي يأتيها دون موعد، فعُدّ astonishment له، فسأل زكريا -عليه السلام- عن مصدر هذا الرزق، فأجابته السيدة مريم: هذا من عند الله -تعالى- الذي يرزق من يشاء بغير حساب.
بشرى ميلاد عيسى عليه السلام
أراد الله -سبحانه وتعالى- أن يُبشر مريم -عليها السلام- بأن سترزق بمولود من دون أب. وقد نفخ الله فيها من روحه؛ فحمَلت بعيسى -عليه السلام-. وواسى الله -تعالى- قلبها في لحظة الولادة وفّقها، كما ورد في قوله تعالى: (فَأَجاءَهَا المَخاضُ إِلَى جِذعِ النَّخلَةِ قَالَت يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذا وَكُنتُ نَسْيًا مَنسِيًّا* فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا* وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطُ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا* فَكُلِي وَاشْرَبي وَاقْرَي عَيْنًا).
بعد ولادة السيدة مريم لعيسى -عليه السلام-، حملته إلى قومها، وعندما رأته إلا أن قومها استنكروا ذلك وشكّوا في موقفها. لكن مريم أشارت إلى عيسى -عليه السلام-، فعندما تحدث الله -تعالى- إليه في مهده، أكّد براءة وبهدوء والدته، وأعلن هو عن كونه عبد الله الذي اصطفاه ومنحه الحكمة وخصه بالرسالة.