موقع قبر النبي هود عليه السلام
تشير بعض المصادر والمراجع التاريخية إلى أن موقع قبر نبي الله هود -عليه السلام- يقع في حضرموت، وتحديداً في قرية سنا. تشتهر حضرموت، التي تعد إقليمًا في جنوب شبه الجزيرة العربية، بموقعها الجغرافي المميز، حيث تحدها من الشرق سلطنة عمان، ومن الغرب مدينة عدن، بينما تحدها من الشمال حدود المملكة العربية السعودية.
هذا الإقليم يتميز بساحل رملي واسع ويحتوي على مجموعة من المرتفعات الجبلية، بالإضافة إلى العديد من الوديان مثل: وادي الكسر، وادي دمعن، وادي الجزع، وادي حجر، وادي ميفع، ووادي سنام. تضم حضرموت أيضًا عدة مدن مثل مدينة شبام وشبوة ونزيم والمكلا. ومن القبائل المشهورة التي تسكن هذا الإقليم: قبيلة شيبان وقبيلة مهرة. ومن الملاحظ أن حضرموت كانت تُعرف سابقًا باسم وادي الأحقاف، نسبةً إلى قوم هود -عليه السلام-.
النبي هود عليه السلام ودعوته
هناك العديد من المعلومات التي تبرز جوانب حياة نبي الله هود -عليه السلام- ودعوته لقومه، ومن أبرز هذه النقاط ما يلي:
تعريف بنبي الله هود عليه السلام
عرف نبي الله هود -عليه السلام- بأسمائه المختلفة، حيث يُطلق عليه هود أو عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح -عليه السلام-. بعض الروايات تشير إلى أنه هود بن عبد الله بن رباح بن جاوب بن عاد، بينما تحمل روايات أخرى اسمه كـ هود بن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عاد، وقد كان هود -عليه السلام- ينتمي إلى قبيلة عاد التي سكنت الأحقاف في حضرموت.
قوم نبي الله هود عليه السلام
قام هود -عليه السلام- بدعوة قومه، المعروفين بقوم عاد، الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم، حيث كان موطنهم يقع في منطقة الأحقاف في جزيرة العرب، كما جاء في قوله -تعالى-: (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ).
بعض المؤرخين يرون أن قوم عاد كانوا يقيمون في منطقة إرم ذات العماد، بناءً على الصلة التي أشار إليها القرآن بين قوم عاد وإرم في قوله -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ* إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ). وقد تم تداول عدة آراء حول معنى إرم؛ فبعضهم قال إنها مدينة عظيمة، بينما اعتبرها آخرون قبيلة قوية، أو حتى جبلًا عظيمًا الحجم في منطقة جذام قرب العقبة، كما ذكر ياقوت الحموي.
ونستطيع أن نرى من خلال الآيات القرآنية أن قوم عاد كانوا يتمتعون بقوة كبيرة وقدرة، كما جاء في قوله -تعالى-: (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ* وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ* وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ)، وقد ارتبطوا بشكل وثيق بقوم ثمود، كما ورد في قوله -تعالى-: (وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى* وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى).
دعوة هود عليه السلام لقومه وموقفهم من دعوته وعاقبتهم
دعا هود -عليه السلام- قومه إلى عبادة الله -تعالى- وتوحيده، حيث قال لهم: (وَإِلى عادٍ أَخاهُم هودًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ أَفَلا تَتَّقونَ)، لكن قومه كفروا بكلامه وكذبوه، واعتبروه إنسانًا غريب الأطوار، كما ورد في قوله -تعالى-: (قالَ المَلَأُ الَّذينَ كَفَروا مِن قَومِهِ إِنّا لَنَراكَ في سَفاهَةٍ وَإِنّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الكاذِبينَ)، وأيضًا قوله -تعالى-: (كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ).
ورفعت يد الله -تعالى- عذابه عنهم بإرسال ريح شديدة مأساةً عليهم، حيث يقول الله -تعالى-: (وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ* مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ). واستمر هذا العذاب من الريح القوية لمدة سبع ليال وثمانية أيام، كما جاء في قوله -تعالى-: (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ* سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ).